أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يبدو أن إيران مصرة على أن تزج بسوريا في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، والتي بدأت في صبيحة الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وخلفت آلاف القتلى من الفلسطينيين والإسرائيليين وعشرات آلاف الجرحى من الطرفين، إضافة لدمار كبير وواسع وغير مسبوق في قطاع غزة، الذي بات محاصراً ومقسماً بفعل التوغلات الإسرائيلية.
إيران تنفي.. والعالم يؤكد إنها متورطة
ورغم نفي إيران بمعرفتها بعملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها حماس على إسرائيل، أو دعمها لمقاتلي الحركة أو تزويدهم بالأسلحة والمعدات أو المعلومات، إلا أن المجتمع الدولي بينها الدول العربية، متأكدة تماماً بأن لإيران دور في هذه الحرب، وهي من تساند حتى الهجمات التي تطال إسرائيل من جبهات أخرى، كسوريا ولبنان.
وتتخوف جهات إقليمية ودولية من أن استمرار الحرب وصب الزيت على النار من قبل أطراف إقليمية، في إشارة لإيران، قد تحول ما يدور في غزة الآن إلى حرب شاملة في منطقة الشرق الأوسط، خاصة وأن إيران متهمة الآن بدعم الهجمات التي تطال المصالح والقواعد والقوات العسكرية الأمريكية والإسرائيلية في سوريا والعراق وغيرها من دول المنطقة.
وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، قد حذر من توسيع نطاق الحرب في قطاع غزة وذلك خلال اتصال هاتفي مع نظيره القطري، حيث أكد أن استمرار الهجمات الإسرائيلية على القطاع ستؤدي إلى توسيع هذه الحرب.
ضربات أمريكية وإسرائيلية على مواقع إيرانية في سوريا
أمريكا وإسرائيل وبعد إرسالهما للتحذيرات والتهديدات المباشرة لإيران بعدم تدخلها بالصراع الدائر في غزة أو دعم الجهات التي تهاجم القواعد الأمريكية في المنطقة، شنت الدولتان هجمات ضد أهداف إيرانية في سوريا خلال الساعات الـ24 الماضية، حيث طالت هذه الهجمات شرق سوريا وجنوبها والعاصمة دمشق، وتركزت على مواقع عسكرية تتمركز فيها قوات إيرانية ومسلحين موالين لها و آخرين تابعين “لحزب الله” اللبناني.
وفي السياق، قال المرصد السوري أن 15 شخصاً قتلوا وأصيبوا جراء غارة أمريكية استهدفت منشأة تعود لإيران في مدينة دير الزور، كما شن الجيش الإسرائيلي هجوماً جوياً على مواقع شملت “كتيبة دفاع جوي ورادار في منطقتي تل قليب وتل المسيح في السويداء”.
إضافة إلى استهداف لمحيط دمشق، حيث دوّت 3 انفجارات على الأقل نتيجة الهجوم الإسرائيلي لمحيط بلدة عقربا غرب مطار دمشق الدولي، ومزارع تقع بين منطقتي السيدة زينب – عقربا، التي يوجد ضمنها حزب الله اللبناني، ما أدى لوقوع 3 قتلى من حزب الله و3 جرحى آخرين كحصيلة أولية.
البنتاغون يعلق على الضربات على مواقع إيرانية
وفي أول تعليق أمريكي على هذه الضربات، أعلن وزير الدفاع لويد أوستن، أن سلاح الجو الأمريكي شن غارات شرق سوريا على مخزن أسلحة مرتبط بإيران، الأربعاء، ردا على هجمات استهدفت عناصر أمريكيين.
وقال أوستن في بيان، إن “القوات العسكرية الأمريكية نفذت ضربة دفاعا عن النفس ضد منشأة في شرق سوريا يستخدمها الحرس الثوري الإيراني وجماعات تابعة له”، وأشار إلى أن الضربة تم تنفذها عبر طائرتين أمريكيتين من طراز إف-15″، وأضاف أن هذه الغارة نفذت “ردا على سلسلة هجمات استهدفت أفرادا أمريكيين في العراق وسوريا”، ونسبتها واشنطن إلى قوات إيرانية.
وحذر أوستن من أن الولايات المتحدة “على أتم استعداد لاتخاذ إجراءات ضرورية أخرى” لحماية عسكرييها ومنشآتها.
نحو 40 هجوم على قواعد أمريكية وللتحالف في سوريا والعراق
وسبق أن شنت “المقاومة الإسلامية” عبر طائرتين مسيرتين قاعدة لقوات التحالف الدولي في ريف محافظة الحسكة الجنوبي، وذكر المرصد السوري مساء الأربعاء، بأن مضادات جوية للتحالف أسقطت طائرتين مسيرتين أطلقتهما “المقاومة الإسلامية” على قاعدة الشدادي جنوب الحسكة، وذلك للمرة الثانية خلال ساعات.
وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، بات رايدر، كشف في إفادة صحفية الاثنين الماضي، بإن القوات الأميركية تعرضت لـ38 هجوماً في العراق وسوريا منذ 17 من شهر تشرين الأول/اكتوبر الماضي، مشيراً إلى إصابة 45 جندياً وموظفاً بإصابات طفيفة، محملاً المسؤولية لإيران التي “تقدم دعماً” لهذه الجماعات.
تعزيزات عسكرية وتحذيرات جدية “لردع إيران”
فيما قال البنتاغون “إنه لا يشك بالعلاقة بين إيران والجهات التي تنفذ الهجمات على المواقع الأميركية في سوريا والعراق”، وأشار إلى التعزيزات العسكرية بالمنطقة لردع هذه الهجمات، ووفق المتحدثة باسم البنتاغون، فإن الوزير أوستن كان قد اتخذ قراراً بوضع المزيد من الدفاعات الجوية في المنطقة للمساعدة في دعم وحماية أفراد الخدمة الأمريكية في كل من العراق وسوريا.
وتابعت أن “الردع في الوقت الحالي هو قوي، وإننا نبعث برسالة تحذيرية قوية إلى أي دولة أو جهة فاعلة غير حكومية ترغب في التدخل في الصراع”.
وسبق أن وجهت الخارجية الأمريكية تحذيراً مباشراً إلى إيران من تداعيات التعرض للقوات الأمريكية في سوريا والعراق، وذلك بحسب ما قال نائب المتحدث باسم الوزارة، فيدانت باتيل، ولفت إلى أن واشنطن أكدت لطهران ودول المنطقة أن بلاده سترد بشكل قوي وحازم على أي ضربات ضد قواتها وموظفيها ومواطنيها، مع الاستمرار بالعمل على عدم انتشار وتوسع الصراع.
إعداد: ربى نجار