أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – مر نحو 36 ساعة على الضربات الجوية الأمريكية التي طالت 28 موقعاً للقوات الإيرانية والمجموعات المسلحة الموالية لها في محافظة دير الزور شرق سوريا، وذلك بعد أيام من إعلان البيت الأبيض المصادقة على تنفيذ الجيش الأمريكي بأوامر من الرئيس جو بايدن لتنفيذ هجمات “انتقامية” رداً على هجوم طال قاعدة “البرج 22” شمال الأردن.
ضربات أمريكية “انتقامية” في سوريا رداً على “هجوم الأردن”
وكانت قاعدة “البرج 22” شمال المملكة الأردنية بالقرب من الحدود السورية، تعرضت لقصف من طائرة مسيرة قالت الولايات المتحدة إن مصدرها “المجموعات المسلحة الموالية لإيران”، خلفت 3 قتلى من الجيش الأمريكي وإصابة 40 آخرين، وذلك في الهجوم الأول من نوعه الذي يوقع خسائر بشرية في صفوف القوات الأمريكية بمنطقة الشرق الأوسط، بعد بداية الحرب في غزة، وتداعياتها على سوريا والعراق.
وفي حصيلة غير نهائية، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن عدد القتلى جراء القصف الجوي الأمريكي الذي طال 28 موقعاً في دير الزور وريفها وصل إلى 29 قتيلاً من المجموعات المسلحة الموالية لإيران، وأشار إلى وجود جثث تحت الركام وأنقاض المباني المدمرة جراء القصف في الميادين.
“جثث لاتزال تحت الأنقاض”
ولفت المرصد السوري إلى أن القتلى الـ29 من المسلحين الإيرانيين، هم “9 من الجنسية السورية، و6 من الجنسية العراقية، و6 من حزب الله اللبناني، و8 مجهولي الهوية حتى اللحظة”، فيما لايزال قتلى تحت أنقاض المباني، لم يعرف عددهم بالضبط، وهو ما يعني بأن حصيلة قتلى الضربات الأمريكية آخذة بالارتفاع.
ونوه المرصد السوري في حصيلته الأولية، بأن القتلى توزعوا على الشكل التالي: 19 قتيلاً من المجموعات المسلحة الموالية لإيران في مدينة الميادين، بينهم عناصر من حزب الله، و 10 في مدينة دير الزور.
الضربات الأمريكية طالت 28 موقعاً شرق سوريا
ومع ساعات الفجر الأولى من يوم السبت، نفذت طائرات أمريكية بمشاركة قاذفات بعيدة المدى، ضربات جوية على أهداف ومنشآت تابعة للقوات الإيرانية والمجموعات المسلحة الموالية لها في ريف محافظة دير الزور، بحسب بيان للقيادة الوسطى الأمريكية، فيما لفت المرصد السوري إلى أن الضربات الجوية طالت مواقع بطول نحو 130 كيلومتراً من مدينة دير الزور وصولاً للخدود السورية العراقية بمدينة البوكمال مروراً بمدينة الميادين.
وتم خلال الضربات الجوية الأمريكية استهداف 28 موقعاً وصفت “بالهامة” للقوات الإيرانية والمجموعات المسلحة الموالية لها، حيث تم قصف مواقع بحي التمو وقاعدة عين علي وقاعدة الإمام علي ومنطقة قلعة الرحبة وحي الشبلي والحيدرية وصوامع الحبوب، وفيلا أبو العباس قائد مسلحي “العباس” عند دوار البلعوم على أطراف مدينة الميادين.
وفي البوكمال قرب الحدود السورية -العراقية استهدفت عدة مواقع في الهجانة والهري ومعبر السكك مع العراق.
وفي مدينة دير الزور استهدفت مواقع للمسلحين الإيرانيين بالقرب من كلية التربية سابقا، ومحيط المطبخ الإيراني، وقرب الرادارات وطب هرابش وحويجة صكر ومستودعات عياش.
موجة نزوح للأهالي من المناطق المستهدفة
وخوفاً من استئناف الجيش الأمريكي ضرباته الجوية على المواقع الإيرانية في محافظة دير الزور، شهدت مدينة دير الزور خلال يوم السبت، حركة نزوح لعشرات من الأهالي وسكان أحياء الجبيلة والحميدية والعمال، حيث غادرت العائلات منازلها خوفاً من استمرار الاستهدافات الجوية الأمريكية، وسط حالة من الخوف لدى الأهالي.
ونقل المرصد السوري عن أحد المواطنين من سكان حي العمال بمدينة دير الزور، أنه جميع سكان الحي اضطروا لترك منازلهم والنزوح إلى حيي الجورة والقصور، وذلك بسبب تواجد مقرات للمجموعات المسلحة الموالية لإيران، وخوفاً من استهدافها من قبل الطائرات الحربية الأمريكية.
كما نزحت عشرات العوائل أيضاً من مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي، باتجاه مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية خوفاً من قصف متجدد للجيش الأمريكي على المواقع الإيرانية في المدينة ومحيطها.
دمشق تندد.. وموسكو تطالب بعقد جلسة لمجلس الأمن
بدورها نددت الحكومة السورية عبر بيان لوزارة الخارجية، الضربات الأمريكية وأشارت إلى انها “تؤجج الصراع في منطقة الشرق الأوسط على نحو خطير”.
ونقلت وكالة “سانا” الحكومية عن بيان عسكري منسوب لوزارة الدفاع السورية حديثه عن مقتل عدد من العسكريين والمدنيين جراء استهداف جوي أميركي بالقرب من الحدود السورية ـ العراقية، وأضاف، أن ”الاعتداءات الأميركية انتهاك بحق سيادة سوريا ووحدة أراضيها وسلامة شعبها”.
وأشار إلى أن ”الاعتداء الأمريكي يوم أمس على مناطق عدة في محافظة دير الزور هو دليل واضح على أن السمة الصريحة للإدارة الأمريكية هي عدم احترام ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي”.
بدورها طالبت روسيا عبر بعثتها لدى مجلس الامن الدولي، من مجلس الأمن، لعقد اجتماع طارئ على خلفية الضربات الجوية الأمريكية التي طالت مواقع في سوريا.
ونقلت وكالة “سبوتنيك” عن نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، ديمتري بوليانسكي قوله: “طلبنا للتو اجتماعاً عاجلاً لمجلس الأمن الدولي بما يتعلق بتهديدات السلام والأمن الناجمة عن الضربات الأمريكية على سورية والعراق”، وأضاف “إن غيانا التي تترأس المجلس تخطط أن يتم تحديد الاجتماع في الخامس من شباط”.
إعداد: رشا إسماعيل