بالتزامن مع الذكرى السنوية الثالثة لجريمة اغتيال السياسية الكردية والأمين العام لحزب سوريا المستقبل هفرين خلف على يد مجموعات مسلحة موالية لتركيا إبان العملية العسكرية التركية ضد مناطق في شمال وشرق سوريا شهر تشرين الأول من عام 2019. تعيد شبكة أوغاريت بوست نشر لقاء كانت أجرته مع خلف قبل اغتيالها، حول رؤية حزبهم فيما يعتلق بمستقبل الحل السياسي في سوريا وجملة قضايا تتعلق بالأزمة السورية.
الأمين العام لحزب سوريا المستقبل: على الجميع التحلي بروح المسؤولية حول رسم ملامح مستقبل سوريا
أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – ترى السياسية السورية هفرين خلف أن هناك حاجة لمبادئ يلتقي عليها السوريون دون اقصاء أو تهميش لتقريب وجهات النظر والرؤى المستقبلية حول طرح المشروع السياسي الذي يبدأ بحسب رأيها بإنهاء “احتلال الأراضي السورية ونبذ العنف والارهاب والتأكيد على وحدة الدولة السورية وسيادة الشعب السوري”.
تشغل مناطق شمال وشرق سوريا الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية، إلى جانب مناطق “خفض التصعيد” الحيز الأكبر في كل ما يتعلق بالوضع الميداني والسياسي في سوريا، وفي كل ما يتعلق بتحريك العملية السياسية.
وتنشط في مناطق “الإدارة الذاتية” عدد من التيارات السياسية تطرح جملة مشاريع وتوجهات حول سبل حل الأزمة السورية.
حزب سوريا المستقبل يعتبر أحد المكونات السياسية لمجلس سوريا الديمقراطية.
وللحديث حول دواعي تأسيس الحزب وأهدافه، وعلاقتها وتحالفاتها ووجهة نظره حول مستقبل الأزمة السورية، طرحنا جملة أسئلة على الأمين العام لحزب سوريا المستقبل هفرين خلف.
1- لماذا حزب سوريا المستقبل، وما هو مشروعكم لحل الأزمة السورية ؟
انطلاقاً من مسؤوليتنا السورية تجاه الشعب السوري لإنقاذه من دوامة الفوضى والدمار وإيصاله لمرحلة الأمان والاستقرار من خلال قراءة الواقع المعاش، كانت رؤيتنا بتأسيس حزب جامع لكل السوريين دون تمييز لتكون خطوة سياسية ديمقراطية تتجاوز الحالة المناطقية والأثنية والطائفية بعد سنوات من الحرب والدمار والتي تلت عشرات السنين من التهميش والاستبداد كانت نتيجتها بلد مدمر ومجتمع مشتت، فمن هذه المسؤولية وباعتبار الأزمة السورية أصبحت في مأزق بتدخل الأطراف الاقليمية والدولية التي اتخذت من الساحة السورية مركزا لرسم التحالفات والتوازنات تتحول لساحة صراع إرادات خاضعة لموازين القوى كان ولا زال الشعب السوري من يدفع الثمن من حياته واستقراره وأمانه.
رأينا أن هناك حاجة إلى مبادئ تلتقي عليها كافة القوى السياسية الوطنية وكافة شرائح المجتمع السوري دون اقصاء أو تهميش لتقريب وجهات النظر والرؤى المستقبلية حول طرح المشروع السياسي الذي يبدأ بإنهاء احتلال الأراضي السورية ونبذ العنف والارهاب والتأكيد على وحدة الدولة السورية وسيادة الشعب السوري على أرضه بنظام حكم ممثل لإرادة الشعب بشكل ديمقراطي وعلى الجميع التحلي بروح المسؤولية حول رؤيته لرسم ملامح مستقبل سوريا.
2- ما علاقتكم بمجلس سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ؟
حزب سوريا المستقبل هو من المكونات السياسية لمجلس سوريا الديمقراطية ويمارس نشاطه في مناطق شمال وشرق سوريا وفق التراخيص المعتمدة من قبل الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ونحن نرى في هذه المنطقة المذكورة بذرة دمقرطة سوريا المستقبل فنجاح هذا المشروع المرسخ بإرادة الشعب في المنطقة يخوله ليكون نموذج قابل للتطبيق في كامل سوريا.
3- كيف تنظرون إلى مسألة التفاوض مع الحكومة السورية، وكذلك إلى العلاقة مع تركيا التي تهدد بالتوغل في الأراضي السورية ولا سيما شرق الفرات ؟
منذ تأسيس الحزب اتخذنا الحوار مبدأً أساسياً لحل أي قضية ونؤكد دائماً على الحوار لحل الأزمة السورية, وباعتبار الحكومة السورية طرف أساسي للأزمة السورية فقد كانت مشاركة الحزب ضمن الوفد الذي حضر اللقاء التشاوري مع الحكومة السورية تأكيداً على الجدية في الحوار، إلا أن الحكومة السورية لم تستمر في هذه الخطوة ولا نزال نؤكد أنه على الحكومة السورية التوجه إلى الحوار مع المكونات السورية والقوى الوطنية والتخلي عن المسار العسكري ولجوئها إلى تدخل القوى الخارجية لاستعادة سيطرتها على الأراضي وما يرافقه من تدمير ونزف دماء السوريين.
أما بخصوص العلاقة مع تركيا نحن لا ننظر إليها إلا كدولة مجاورة للدولة السورية إلا أن تهديدات قيادتها المتكررة باجتياح مناطق الشمال السوري وشرق الفرات واحتلالها سابقاً لأجزاء من الأرض السورية وممارساتها من التغيير الديمغرافي وسياسة التتريك وبناء الجدران العازلة حول المناطق المحتلة، كل ذلك لا يدل على احترامها لمبادئ الجوار إنما يدل على سياستها التوسعية والتمهيد لضمها إلى الأراضي التركية، وما تدعي به من حماية الأمن القومي التركي غير مبرر كون ليس هناك أي خطر من الكيان الديمقراطي في الطرف السوري على الطرف التركي، كما نذكر أنه وعلى مدى سنوات كان الارهاب الذي هدد الانسانية جمعاء مسيطراً على مناطق حدودية، وتركيا لم تستشعر خطراً حينها وها هي اليوم تهدد قوة شرعية بإرادة شعب حر، فعلى قيادة الدولة التركية احترام هذه الإرادة واحترام سيادة الشعب السوري على أرضه.
4- هل تطمحون في أن تحلوا محل مسد والإدارة الذاتية في أية مفاوضات بشأن الأزمة السورية، كممثلين عن شمال وشرق سوريا ؟
نحن نسعى لأن نشارك في أية مفاوضات بشأن الأزمة السورية، كوننا قوة سياسية لها قاعدتها الشعبية وتمثل صوت شريحة واسعة من الشعب السوري ونؤكد كما سبق وذكرت على أهمية تواجد مجلس سوريا الديمقراطية كوننا من مكوناته السياسية، وكذلك الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا كونها تمثل إرادة الشعب في المنطقة وكلنا نجسد استراتيجية المشروع الديمقراطي الذي نرى فيه الحل والخلاص لمستقبل سوريا.
5- كحزب سوريا المستقبل تنشطون بشكل كبير في مناطق (الرقة، الطبقة، تل أبيض، منبج ودير الزور)، هذه المناطق يوماً ما كانت مركز ثقل لتنظيم داعش، واليوم أنتم تنشطون فيها، كيف تصفون الحالة الأمنية والاجتماعية والسياسية في هذه المناطق ؟
المناطق التي تم ذكرها، كانت لفترة ليست بقصيرة تحت سيطرة الإرهاب المتمثل بداعش، إلا أنها بعد التحرير بفضل قوات سوريا الديمقراطية أصبح المجتمع فيها يؤدي دوره في المجال الاجتماعي والإداري والسياسي وحتى الأمني، لم ترتق الحالة بعد إلى المستوى المطلوب نظراً للسنوات التي عاشها الشعب السوري وهو مهمش بهذه المجالات بالإضافة إلى تواجد خلايا للإرهاب وعدم اجتثاثه بالكامل، إلا أن تماسك الشعب ووعيه الذي بدأ يتشكل حول أهمية دوره في إدارة الدولة على جميع الأصعدة سيؤدي إلى الارتقاء بهذه الحالة.
6- ما هي استراتيجيتكم لإدارة هذه المناطق، وكيف تقرؤون مستقبلها؟
منذ تأسيس حزب سوريا المستقبل حمل شعار نحو سوريا تعددية، ديمقراطية، لامركزية ونرى الإدارات الذاتية والمدنية هي أساس إدارة هذه المناطق، وكما أكدت سابقاً لتكون نموذجاً لسوريا الكاملة الموحدة، قد تعاني حالياً من نواقص في الأداء وآلية التطبيق إلا أنها بوجود مجتمع واعي منظم – نعمل على بنائه – له صوته في الانتقاد والتصحيح سيكون هو الخيار الأفضل لمستقبل سوريا.
7- ماذا عن بقية المناطق السورية، هل لديكم نشاط في الساحل أو دمشق أو جنوب سوريا مثل السويداء ودرعا؟
صحيح أن نشاط حزبنا يتركز في مناطق شمال وشرق سوريا (مناطق الإدارة الذاتية) كونها تتمتع بحالة من الاستقرار السياسي والتعددية السياسية إلا أن هناك أعضاء ومؤسسين لحزب سوريا المستقبل خارج هذه المناطق، أي من تلك المناطق التي ذكرتها فحزب سوريا المستقبل ليس مقتصراً على مناطق معينة، بل يسعى ليكون في جميع المناطق السورية إلا أن الحالة السورية الراهنة تستدعي أخذ التدابير اللازمة لنشاط أعضاء الحزب في تلك المناطق من الناحية الأمنية تخوفاً من زيادة عدد المعتقلين السياسيين لدى الحكومة السورية.
8- هل لديكم علاقات مع المعارضة السورية، مثل الائتلاف وهيئة التفاوض أو هيئة التنسيق أو أي طرف من أطراف المعارضة السورية، وهل أنتم مستعدون للانخراط في إحدى أطر المعارضة؟
حاول حزب سوريا المستقبل بعد التأسيس وحتى الآن الالتقاء مع كافة القوى السياسية السورية في الداخل والخارج وقمنا بعدد من اللقاءات مع عدد منها ولا زلنا مستمرين في التواصل، توجهنا واضح ونلتزم بمبادئنا وأهدافنا في الحزب ويدنا دائماً ممدودة للحوار نحو حل الأزمة السورية ورسم مستقبل يليق بالشعب السوري ويطوي الصفحات التي عاناها بدءاً من الاستبداد وصولاً إلى مرحلة الحرب والفوضى والدمار، وعلى جميع القوى السياسية الوطنية تحمل مسؤولياتها الوطنية تجاه هذا المستقبل.
حوار: بهاء عبد الرحمن