دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

إدلب من خطر تفشي وباء كورونا إلى عودة مرتقبة لجولة جديدة من العمليات العسكرية

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – رأى متابعون للشأن السوري أن عودة الطيران الروسي إلى التحليق في أجواء منطقة “خفض التصعيد” بعد شهر من غيابها، يشير إلى أن أطراف الصراع يتجهزون بالفعل لجولة جديدة من العمليات العسكرية في المنطقة.

ورغم دعوات الأمم المتحدة لأطراف النزاع في سوريا، بوقف العمليات العسكرية في البلاد، لإفساح المجال أمام المنظمات الإنسانية لتكثيف الجهود على مواجهة وباء كورونا الذي يتربص بالسوريين وخاصة في شمال غرب البلاد، إلا أن طبول الحرب بدأت تقرع مجدداً في المحافظة.

مؤشرات على الأرض تنذر بحرب جديدة

وباتت كل المعطيات على الأرض تشير إلى أن استئناف المواجهات العسكرية في إدلب باتت قريبة، لأسباب عدة: منها أن الطرفين (الروسي – التركي) متأكدان أن وقف إطلاق النار لن يخدم مصالحهم في المنطقة، والاتفاق الذي تم لن ينفذ على الأرض إلا بمواجهة عسكرية جديدة تعيد خلط الأوراق.

وتقوم القوات الحكومية السورية باستقدام تعزيزات عسكرية شملت أسلحة ثقيلة والمئات من الجنود وغيرهم من القوات الإيرانية والمجموعات الموالية لها.

وفي الجهة المقابلة فإن التعزيزات العسكرية التركية متواصلة على قدم وساق، في حين قالت مصادر خاصة لأوغاريت بوست: “أن تركيا أبلغت الفصائل بالتأهب لأي طارئ، ودفعت بتعزيزات عسكرية لمحاور التماس التي يتم الحديث عن أنها الهدف القادم لروسيا والقوات الحكومية السورية”.

توترات بعد فشل الدورية المشتركة على M-4

وتصاعدت التوترات بين الطرفين، بعد إلغاء الدورية الروسية التركية الثالثة على الطريق الدولي حلب – اللاذقية المعروف باسم M-4، وعودة المدرعات الروسية إلى سراقب بعد مسافة قصيرة من بداية السير ووصولها لمنطقة النيرب من جهة قرية ترنبة بريف إدلب، بعد رشقها بالحجارة من الأهالي الذين كانوا معتصمين مسبقاً في تلك المنطقة.

وتتهم روسيا هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة بأنها هي وراء إفشال سير الدوريات، ودفع الناس على الاعتصام وتنظيم التظاهرات على الاتستراد الدولي. وطالب الكرملين في وقت سابق من أنقرة إزالة العوائق التي تقف أمام تنفيذ بنود اتفاق موسكو.

تركيا لن تسمح بتواجد روسي في العمق الإدلبي

ويقول محللون روس، ان تركيا غير مستعدة لتثبيت وجود عسكري لروسيا في منطقة استراتيجية داخل العمق الإدلبي، مشيرين إلى أن السبب وراء ذلك يعود لعدم الثقة بين الطرفين، وشعور أنقرة بأن موسكو ستعمل على إحداث خروقات عند تثبيت وجودها في المنطقة التي تقع على الاتستراد الدولي M-4.

ولفتوا إلى أن تركيا وافقت على الشروط الروسية عند اللقاء مع بوتين في الـ5 من آذار/مارس الماضي، لوقف العمليات العسكرية وسقوط المدن والبلدات واحدة تلو الأخرى بيد القوات الحكومية.

وشددوا على أن أردوغان استغل فرصة اتفاق وقف إطلاق النار مع بوتين (الذي دخل يومه الـ33)، وحول إدلب لقاعدة عسكرية ضخمة تحوي على ما يقارب 6 آلاف قطعة عسكرية نوعية بينها مدافع ودبابات ومنصات إطلاق صواريخ دفاع جوي ورادارات تشويش، وأكثر من 10200 جندي، لترضى موسكو بالأمر الواقع وتتراجع عن خططها في إدلب، بعد هذا الكم الهائل من التعزيزات العسكرية.

وفيما يخص التصريحات التركية الأخيرة بضرورة الالتزام باتفاق موسكو واستئناف الدوريات المشتركة مع روسيا، وصف المحللين الروس ذلك بأنه “لذر الرماد في العيون(..) تركيا لن ترضى بتواجد روسي في العمق الاستراتيجي لمحافظة إدلب”.

ويبقى مستقبل الأوضاع الميدانية في المحافظة في ظل تهديد وباء كورونا بالانتشار، رهن الأيام القادمة، وسط تجاهل تام للأوضاع الإنسانية الكارثية في إدلب، واحتمال تحولها لبؤرة تفشي وباء جديدة مع استئناف العمليات العسكرية، ضمن محافظة تؤوي أكثر من 3 ملايين نسمة.

إعداد: ربى نجار