دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

اتفاق وقف إطلاق النار في شمال سوريا، أهو فخ ام نجاة من الهجوم التركي ؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد ضغوطات أمريكية كبيرة من ناحية الرئيس دونالد ترامب وأعضاء في الكونغرس الأمريكي وعلى رأسهم السيناتور ليندسي غراهام، وإشارة ترامب بفرض عقوبات “مشلة للاقتصاد التركي” إذا لم ينجح الاتفاق الذي سيعقده نائبه مايك بنس مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن بحث ملف شمال سوريا.

وقف إطلاق نار في شمال سوريا

انتهى اللقاء وأفضى إلى اتفاق على وقف إطلاق النار شمال شرق سوريا، في خطوة تثير الكثير من الشكوك بشأن قدرة الأتراك على الالتزام بها في ظل الشحن الإعلامي والسياسي الذي سيطر على الخطاب التركي في الأيام الأخيرة.

وتوصلت الولايات المتحدة وتركيا إلى اتفاق أولي لإيقاف إطلاق النار بين قوات سوريا الديمقراطية والقوات التركية بوساطة أمريكية، مما يمثل نجاح واشنطن في فرض ضغوط كبيرة أجبرت الرئيس التركي على القبول بوقف إطلاق النار والقبول بحل وسط لا يعكس ما كان الأتراك يسعون إليه.

انسحاب قسد لمسافة 20 ميلاً جنوباً.. والقوات ستخرج من شمال سوريا شمالاً

وبحسب الاتفاق فإن على قوات سوريا الديمقراطية ستنسحب لمسافة 20 ميلاً من الحدود التركية، وتأمين المنطقة خلال 120 ساعة (5 أيام)، وذلك تحت مراقبة أمريكية، فيما تعهدت القوات التركية بالانسحاب أيضاً.

يشار إلى ان أردوغان رفض في البداية لقاء بنس، ولكن على ما يبدو العقوبات التي هدد بها الرئيس ترامب وأعضاء مجلس النواب الامريكي قد شكلت مخاوف كبيرة لدى تركيا، التي وحسب مراقبين لم تجد أمامها سوى القبول بالاتفاق وبحل وسط يرضي جميع الاتراك، خصوصاً وأن تركيا وحتى اليوم الـ10 من التدخل العسكري في سوريا لم تحقق سوى جزء بسيط من أهدافها من العملية.

تقول أوساط سياسية، أن قبول الرئيس التركي اللقاء بالوفد الأمريكي، والرضوخ لاتفاق اطلاق النار، الذي لطالما أكد أنه لن يتفاوض مع “الإرهابيين”، يعكس حجم الصعوبات التي يعيش على وقع “المغامرة” بشمال سوريا، والتي تدفعه إلى البحث عن طوق نجاة في أي مبادرة سواء من الولايات المتحدة أو روسيا.

فيما يقول آخرون، “إن أردوغان بات ظهره إلى الحائط ولم يعد لديه هامش للمناورة مع واشنطن التي تحاول أن تداري خسائرها بعد مغامرة ترامب بإخلاء المكان أمام الهجوم التركي، ما سيمكن روسيا من تثبيت نفسها الطرف الأقوى.

وقف “حماقات أردوغان”

وتشير هذه الأوساط إلى أن زيارة بنس يمكن أن توفر فرصة للحد من “حماقات” أردوغان ليس فقط على صورة الولايات المتحدة في المنطقة، ولكن بالأساس على تركيا التي تنتظر سلسلة من العقوبات الأميركية القاسية إذا استمر الرئيس أردوغان في المكابرة وسياسة الهروب إلى الأمام.

بدورها رحبت قوات سوريا الديمقراطية بالاتفاقية الموقعة بينها وبين الاتراك بوساطة أمريكية، وأكدت التزامها الكامل بأنجاحها.

وبينما عمت الأفراح والاحتفالات معظم مناطق شمال وشرق سوريا، ظلت شريحة من السكان تنتظر توضيح الاتفاق أكثر، وسط حالة من الترقب بشأن ان الاتفاق “لايزال غامضاً” ويخافون من احتلال تركي لمناطقهم من خلال اتفاق امريكي تركي جديد على مصالحهم وحياتهم وأرضهم.

وفي السياق قال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، “إنهم كانوا على علم بالرسائل التي أرسلها الرئيس الأمريكي ترامب إلى الرئيس التركي أردوغان, وإن وقف إطلاق النار كان بعلمهم ويعملون عليه منذ 3 أيام”، مشدداً على أن الولايات المتحدة الأمريكية, “ضامنة للاتفاق الذي بجب ألا يغير ديموغرافية المنطقة”.

وأكد عبدي، “أن منطقة الاتفاق هي محصورة بالمناطق الممتدة بين مدينتي تل أبيض(كري سبي) ورأس العين (سري كانيه), أي المناطق التي كانت تشهد أعنف الاشتباكات منذ انطلاق العملية التركية في شمال سوريا”، مضيفاً قوات سوريا الديمقراطية “ستبذل كل جهدها لإنجاح وقف إطلاق النار”، مبيناً ان الاتفاق جاء نتيجة دعم دولي كبير الذي قدمته الدول والقوى العالمية لقوات قسد.

بدوره وصف “شفان خابوري”وهو أحد مسؤولي الإدارة الذاتية في الخارج في تصريحات إعلامية، أنهم ينظرون بإيجابية إلى اتفاق وقف إطلاق النار.

فهل حقاً الولايات المتحدة جادة هذه المرة في إبعاد خطر تركيا عن حلفاءها قوات قسد، الذين وقف العالم إلى جانبهم في “محنته هذه”، بحسب أحد السياسيين، ويشير إلى مخاوفه بأن هذه تكون صفقة “ترامبية – أردوغانية”، للقضاء على قوات قسد وإقامة منطقة آمنة بحسب الرؤية التركية ، ومساعدة ترامب لأردوغان مرة أخرى في “احتلال” شمال سوريا، بعدما فشل التركي في اجتياح المنطقة لمدة 10 أيام الماضية.

 

إعداد: ربى نجار