دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

 اتفاق وقف إطلاق النار في آستانا 13، هل كانت خطة روسية لتحقيق مكاسب في خفض التصعيد ؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد 5 أيام من فشل هدنة وقف إطلاق النار في مناطق خفض التصعيد، تستمر القوات الحكومية بالتقدم في ريف حماة الشمالي وصولاً للحدود الإدارية الجنوبية لإدلب، في تقدم لم يستطع تحقيقه طيلة 100 يوم الماضية وأكثر.
أوساط سياسية وعسكرية معارضة تحدثت عن “خيانة تركيا” للمعارضة السورية في إدلب، وتقديم تنازلات لروسيا والحكومة السورية بالسيطرة على بعض المناطق وربما كل مناطق خفض التصعيد، مقابل نقل المعارك إلى مناطق شرق الفرات.
وخلال تسجيل صوتي مسرب من قبل أحد القيادات التي تتبع للمعارضة، قال القيادي أن تركيا باعت “خفض التصعيد” لروسيا والنظام، حسب وصفه. وأضاف، أنه “سيأتي يوماً وسيقاتلون فيه الأتراك”.
المعارضة حذرت من خطة روسية لإعادة ترتيب صفوف القوات الحكومية
الفصائل المعارضة ومنها “جيش العزة” لم تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار، وقال مصدر قيادي لوسائل إعلامية معارضة، “أن وقف إطلاق النار في إدلب ما هو ألا خطة روسية لإعادة ترتيب صفوف القوات الحكومية التي تقاتل على جبهات ريف حماة الشمالي، بسبب تكبدها لخسائر فادحة جراء المعارك في قريتي تل الملح والجبين الاستراتيجيتين”، مشيراً إلى أنه بعد أيام من تنفيذ روسيا لخطتها سوف تعاود القوات الحكومية الهجوم، ولهذا فإنهم لن يلتزموا بوقف إطلاق النار.
ويو الاثنين الماضي، تعرضت قاعدة حميميم الروسية لقصف بالصواريخ، قالت وسائل إعلام سورية حكومية أنه أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، فيما نفت وزارة الدفاع الروسية ذلك.
وبعدها بساعات أعلنت القيادة العامة للجيش السوري، استئناف عملياتها العسكرية في منطقة خفض التصعيد، “متخذة من قصف حميميم ذريعة لها” حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أشار بدوره أنه “لم يرصد أي قصف صاروخي طال قاعدة حميميم الروسية، مرجحاً أن تكون القوات الحكومية هي من قصفته لاتخاذه ذريعة لاستئناف الهجوم.
الجيش السوري يحقق تقدم كبير في خفض التصعيد
وخلال 6 أيام الماضية حقق الجيش السوري والقوات الرديفة له تقدماً كبيراً في ريف حماة الشمالي، حتى وصلت اليوم إلى أطراف كفرزيتا ومحاور إدلب الجنوبي وسيطرت على بلدة الهبيط الاستراتيجية، كما سيطر الجيش على منطقة تل كسيك جنوب إدلب لكن المعارضة استعادت السيطرة عليها، يوم أمس.
ويقول خبراء عسكريون، يبدو أن روسيا فعلاً كانت تعد خطة لوقف إطلاق النار في مؤتمر آستانا 13 الماضي، لإعادة ترتيب صفوف القوات الحكومية، مشيرين إلى أن القوات البرية للأخير لم توقف قصفها لنقاط تمركز الفصائل في أيام الهدنة الثلاث، مستهدفة بذلك مستودعات أسلحة وعتاد عسكري نوعي، ونوهوا إلى أن اليوم الذي سبق الهدنة شهدت مناطق في إدلب وخصوصاً مدينة خان شيخون قصفاً روسياً عنيفاً استهدف مستودعات للاسلحة في المدينة.
خان شيخون الهدف التالي
ونقلت وسائل إعلامية سورية السبت، عن مصدر عسكري في الجيش قوله، أنه بعد اختراقهم لخطوط دفاع المعارضة في بلدة الهبيط جنوب إدلب، فإن الهدف القادم هو مدينة خان شيخون التي تعد أحد أكبر مدن إدلب في الريف الجنوبي، والتي تعتبر مركزاً حيوياً للمعارضة لتحشيد قواتها وعتادها للهجوم على المناطق التي سيطر عليها الجيش خلال الفترة السابقة، ناهيك عن كونها تمثل خط إمداد استراتيجي لقوات المعارضة التي تقاتل في أقصى الريف الشمالي لحماة ومنها بلدة كفرزيتا.
خطة روسية لإعادة ترتيب قوات الجيش.. أم حرب استنزاف ؟
فهل كان حقاً اتفاق وقف إطلاق النار في مؤتمر آستانا 13، خطة روسية لتحقيق مكاسب على الأرض لصالح الجيش السوري وتهديد المدن والبلدات الاستراتيجية بالنسبة للمعارضة في إدلب، بعد أكثر من 100 يوم لم يحقق الجيش أي تقدم ملحوظ، وساعدت تركيا روسيا بذلك؟
أم أن حرب الاستنزاف التي وعدت بها روسيا ضد المعارضة في مناطق خفض التصعيد التي تستمر إلى اليوم، بدأت تأتي بثمارها، لإجبار تركيا والمعارضة في تلك المناطق على تنفيذ بنود اتفاق سوتشي والذي ينص على إقامة منطقة عازلة بعمق 20 كم وسحب قوات المعارضة منها مع سلاحها الثقيل؟، خصوصاً وأن روسيا باتت تدرك أن تركيا لن تستطيع إجبار الفصائل وخاصة هيئة تحرير الشام التخلي عن سلاحها الثقيل والخروج من إدلب.
إعداد: ربى نجار