أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في وقت دخلت الهدنة المؤقتة واتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس يومه الثالث، يبدو أن جميع الأطراف تتجهز للمرحلة الثانية من الحرب، حيث قالت إسرائيل بشكل علني أنها تستعد للمرحلة التالية من الحرب، وأنها ماضية فيها حتى القضاء على حركة حماس، فيما وردت تقارير إعلامية بأن إيران تنشر عناصرها ومسلحين مواليها لها بشكل مكثف في الجنوب السوري.
“الجبهة السورية قد تشعلها إيران في أي وقت”
ويُخشى من أن تتحول مناطق الجنوب السوري إلى جبهة حرب جديدة في إطار الحرب المستمرة/المتوقفة حالياً، بين إسرائيل وحركة حماس، والتي بدأت صبيحة الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بعد هجوم الأخيرة على بلدات إسرائيلية وقتلها لـ1200 شخص، فيما ردت إسرائيل بشكل هو الأعنف منذ بداية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ووصل عدد الضحايا إلى أكثر من 15 ألفاً و الإصابات إلى أكثر من 36 ألف.
وهناك قلق دولي من أن يؤدي استمرار الحرب في غزة إلى اتساع دائرتها وامتدادها للدول المجاورة، كسوريا مثلاً، وجنوب لبنان والعراق، والتي تشهد هجمات وعمليات استهداف ضد قوات التحالف الدولي العاملة في إطار محاربة تنظيم داعش الإرهابي، وتتهم الولايات المتحدة التي تقود هذا التحالف، إيران، بدعم الهجمات على القواعد العسكرية التي تتمركز فيها قوات أمريكية إلى جانب جيوش دول أخرى.
انتشار إيراني مكثف في الجنوب السوري بالقرب من إسرائيل
وفي آخر إحصائية قدمتها وزارة الدفاع الأمريكية قالت أن قواعدها في سوريا والعراق تعرضت لأكثر من 66 هجوماً منذ تاريخ الـ17 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أغلبها جاءت على الأراضي العراقية، فيما اكتفت أمريكا في المرحلة الأولى بالرد على الهجمات داخل الأراضي السورية، فيما تبدل ذلك بعد إعلان البنتاغون بأن مسؤولون في الوزارة يشعرون بالإحباط من عدم الرد الأمريكي على الهجمات داخل العراق، وهو ما سيمثل رادعاً لإيران والجماعات التي تدعما من شن هجمات على القوات الأمريكية.
ومع دخول الهدنة المؤقتة في قطاع غزة يومها الثالث، أكد تقرير لمركز “الجسور” للدراسات، بأن النفوذ الإيراني بات كبيراً في المناطق الجنوبية السورية، وذلك من خلال انتشار عناصر “للحرس الثوري” وآخرين “لحزب الله” اللبناني، إضافة إلى مجموعات مسلحة موالية لهما.
ووفق التقرير الذي قدمه المركز فإن 91 موقعاً عسكرياً للقوى الخارجية في محافظات الجنوب، منها 82 موقعاً يتبع للقوات الإيرانية و9 للقوات الروسية. وهو ما يعني زيادة النفوذ الإيراني على حساب الروسي في هذه المناطق، وهو ما كان يقلق دول الجوار السوري، وخاصة الأردن، التي اعتبرتها “تهديداً لأمنها القومي”.
موسكو لا تضغط لتقليص النفوذ الإيراني.. وطهران قد تتحكم بالجنوب
واعتبر التقرير لمركز “جسور” للدراسات أن غياب الضغوطات الروسية على إيران لتقليص نفوذها في الجنوب السوري وفقاً لما تم التفاهم عليه في تسوية 2018، هو “أمر مقصود” نظراً لتدهور العلاقات الروسية الإسرائيلية، وتراجع التنسيق بينهما في سوريا مقابل تعزيز العلاقات بين موسكو وظهران. وسبق أن أعلنت تل أبيب إيقاف التنسيق بينها وبين موسكو بما يتعلق في سوريا.
كما لفت التقرير إلى أن روسيا بصدد التخلي عن انتشارها في الجنوب السوري بشكل مطلق، كون حضورها في المشهد يوفر لها قدرة على التفاوض لاحقاً مع إسرائيل، حيث أن موسكو قامت خلال الأشهر الماضية بما يشبه إعادة تموضع وفق حساباتها السياسية المستجدة.
وتابع التقرير أن كثافة حضور المجموعات المرتبطة بإيران في الجنوب السوري تُظهِر مدى صعوبة مهمة إبعادها عن المنطقة، حتى لو رغبت روسيا بالاستجابة لمطالب الدول الإقليمية بذلك.
“تمركز إيران بالجنوب قد يشعل الجبهة السورية”
واعتبرت مصادر سياسية ومطلعة بأن زيادة النفوذ الإيراني في الجنوب السوري، بالقرب من “الحدود الشمالية الإسرائيلية” قد يؤدي إلى تصعيد إسرائيلي على هذه المناطق، خاصة بعد أن شنت تل أبيب العديد من الهجمات الجوية والبرية على مواقع عسكرية تتمركز فيها إيران في الجنوب ومحيط العاصمة دمشق.
ولم يستبعد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، فتح جبهات جديدة مع إسرائيل مشيراً إلى أن “ذلك لا مفر منه” في حال استمرت الحرب في غزة، كما أضاف في حديثه أن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل هو ما جعل الحرب في غزة تستمر، وهذا قد يؤدي إلى اتساع دائرة الحرب.
إسرائيل تحذر: مستعدون لتوسيع القتال في سوريا ولبنان
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، وعضو حكومة الحرب، بيني غانتس، أكد إنهم مستعدون لتوسيع القتال في سوريا ولبنان، وذلك خلال تواجده في مرتفعات الجولان السوري المحتل، مشيراً إلى أن هذا القرار سيصب في مصلحة عودة سكان الشمال إلى ديارهم.
وحمل غانتس كل من سوريا ولبنان، كدولتين، مسؤولية إطلاق النار من داخل أراضيهما، وهدد أنهم سيواصلون الضرب في كل منطقة يحاولون إيذاء المواطنين الإسرائيليين منها، وشدد أن ما تقوم به هذه المجموعات من ضرب إسرائيل من سوريا ولبنان يصب في مصلحة “إيران”.
إعداد: علي إبراهيم