دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

اتهامات لروسيا بالتواطؤ مع إسرائيل بالهجوم على مرفأ اللاذقية.. والحديث عن دخول الصراع بمرحلة جديدة

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في تصعيد غير مسبوق، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفاً على مرفأ اللاذقية في الساحل السوري، وذلك للمرة الأولى منذ بدء الغارات وعمليات الاستهداف الإسرائيلية على النقاط والقواعد الإيرانية على الأراضي السورية، في مؤشر يدل على دخول التصعيد بين البلدين في سوريا بمرحلة جديدة.

تواطؤ روسي .. ودمشق لا علم لها بشحنة الأسلحة الإيرانية

تقارير إعلامية عدة سلطت الضوء على الاستهداف غير المسبوق الذي طال القسم التجاري من المرفأ، حيث أكدت بعض التقارير أن الاستهداف طالت “شحنات إيرانية متطورة” وأن السلطات السورية ليس لها علم بها، وسط التلميح لضلوع روسيا في هذا الاستهداف.

وخلافاً للراوية الرسمية الحكومية السورية، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية “كان 11” أن الاستهداف طال “شحنة إيرانية متطورة نقلت عبر البحر من إيران إلى سوريا وتشمل صواريخ موجهة وطائرات مسيرة انتحارية”.

وذكرت المصادر الإسرائيلية، أن هذا الهجوم هو العاشر الذي يطال قواعد ونقاط عسكرية إيرانية في سوريا خلال 45 يوماً، واصفة الاستهداف الأخير “بالاستثنائي”، ولفتت إلى أن التقديرات في تل أبيب تشير إلى أن الجهود الإيرانية تركزت، خلال الأشهر الماضية، على نقل أسلحة متطورة إلى سوريا وبدرجة أقل على بناء قواعد جديدة في إطار عزمها على التموضع العسكري في البلاد.

تل أبيب “تحذر” دمشق من مواصلة التعاون مع طهران

واعتبرت هيئة البث الإسرائيلية، أن الهجوم الأخير يعتبر “رسالة تحذير من تل أبيب إلى دمشق حول تعاونها مع طهران”، ورجحت أيضاً إلى أن الحكومة السورية قد لا تكون على علم بهذه الشاحنة. أي أن إيران باتت تعمل بمفردها في نقل الأسلحة المتطورة و الطائرات المسيرة إلى سوريا حتى بدون التنسيق أو إخبار السلطات السورية.

ولمح سياسيون إسرائيليون إلى وجود تنسيق بين تل أبيب وروسيا حول الاستهداف الأخير خاصة أنه طال “مواقع حساسة” بالقرب من تمركز القوات الروسية، وقالت أن المنظومات الدفاعية الجوية الروسية تجنبت التصدي للغارات الإسرائيلية التي طالت مرفأ اللاذقية، وهو الحال في كل مرة يتم استهداف قواعد إيرانية في سوريا.

وكشفت أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيقوم بزيارة إلى تل أبيب الأحد المقبل، للتباحث مع المسؤولين في تل أبيب التصعيد العسكري في سوريا، والمحادثات النووية مع إيران.

هل فقدت طهران الثقة بدمشق ؟

وأكدت مصادر إسرائيلية مطلعة أن الهجوم الإسرائيلي استهدفت شحنة أسلحة متطورة كانت في طريقها لحزب الله والمجموعات الإيرانية في سوريا ولبنان، مشيرين إلى امكانية أن لا يكون للرئيس السوري علم بهذه الشحنة، معتبرين أن ذلك “خطوة إيرانية جائرة بحقه”، وتدل على أن إيران يمكن أنها باتت تفقد الثقة بالأسد ولا تعلمه بكل تحركاتها في سوريا.

يأتي ذلك في وقت أكد مسؤولون أمنيون في إسرائيل أن الغارة على مرفأ اللاذقية استهدفت 75% من الأسلحة الإيرانية في سوريا، مشيرين إلى أن قسم منها صنع في سوريا والآخر جاء عبر البر والجو والبحر إلى المرفأ.

استغراب حيال الصمت الروسي

وعبر محللون سياسيون سوريون عن استغرابهم من الصمت الروسي حيال الهجمات الإسرائيلية، وخاصة التي طالت مرفأ اللاذقية، والتي تعتبر قريبة من القاعدة العسكرية الروسية “حميميم”، حيث أن القاعدة تحوي أحدث وسائل الدفاع الجوي من بينها منظومة الدفاع الصاروخية الروسية S-400، محملين موسكو مسؤولية استمرار الهجمات الإسرائيلية على الأراضي السورية.

وغالباً ما كانت إسرائيل تستهدف التواجد الإيراني في سوريا في محيط العاصمة دمشق وريفها و حمص والمنطقة الشرقية بالقرب من الحدود العراقية وفي الجنوب أيضاً بالقرب من حدودها الشمالية، إلا أن استهداف مرفأ اللاذقية يشير إلى دخول الصراع الإسرائيلي الإيراني على الأراضي السورية مرحلة جديدة، قد تفتح الأبواب أمام مواجهات أوسع مستقبلاً.

إعداد: رشا إسماعيل