أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد أكثر من 10 أشهر على الحراك السلمي والشعبي في محافظة السويداء، واستمرار المحتجين بالتمسك بمطالبهم التي تدعو “لإسقاط النظام” و “التغيير السلمي والانتقال الديمقراطي في البلاد بما يتوافق مع القرار 2254 وإطلاق سراح المعتقلين”، يبدو أن الأوضاع تتجه نحو التصعيد في المحافظة، خاصة مع انتهاء مهلة الفصائل المحلية لقوات الحكومة بإزالة حاجز عسكري والاشتباكات التي اندلعت بسببه.
وتتخوف أوساط شعبية وسياسية محلية في السويداء، بقيام الحكومة السورية بخطوات يعلم إنها ستفاقم الأزمة وستؤدي للتصعيد العسكري، ومن بينها إقامة حاجز عسكري في منطقة العنقود، الذي شيد في وقت سابق وسط استنفار كبير من قبل قوات الحكومة والعناصر ضمن الثكنات العسكرية.
بعد انتهاء المهلة.. اشتباكات بين الفصائل وعناصر الحاجز
واندلعت اشتباكات مسلحة بين الفصائل المحلية في السويداء من طرف، وعناصر الحاجز الجديد عند المدخل الشمالي لمدينة السويداء من جهة أخرى، قبيل منتصف ليل الاحد الاثنين، وذلك بعد نحو ساعة من الهدوء الحذر، بالتزامن مع تدخل وسطاء لإنهاء التوتر الأمني.
ووفق للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الفصائل المحلية تصر على إزالة الحاجز الجديد، لمنع أي مكسب للحكومة السورية يؤدي إلى محاصرة مدينة السويداء، بينما تشترط قوات الحكومة السورية لإزالة الحاجز، إيقاف الحراك السلمي في المدينة المستمر منذ آب/أغسطس الماضي.
ودارت اشتباكات بين الفصائل المحلية وحواجز لقوات الحكومة السورية، وذلك بعد انتهاء المهلة التي حددتها الفصائل لانسحاب عناصر الحاجز الجديد “العنقود” إلى الثكنات العسكرية، حيث ترافق ذلك مع دوي انفجارات وإطلاق رصاص كثيف في منطقة الحاجز، وسط استنفار كبير في الثكنات العسكرية والحواجز العسكرية الأمنية الحكومية، وحالة من التصعيد تشهدها عموم محافظة السويداء، بعد تحذير المدنيين من الاقتراب من منطقة الحاجز الجديد.
مظاهرة سلمية طالبت بإزالة الحاجز عند “دوار الباسل”
وكان محتجون من أهالي السويداء طالبوا بانسحاب قوات الحكومة من الحاجز الذي تم تشييده، وإزالته وعودة الجنود إلى الثكنات، حيث تجمع العشرات في محيط دوار الباسل، تزامنا مع وصول عناصر من الفصائل المحلية وسيارات مزودة برشاشات متوسطة، وشارك في التظاهرة، أهالي من مناطق عدة في محافظة السويداء، للمشاركة في المظاهرة السلمية والمطالبة بإزالة الحاجز.
كما حاول المحتجون إزالة مجسم لـ”باسل الأسد” متواجد وسط دوار الباسل عند مدخل مدينة السويداء الشمالي القريب من الحاجز الذي أنشأته قوات الحكومة، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.
بدبابة وآليات عسكرية وعشرات الجنود.. إقامة حاجز بمدخل مدينة السويداء
وتم إنشاء الحاجز من قبل قوات الحكومة بعد أن وصلت تعزيزات عسكرية تضم دبابة وعربتين تقل عشرات العناصر، كانت قادمة من فوج القوات الخاصة 44 على طريق قنوات في ريف السويداء، وتمركزت في مدخل المدينة، لتعزيز الحاجز.
وتأتي هذه التطورات مع استمرار الحراك الشعبي السلمي في المحافظة المستمر منذ آب/أغسطس 2023، والذي يتمسك فيه المحتجون على “إسقاط النظام” و “تطبيق القرار 2254 لحل الأزمة السورية” و “إنهاء العمل بالنظام المركزي والانتقال إلى اللامركزية” و “إطلاق سراح المعتقلين” و “بناء دولة تسودها المواطنة والمساواة والعدالة”.
“هل تنتظر دمشق أي تصعيد لتتدخل عسكرياً في السويداء؟”
وسبق أن استقدمت قوات الحكومة السورية تعزيزات عسكرية إلى محافظة السويداء، خلال الشهر الماضي، حيث اعتبرها المحتجون والقائمون على الحراك السلمي، محاولة من قبل دمشق لإفشال الحراك وترهيب المواطنين وبالتالي عدم نزولهم إلى الساحات والمشاركة في التظاهرات السلمية.
كما اعتبرها الكثيرون إنها دليل على نية الحكومة السورية، بالتصعيد العسكري، لإيقاف الحراك السلمي بالقوة العسكرية، مشددين على أنهم ليسوا مع الخيارات الأمنية، إلا إذا فرض عليهم ذلك فسوف يدافعون عن أنفسهم، لافتين إلى أن دمشق بإرسال التعزيزات العسكرية هذه فهي لا تريد حلولاً سياسية وضرب الحراك الشعبي.
وتؤكد مصادر سياسية وشعبية محلية، على أن دمشق وبعد أن أقدمت على العديد من الخطوات من بينها وضع عبوات وقنابل في ساحة الكرامة، رمز انتفاضة السويداء، ومحاولة ترهيب الناس وإخافتهم أو إسقاط خسائر بشرية في صفوف المواطنين، فإنها ستقوم بخطوات أخرى ستعلم جيداً إنها ستؤدي للتصعيد العسكري، وذلك لاتخاذها حجة والتدخل عسكرياً في المحافظة بحجة إعادة الأمن والاستقرار إليها، وليس من المستبعد أن يتم الادعاء بأن هناك مجموعات إرهابية في السويداء، كداعش مثلاً، على غرار ما حدث في درعا، واتخاذ ذلك ذريعة للتدخل العسكري، داعين الجميع لليقظة والانتباه للمرحلة المقبلة.
إعداد: ربى نجار