أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في ظل ما تعيشه سوريا أصلاً من نزاع مسلح على السلطة عمره أكثر من 12 عاماً، بدأت تداعيات الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة تلقي بظلالها على البلاد، وسط تحذير أممي من أن الفترة التي تعيشها سوريا هي الأخطر منذ سنوات، خاصة مع تصاعد العنف في الشمال.
العنف في الشمال وتداعيات حرب غزة.. “سوريا في خطر”
وتشهد البلاد في قسمها الشمالي، مناطق الإدارة الذاتية وخفض التصعيد، تصاعداً ملحوظاً في العنف من حيث العمليات العسكرية الجوية والقصف التركي على الشمال الشرقي، وعودة الاشتباكات إلى ريف دير الزور، إضافة إلى ما يحصل في منطقة “خفض التصعيد” من زيادة عمليات القصف الجوية والبرية لقوات الحكومة السورية وروسيا، مع استهداف إسرائيل لمواقع عدة جنوب البلاد، رداً على هجمات من قبل جهات “مرتبطة بإيران” على قواعد التحالف الدولي.
التحذير الأممي جاء على لسان المبعوث إلى سوريا غير بيدرسون، الذي قال خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، أن الصراع المسلح في سوريا دخل في “مأزق استراتيجي” منذ 2020، وأشار إلى أنهم حذروا منذ فترة من أن الوضع في سوريا يعرضها لخطر الانزلاق نحو تفكك أعمق وطويل الأمد، مع مخاطر تصعيد هي الأكثر قلقاً”.
“دق ناقوس الخطر”.. “والقصف الإسرائيلي من تداعيات الحرب في غزة”
وأعلن بيدرسون من مجلس الأمن “دق ناقوس الخطر” بسبب ما تعيشه سوريا اليوم، من تصعيد في الشمال والشرق وتأثير الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في الجنوب، والذي وصفه “بالوضع الخطير منذ فترة” ولفت إلى أن هذا الوضع ناجم عن النزاع المسلح الذي يواجه الشعب السوري الآن إمكانية تصعيد مرتبط بالأوضاع في غزة أيضاً.
ومنذ أسبوعين نفذت القوات الإسرائيلية قصفاً على مواقع عسكرية سورية في الجنوب، وذلك رداً على عمليات قصف تطال مواقعها في الجولان السوري المحتل، إضافة إلى تكرار عمليات القصف الجوي على مطاري حلب ودمشق الدوليين، ناهيك عن استهداف القوات الأمريكية المتواجدة في إطار التحالف الدولي ضد داعش، لمواقع مجموعات مسلحة موالية لإيران براً وجواً، وذلك رداً على استهداف الأخيرة لقواعدها في شرق دير الزور.
وفي هذا السياق، بين بيدرسون أمام مجلس الأمن، إن القصف الإسرائيلي الذي استهدف على وجه الخصوص مطاري حلب ودمشق الدوليين، هو في سياق الصراع في غزة، التي بدأت تداعياته تظهر بالفعل في سوريا، عبر شن مجموعات موالية لإيران بشن هجمات ضد واشنطن في سوريا.
وأكمل غير بيدرسن: “حتى قبل التطورات الإقليمية شهدت سوريا أسوأ وتيرة في اعمال العنف منذ أكثر من ثلاث سنوات، لكن التوترات في المنطقة تصب الزيت على النار، على برميل بارود كان أصلا على وشك الانفجار”.
العالم مشغول بغزة.. والتصعيد يزداد في سوريا
بدورها شددت إيدم ووسورنو المسؤولة في مكتب تنسيق العمليات الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا)، إن انشغال العالم في الحرب على غزة والصراع بين إسرائيل وحركة حماس، لا يجب صرف الانتباه عن الأزمات المستمرة في أماكن اخرى، معربة عن قلقها إزاء تصاعد وتيرة الهجمات في شمال سوريا وتداعياتها على السكان.
وأوضحت أمام مجلس الأمن قائلة: “إن ما يحصل يثير قلقا أكبر مع اقتراب فصل الشتاء حيث تشير تقديراتنا الى أن 5.7 مليون شخص في جميع أنحاء البلاد بحاجة إلى مساعدة إنسانية”، داعيةً لتمويل جديد.
قصف إسرائيلي على الجنوب رداً على استهداف طال الجولان المحتل
وكانت القوات الجوية الإسرائيلية شنت الاحد، من الجولان المحتل استهداف طال موقعين لقوات الحكومة السورية في ريف درعا ما أدى لوقوع خسائر مادية.
وقال مصدر عسكري سوري، إن “عدواناً جوياً نفذ من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفاً القوات المسلحة في ريف درعا”.
جاء ذلك بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي إطلاق عدد من الصواريخ من الأراضي السورية باتجاه إسرائيل وسقطت الصواريخ في منطقة مفتوحة، وأشار إلى أن الهجوم الأخير في سوريا هو رد على مصادر إطلاق الصواريخ.
واشنطن: قصفنا وكلاء إيران في سوريا
وسبق أن أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية قصفها على مواقع “لوكلاء إيران” في سوريا وذلك رداً على الهجمات التي نفذت ضد القوات والقواعد العسكرية شرق البلاد.
بينما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن طائرة حربية أمريكية شنت غارة جوية على الأقل على محيط مدينة البوكمال التي تتمركز فيها قوات الحكومة السورية والمجموعات المسلحة الموالية لإيران، ولا معلومات عن خسائر بشرية أو إصابات.
23 هجوم.. 9 منها في سوريا طالت القوات الأمريكية خلال 13 يوم
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية، أعلنت أن العسكريين الأمريكيين في سوريا والعراق تعرضوا للهجمات 23 مرة خلال الـ 13 يوما الأخيرة، وأوضح مسؤول عسكري رفيع، إن من بين هذه الهجمات 9 في سوريا، نفذت عبر الصواريخ والطائرات المسيرة من الفترة الممتدة ما بين 17 إلى 30 من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، لافتاً إلى أن القوات الأمريكية تصدت لها بنجاح.
وكانت جهات إقليمية ودولية حذرت، دمشق، بشكل مباشر من دخول الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، أو السماح بأن تكون الأراضي السورية منطلقاً لأي هجمات على إسرائيل، وإلا فإن الثمن سيكون قصف دمشق وتعريض حياة الرئيس السوري بشار الأسد للخطر.
إعداد: رشا إسماعيل