دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

أنقرة تلجأ إلى الأسد لمحاربة “قسد”.. ومخاوف للمعارضة بتكرار سيناريوهات “التسويات والمصالحات” في الشمال

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد عقد من الزمن من القطيعة السياسية والعداء، بدأت أنقرة تلوح لعودة العلاقات مع الحكومة السورية، وذلك في استمرار أنقرة بالانفتاح على العالم العربي وإعادة العلاقات وتطبيع العلاقات جراء الأزمات التي تعيشها؛ الاقتصادية والسياسية، وذلك بعد أن كانت التوترات والتصريحات العدائية هي التي تخيم علاقة تركيا بأغلب دول العرب.

“لمحاربة قسد”.. أردوغان والأسد قد يتصافحان من جديد

إعادة العلاقات مع دمشق، لأنقرة هدف منها، وهو محاربة قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، حيث أطلق وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو قبل أيام، تصريحات وصفت “باللافتة و الصادمة للمعارضة السورية” وهي الأولى من نوعها منذ عقد، بخصوص علاقة أنقرة بدمشق، ما أثار جدلاً كبيراً ومخاوف لدى السوريين المعارضين حيال “هذه النبرة الجديدة”، وامكانية أن يتم رؤية الأسد وأردوغان يصافحان بعضهما البعض من جديد.

وقال تشاويش أوغلو، “أن أنقرة مستعدة لتقديم المساعدات لنظام الأسد في مواجهة قسد”، وأضاف، “من الحق الطبيعي للنظام السوري أن يزيل التنظيم الإرهابي من أراضيه، ولكن ليس من الصواب أن يرى المعارضة المعتدلة إرهابيين”، وأردف، “أن تركيا أجرت سابقًا محادثات مع إيران بخصوص إخراج الإرهابيين من المنطقة”.

ولم تخفي الدولتان خلال السنوات الماضية العلاقات بينهم ؛ والتي كانت تقتصر على الجهات الأمنية والاستخباراتية، بحسب ما كان يعلن.

وكشفت العديد من التقارير الإعلامية خلال السنوات السابقة أن رئيس الاستخبارات لكلا البلدين اجتمعا لأكثر من مرة، للتباحث حول الملفات الأمنية والاستخباراتية وملفات عدة، ووصفت هذه اللقاءات حينها بـ “بداية عملية جديدة بين أنقرة ودمشق”.

تقارب بعد عداء دام عقد من الزمن.. والمعارضة خائفة من “البيع”

ويأتي التقارب مع سوريا بعد أن دعمت أنقرة خلال سنوات الأزمة والصراع على السلطة في سوريا، فصائل المعارضة، التي كادت أن تسقط النظام الحاكم لولا التدخل الإيراني والروسي العسكري، إضافة لذلك كله يتزامن هذا الحديث عن احتمال شن تركيا لعملية عسكرية جديدة ضد مناطق “الإدارة الذاتية” وقوات سوريا الديمقراطية، وذلك بعد 3 عمليات عسكرية سيطرت أنقرة من خلالها على مساحات واسعة من شمال البلاد، تقدر بـ 4 أضعاف ما تحتله إسرائيل.

ولم تخفي أوساط معارضة مخاوفها من هذا التقارب في حال حصوله ومدى تأثيره على “الثورة السورية”، واحتمال أن تقوم تركيا ببيع المعارضة بشقيها السياسي والعسكري أيضاً في سبيل تحقيق مصالحها.

منها “التسويات”.. أنقرة وافقت على التقارب خلال قمة طهران

وأكدت العشرات من التقارير الإعلامية أن التقارب مع الأسد تم نقاشه خلال قمة طهران، وأنقرة وقعت على التقارب ولكن خطوة بخطوة، والهدف من ذلك إضعاف أو القضاء على “قسد” والإدارة الذاتية وعدم قيام كيان سياسي كردي في سوريا كما الحال في شمال العراق.

مقابل ذلك كله، وافقت تركيا على بند إعادة كامل الأراضي السورية لسلطة الدولة، وهو بند موجود في البيان الختامي لقمة طهران، مع تسليم المعارضة للحكومة وروسيا، وتشكيل فيلق جديد على شاكلة “الفيلق الخامس” لمن سيخضع للتسويات والمصالحات، ومن يرفض فإنه سيقتل.

مع دعم إيران وروسيا لتركيا بإعادة اللاجئين السوريين وإسكانهم في القرى والمخيمات التي بنيت في المناطق السورية التي تسيطر عليها فصائل المعارضة وتركيا، والتي ستعاد فيما بعد لسلطة الدولة مع التعهد بعدم ملاحقة أي من المدنيين مستقبلاً.

وجاء المطلب التركي بإعادة اللاجئين السوريين لديها، كون أنقرة بدأت تعاني منهم وتواجدهم على أراضيها خاصة بعد عدم تقبل المجتمع التركي للاجئين في بلادهم بعد الآن.

تظاهرات رفضاً لتقارب أنقرة مع دمشق

ورفضاً للتحول السياسي المفاجئ لأنقرة حيال الحكومة السورية، خرج المئات من أهالي مدينة عفرين وآخرين مهجرين من مناطق سورية عدة، ضد التصريحات التي أدلى بها تشاويش أوغلو.

ورفع المتظاهرون لافتات نددت بتصريحات تشاويش أوغلو، وطالبت باستقلال القرار عن تركيا كونها تريد دعم الأسد، وحملوا لافتات كتب عليها “لا إرهاب يفوق إرهاب الأسد”.

وجاءت هذه التظاهرات بعد دعوات موجهة من تنسيقيات عدة لرفض التصريحات الرسمية التركية والمطالبة بدلاً عن ذلك بفتح جبهات حرب مع قوات الحكومة السورية.

وسبق أن خرجت تظاهرات في مناطق عدة تسيطر عليها تركيا وفصائل المعارضة رفضت العيش في المخيمات والبيوت التي تبنيها تركيا بمساندة من “منظمات خيرية خليجية وفلسطينية” في شمال سوريا، مشددين على أنهم يريدون العودة لديارهم لا أن يسكنوا في بيوت هجر ساكنوها قسراً، كون ذلك سيخلق عداوة لن تنتهي في المجتمع السوري.

إعداد: ربى نجار