دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

استمراراً في عمليات التضييق على اللاجئين السوريين.. تركيا تمنع منح السوريين الجنسية وتؤكد على استمرار الترحيل

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تزامناً مع عمليات الترحيل القسرية ضد اللاجئين السوريين في تركيا، تواصل السلطات المحلية إجراءات التضييق لدفع السوريين للعودة وذلك تحت ذريعة” محاربة الهجرة غير الشرعية”، وتكمن هذه الإجراءات الجديدة في وضع قيود على منح الجنسية التركية بشكل استثنائي للمواطنين السوريين.

وكانت تركيا أحد الأطراف الرئيسية أم لم تكن الأولى في تأزيم وتصعيد الأزمة السورية، وتحولها لـ “ثورة مسلحة” بعد أن كانت ثورة لأجل الحرية والعدالة وإجراء الاصلاحات، كما دعمت تركيا المعارضة، وهي المعارضة الموالية لها سواءً عسكرياً و سياسياً، وعملت على إبعاد كل الشخصيات الوطنية السياسية والعسكرية من الواجهة، وجاءت بشخصيات لا يعرفها السوريون، للعمل وفق أجنداتها ومصالحها.

السياسة التركية في سوريا أدت لديمومة الأزمة وخلق أزمة لجوء فيها

مشاركة تركيا في الصراع المسلح في سوريا أدى لفرار الملايين من السوريين إلى الأراضي التركية، بداية كانت تركيا تفتح لهم الأبواب للجوء، ولكن ذلك كان وفق خطة وسياسية مستقبلية، تحصل بموجبها تركيا على مساعدات مالية تقدر بمليارات الدولارات تحت مسمى “المساعدات الدولية للسوريين”، واستغلال هذه الورقة في تمرير أجنداتها في سوريا، وجعل نفسها أحد الأطراف الرئيسية في هذا الملف.

وبعد كل هذه السنوات، ومع فقدان ورقة اللاجئين السوريين قيمتها لدى سلطات العدالة والتنمية، بدأ الحديث عن ترحيل السوريين إلى بلادهم وإسكانهم في قرى سكنية بنيت بأموال دول عربية وخليجية على رأسها قطر والكويت وفلسطين، وتحت إشراف تنظيم الإخوان المسلمين.

النظام والمعارضة التركية بثت العنصرية في المجتمع ضد السوريين

وتسببت الحكومة والمعارضة التركية، بتصاعد خطاب الكراهية العنصرية في المجتمع التركي ضد اللاجئين السوريين، حتى بات السوري منبوذ وغير مرغوب فيه في تركيا، وقد ارتكبت العديد من الجرائم بحق شبان سوريين من قبل قومويين أتراك، ناهيك عن عمليات الترحيل غير الإنسانية التي تقوم بها الأجهزة الأمنية وتعرض المرحلين لشتى أنواع الانتهاكات.

السوريون مستثنون من الجنسية التركية

حديثاً أصدر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تعليمات تنصّ على وضع قيود جديدة على منح الجنسية التركية بشكل استثنائي للسوريين.

ونقلت وسائل إعلام تركية عن وزير الداخلية التركي الجديد، علي يرلي كايا، تأكيده أن هناك بعض التجاوزات في حصول الأجانب على الجنسية التركية، معتبراً أنه يجب أن تكون هناك قيود جديدة على الجنسية التركية الممنوحة بشكل استثنائي، وأضاف كايا أن هناك “سوقاً للجنسية التركية”، بحيث تم الالتفاف على استيفاء شروط معينة وحيازة قدر معين من الأصول تم استخدامها خارج الغرض منها.

وكانت الحكومة التركية تمنح الجنسية بشكل استثنائي لشرائح محددة من اللاجئين السوريين، وقالت تقارير إعلامية أن منح الجنسية كان للتركمان، والموالين لأنقرة، حيث وصل عدد المجنسين إلى 223 ألف، وأشارت تلك التقارير إلى أن إعطاء النظام التركي للجنسية هو للتدخل أكثر في شؤون سوريا بحجة أن هؤلاء اللاجئين السوريين أصبحوا مواطنيها أيضاً، بينما كان ذلك محل استنكار من قبل أحزاب المعارضة والأطراف السياسية القومية.

“خطة العودة للاجئين السوريين مستمرة”

ويقول الباحث بالشأن التركي طه عودة أوغلو، إن التشدد في ملف التجنيس يعود إلى أكثر من سبب، مبيناً أنه “إلى جانب الضغط الشعبي، يبدو أن هناك حسابات متعلقة بانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي”، وأضاف في حديث “لجريدة المدن” أن “يبدو أن هناك صيغة تركية-أوروبية جديدة للاتفاق المبرم بين أنقرة والاتحاد الأوروبي في آذار/مارس 2016، بخصوص اللجوء والهجرة غير الشرعية”.

وأضاف أن خطة العودة الطوعية لمليون لاجئ سوري بدأت في أيار/مايو 2022، وقال أن عودة السوريين لا تزال مستمرة، مشيراً إلى عودة ما يقارب المليون لاجئ خلال الفترة الماضية، وقال أنهم وصلوا إلى بناء 100 إلى 150 ألف منزل مصنوع من الطوب في الشمال السوري.

ولفت عودة أوغلو أن الأوضاع مقلقة بالنسبة للسوريين، ويبدو أن الإجراءات هذه مستمرة إلى حين موعد الانتخابات البلدية في آذار/مارس 2024، وما بعدها”.

اجتماع في اسطنبول لمناقشة حملة ترحيل السوريين

وفي السياق، عقدت ولاية إسطنبول اجتماعاً مع عدد من المنظمات السورية، بحضور الوالي داود غول لمناقشة حملة ترحيل اللاجئين السوريين، وتم التأكيد خلال الاجتماع على استمرار حملة مكافحة الهجرة غير النظامية، مع القيام بالتحسينات اللازمة لعدم تعرض الأشخاص ذوي الوضع النظامي لأي ضرر، وتعهد الأتراك باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد أي موظف يستخدم العنف دون مبررات قوية وحاسمة.

وكشفت تقارير إعلامية، إن حصيلة من تم ترحيله من اللاجئين السوريين من تركيا منذ بداية العام الجاري، وصل إلى 8837 سورياً، وشملت عمليات الترحيل في إطار حملات أمنية واعتقال من ولايات عدة بينها اسطنبول.

فيما قالت “صحيفة نيويورك تايمز” الأمريكية أن السوريون في تركيا يعيشون في حالة خوف وإهانة والتهمة بالمسؤولية عن العديد من المشاكل التي تواجه تركيا”. حيث يُحمل اللاجئون السوريون مسؤولية ما تعيشه تركيا من أزمات اقتصادية ومعيشية، وهو ما لعب عليه التحالف الحاكم والأحزاب المقربة منه، بالإضافة للمعارضة والأطراف الموالية لها.

 

إعداد: ربى نجار