أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – صفقات مشبوهة تعددت وتكررت خلال سنوات الأزمة السورية الماضية كان بطلها الدول الكبرى والإقليمية كلاعبين أساسيين في الملف السوري وذلك عبر وسائل وأدوات من المجموعات المحلية كما حدث في الغوطة الشرقية والغربية وحمص وحلب وغيرها من المناطق السورية.
الكثير من التقارير الإعلامية والوثائق المسربة من أجهزة المخابرات العالمية تحدثت في وقت سابق عن عمليات استلام وتسليم للعديد من المدن والقرى والبلدات السورية مقابل التساوي في مصالح الدول الفاعلة على الأرض السورية حيث كان المدنيون هم الخاسر الأكبر في هذه العمليات غير الانسانية.
تسليم حلب
أخر الأخبار التي تؤكد وجود عمليات تهجير وتغيير ديمغرافي ما تحدث عنه رئيس الوزراء التركي السابق أحمد داوود أوغلو والذي أكد في مقابلة تلفزيونية على صفقة جرت بين تركيا وروسيا لتسليم حلب مقابل سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها على مناطق عدة في شمال سوريا والذي أسفر عن عمليات نزوج كبيرة قدرت بالملايين لأهالي حلب ثاني أكبر المحافظات السورية محافظة إدلب ومن ثم لتركيا بهدف إفراغ المدينة من سكانها.
حديث أوغلو لم يأتي بجديد ولكنه كشف مرة أخرى عن حجم المؤامرة التي يعيشها الشعب السوري من قبل الدول العالمية والإقليمية بينها من يدعي مناصرة المدنيين كما حدث سابقاً أيضاً في كل من ريف دمشق وحمص وريف حماه وغيرها من المناطق التي خضعت لتسويات وماتسمى بالمصالحات إلى جانب المدن التي تعرضت لهجمات عسكرية شرسة على مرأى ومسمع هذه الدول والتي تضع تحت قيادتها الألاف من السوريين الذين سلمت مناطقهم وخرجوا مع عوائلهم لمدن وقرى سيطرت عليها القوات التركية حيث استولوا هناك على منازل المدنيين الذي هجروا أيضاً في عملية مشابهة ولكن مع اختلاف اسماء فاعلها.
مساومات ومقايضات
السنوات السابقة جاءت لتكشف الكثير من عمليات التهجير والقتل والتغيير الديمغرافي لمئات وربما ملايين السوريين حيث عمدت القوات التركية بشكل خاص وفصائل المعارضة الموالية لها إلى ملاحقة السكان الأصليين في او المناطق التي تسيطر عليها بتهم مختلفة ليؤدي ذلك إلى عمليات نزوج كبيرة أعقبت الهروب الجماعي خلال العمليات العسكرية والتي أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين.
المرصد السوري لحقوق الإنسان سلط الضوء في الكثير من التقارير والأخبار وحتى الاحصائيات السنوية عن الانتهاكات والتجاوزات التي يتعرض لها المدنيون في مناطق سيطرة الفصائل ناهيك عن فرض الأتاوات وعمليات الاغتصاب والخطف مقابل دفع مبالغ مالية طائلة كما حدث في عفرين بريف حلب ورأس العين بريف الحسكة وغيرها من المناطق.
تصريحات رئيس الوزراء التركي السابق لم تكن الأولى من نوعها حيث عمدت العديد من الأحزاب والشخصيات المعارضة في الداخل التركي لاتهام الحكومة والرئيس رجب طيب أردوغان بخلق أزمة في سوريا وافتعال الحروب وعمليات التهجير هناك جراء السياسات الخاطئة القائمة على المساومات والمقايضات دون النظر للأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها ملايين السوريين في مخيمات النزوج في داخل البلاد أو المهجرين خارجها.
إعداد: يعقوب سليمان