دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

استمرار المساعي التركية للهجوم على شرق الفرات رغم مواصلة تنفيذ بنود “الآلية الأمنية” بخصوص المنطقة الآمنة

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – رغم التصريحات الجديدة التي خرجت من وزارتي الدفاع التركية والأمريكية بشان استمرار الجهود والخطوات في إطار تنفيذ بنود الاتفاق على إنشاء “المنطقة الآمنة” في شمال وشرق سوريا، وبالرغم من تسيير دورية مشتركة بين القوات العسكرية التابعة للبلدين في تلك المناطق للمرة الثالثة، ألا أن التقارير الإعلامية لاتزال تحذر من تدخل تركي وشيك في شرق الفرات.

مواقف أمريكية تركية بخصوص المنطقة الآمنة

وسبق أن قال الناطق باسم رئاسة الأركان الأمريكية، باتريك ريدر، “إن بلاده وتركيا تواصلان تطبيق الآلية الأمنية وأن البلدين يواصلان تحقيق تقدم في هذا الخصوص، وأشار إلى أن المزيد من الخطوات سوف تنفذ خلال الأيام المقبلة، وقد تم اختيار بقعة جغرافية محددة للعمل فيها (دون ذكر تفاصيل حولها)، منوهاً ان وحدات حماية الشعب تواصل ردم انفاقها وتدمير تحصيناتها، وفق البرنامج المحدد”.

وزير الدفاع التركي خلوصي أكار شدد بدوره أثناء مكالمة هاتفية مع نظيره الأمريكي مارك إسبر، أن بلاده “لن تسمح بإنشاء ممر إرهابي” على حدودها الجنوبية، في حين سبق تصريحات أكار، تهديد من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن “بلاده لم تعد تستطيع الانتظار يوماً واحداً لإنشاء المنطقة الآمنة”.

تطهير عرقي.. ومخاوف من تهجير جديد

القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، وفي حديث له لوسائل إعلامية، قال “أن تركيا تريد تطهير مناطق شمال وشرق سوريا من سكانها الأصليين”، وأشار إلى أن خطط أنقرة “ترفضها قوات قسد ومكونات المنطقة والدول الأوروبية”، ويتخوف سكان تلك المناطق من أن أي هجوم تركي سيؤدي إلى تهجيرهم قسراً على غرار ما حصل في منطقة عفرين في شمال محافظة حلب، عندما دخلها الأتراك بمساندة فصائل من المعارضة تحت مسمى “غصن الزيتون” والتي أدت لنزوح أكثر من 350 ألف من سكان عفرين الأصليين.

وفي السياق عاودت فصائل المعارضة دعمها لأي عملية عسكرية لتركيا في مناطق شرق الفرات، وأبدت استعدادها للمشاركة مع “أشقائهم الأتراك” لمحاربة قوات سوريا الديمقراطية.

تركيا طلبت من الفصائل التوحد تحسباً لعملية شرق الفرات

مصادر معارضة طلبت عدم ذكر أسمها لأسباب أمنية، “أن تركيا طلبت بشكل مباشر من الفصائل العاملة في المناطق التي تسيطر عليها الاندماج تحت راية الجيش الوطني”، وذلك لتشكيل أكبر عدد ممكن من المقاتلين تحسباً لأي هجوم قد تشنه تركيا على مناطق شرق الفرات.

وبحسب المصادر، فإن تركيا لن تزج جنودها في المعارك، لأن الحكومة التركية تخشى من ردة فعل شعبي حيال إرسال الشبان الأتراك ليلقوا حتفهم في البلدان المجاورة التي لكل عائلة منهم تقريباً “أهل أو معارف” فيها، حسب وصفها.

وشددت المصادر على احتمال أن قد تنضم هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة، وجناحها العسكري “حراس الدين” إلى الفصائل الأخرى دون كشف أسمهم او انتمائهم، وإظهارهم على أنهم مقاتلين سوريين، علماً ان حراس الدين يتشكل بغالبيته العظمى من المقاتلين الأجانب.

رغبة تركية بالهجوم بانتظار الضوء الأمريكي.. واجتماع بين ضباط فرنسيين وقيادات من قسد

ورغم كل هذه التطورات والمستجدات التي تحصل على الأرض، يرى بعضٌ من الساسة، أن رغم جدية تركيا دائماً بنيتها الهجوم على مناطق شمال سوريا وإخضاعها وطرد “الكرد” منها، ألا أن ذلك لن يحصل دون موافقة أمريكية وربما أوروبية أيضاً، وقد تقتصر بعض العمليات العسكرية في إجزاء صغيرة من تلك المناطق، لتظهر تركيا أنها قامت بما تريد وأنها “قصمت” ظهر قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب.

وفي السياق كشفت مصادر إعلامية مقربة من قوات قسد ان “قيادات كبار ضمن قسد التقت، الجمعة، بضباط فرنسيين في أحد القواعد العسكرية التابعة للتحالف الدولي في الحسكة”، وأشارت تلك المصادر إلى أن الفرنسيين “أكدوا على دعم قسد في حربها ضد تنظيم داعش، والمساعدة على إرساء الأمن والاستقرار في المناطق التي تسيطر عليها”.

وتقول أوساط سياسية، “ان المزاج العالمي ليس بصدد رؤية أزمة جديدة وحرب جديدة في المنطقة، تندلع على الحدود الجنوبية من تركيا، قد تستمر لأعوام وتكلف الطرفين خسائر كبيرة، مرجحين التوصل إلى تفاهمات وآليات تحد من حربٍ جديدة قد تلقي بظلالها على المنطقة بأسرها أن وقعت”، ورغم كل ذلك فإن الأبواب لا تزال مفتوحة على كل الاحتمالات، فإما الحرب أو التهدئة والتوافق.

 

إعداد: ربى نجار