أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – ما أن دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في منطقة “خفض التصعيد”، حتى بدأت الخروقات من جانب طرفا الصراع هناك، كما أعلنت بعض فصائل المعارضة عدم التزامها بالاتفاق، وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان أن دمشق ترغب في إعادة ترتيب صفوفها.
وتوصل وفدي الحكومة السورية والمعارضة في محادثات الجولة الـ13 من آستانا، بالعاصمة الكازاخية نور السلطان، إلى اتفاق يفضي بوقف إطلاق النار ابتداءً من منتصف ليلة أمس، وحتى نهاية عيد الأضحى المبارك في الـ14 من الشهر ذاته.
وبعد ساعات قليلة من سريان الاتفاق، شهدت جبهات القتال في ريف حماة الشمالي والشمالي الغربي هدوءً نسبياً بين طرفي الصراع، تخلله خروقات كثيرة من الطرفين، تمثلت بقصف بري متبادل طال مناطق في الأرياف المذكورة، إضافة إلى قصف الفصائل بعدة صواريخ طالت مدينة القرداحة وذلك لأول مرة منذ بداية التصعيد الأعنف في منطقة “خفض التصعيد”.
وأعلنت الفصائل التابعة للمعارضة إضافة لهيئة تحرير الشام/جبة النصرة، التزامها بوقف إطلاق النار، مع الأخذ بعين الاعتبار الحق في الرد على أي خرق من قبل القوات الحكومية، في حين رفض فصيل “جيش العزة” الانصياع للاتفاق مبرراً ذلك “بعدم مشاركته في محادثات آستانا، وأن كل المخرجات التي ينص عليها المؤتمر لن تمتثل له”.
وكانت دمشق أعلنت التزامها بوقف إطلاق النار بشرط تنفيذ مخرجات اتفاق سوتشي المبرم بين روسيا وتركيا في أيلول/ سبتمبر من العام الماضي، وسحب السلاح الثقيل من الفصائل، والعمل على إنشاء منطقة منزوعة السلاح بعمق 20 كم كما جاء باتفاق سوتشي.
اتفاق وقف إطلاق نار “هش”
محللون سياسيون رأوا أن اتفاق وقف إطلاق النار هو اتفاق “هش”، بسبب الخروقات التي شهدتها مناطق خفض التصعيد في اليوم الأول، وبما أن هناك فصائل كـ “جيش العزة” لن تلتزم بالاتفاق فهذا يعني استمرار المعارك على الجبهات التي يتواجد فيها الفصيل.
دمشق تريد وقف إطلاق النار لإعادة ترتيب قواتها
وفي تصريح خاص لأوغاريت بوست، قال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن، “نأمل أن يدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ ولكن لا ثقة بالوعود الروسية ولا وعود النظام، منذ الـ 30 من شهر نيسان/أبريل الفائت وإلى الآن، هناك ما لا يقل عن 864 مدنياً استشهدوا في منطقة خفض التصعيد التي كان من المفترض أن لا يكون فيها تصعيد ولكن تعرضت للقصف بعشرات آلاف القذائف الصاروخية والمدفعية والغارات الجوية”.
وأضاف عبد الرحمن، “دمشق عندما تقبل بوقف إطلاق النار هذا لأنها فشلت بالعملية البرية، النظام السوري منذ بداية شهر حزيران/يوليو الفائت وحتى اللحظة فقط تقدم في 4 قرى ومزارع بعد أن فقد المئات من جنوده”.
وأكد أن “النظام السوري منذ معركة تل ملح والجبين يريد البحث عن وقف إطلاق نار كي يعيد ترتيب قواته من جديد، نعيد ونذكر تركيا عدوها الوحيد داخل سوريا هم الكُرد، بينما الروس يريدون فتح طريق حلب – دمشق الدولي وطريق حلب – اللاذقية الدولي كي يسيطروا على عصب الاقتصاد السوري”.
إعداد: علي إبراهيم