دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

أصابع الاتهام تتوجه لإيران بمحاولة اغتيال الكاظمي.. ومخاوف من انزلاق الأمور لحرب أهلية جديدة

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يعيش العراق أياماً عصيبة مع مخاوف جدية من تفاقم الأمور وانزلاق الأوضاع إلى حرب أهلية جديدة، بعد تعرض رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لمحاولة اغتيال عبر طائرات مسيرة مفخخة هاجمت مقر إقامته في “المنطقة الخضراء” وسط العاصمة بغداد، بعد يومين من احتجاجات لموالين لإيران وأحزاب خاسرة في الانتخابات البرلمانية.

أصابع الاتهام بدأت تتجه لإيران .. وقاآني في بغداد

وبدأت أصابع الاتهام تتجه إلى إيران وطائراتها المسيرة، التي تقول أوساط سياسية عراقية أنها باتت تسيطر على المشهد في البلاد.

وفي محاولة لاحتواء عملية الاغتيال، زار جنرال إيراني رفيع المستوى من “الحرس الثوري” العاصمة بغداد بعد ساعات من تعرض الكاظمي لمحاولة الاغتيال الفاشلة في محاولة للتأكيد بأن إيران ليست متورطة بعملية الاغتيال التي من الممكن أن تدفع إيران ثمناً باهظاً لو ثبت تورطها، خاصة وأن عملية الاغتيال نددت بها مجلس الأمن والأمم المتحدة ودول عربية وغربية.

وقالت وسائل إعلامية عراقية، أن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال إسماعيل قاآني زار الكاظمي بعد محاولة اغتياله، وأشارت المصادر إلى أن الزيارة تمت بناء على توجيه من أعلى السلطات في طهران لتطويق محاولة اغتيال الكاظمي التي توجه فيها أصابع الاتهام إلى مجموعات موالية لإيران.

كيف سيرد الكاظمي على من أراد قتله ؟

وأكدت تقارير إعلامية أن الجنرال الإيراني حضر إلى بغداد في إمكانية إسكات غضب الكاظمي الذي يبدو أنه بات “ينوي الشر” لزعماء المجموعات المسلحة الموالية لإيران بوصفهم أبرز المتورطين في عملية اغتياله، خاصة مع ما تم الكشف عنه من قبل وكالة “رويترز” للأنباء بأن مصادر أمنية عراقية أكدت أن “مجموعة إيرانية” على الأقل تقف وراء عملية الاغتيال هذه.

وتزامنت زيارة قاآني إلى بغداد مع تحركات عسكرية واسعة في العاصمة العراقية، قالت القوات المسلحة إنها جاءت لطمأنة السكان بعد محاولة اغتيال أهم مسؤول في الدولة، لكن محللون سياسيون عراقيون أكدوا أن الجيش العراقي وبأوامر من القائد الأعلى “الكاظمي” ينوي توجيه ضربة عسكرية قوية “للحشد الشعبي”، الذي كان وراء الاحتجاجات يوم الجمعة الماضية ومحاولة انصاره اقتحام “المنطقة الخضراء” ما أدى لاشتباكات مع القوى الأمنية وسقوط قتيل و عشرات الإصابات جلهم من الأمن.

ولم تعكس التحركات العسكرية التي شاركت فيها طائرات مقاتلة ومروحية ودبابات وآليات مدرعة، فضلاً عن الآلاف من الجنود، الهدوء الذي طبع خطاب الكاظمي يوم الأحد وهو يخاطب العراقيين عن تفاصيل الهجوم ودعا إلى ضبط النفس وعدم الانجرار إلى العنف.

البنتاغون يلمح لمسؤولية طهران .. ومخاوف من حرب أهلية

لكن الكاظمي صرح أيضاً في خطاب له يوم الاثنين، أنه تأكد من الجهات المتورطة في عملية اغتياله، بالتزامن مع تلويح وزارة الدفاع الأمريكية بأن إيران هي من تقف وراء عملية اغتيال الكاظمي.

وتخشى أوساط سياسية عراقية من أن يقوم الجيش بأي ردة فعل عسكرية ضد الحشد الشعبي من الدخول في اشتباك مسلح أو اعتقال قيادات متهمة بالتورط في عملية اغتيال قلب الدولة العراقية، وبالتالي إمكانية أن تنزلق الأمور في البلاد إلى حرب أهلية وعودة سيناريو ما بعد الغزو الأمريكي للبلاد.

كيف سيكون الثمن ؟

واعتبر محللون سياسيون أنه في حال ثبتت التهمة ضد إيران والمجموعات العراقية الموالية لها، فمن الممكن أن تظهر مطالب دولية في المؤسسات الأممية ومجلس الأمن بإدراج “الحرس الثوري” أو “المجموعات العراقية الموالية لإيران” في قوائم الإرهاب، وبالتالي ستكون ضربة موجعة لطهران ونفوذها داخل العراق والمنطقة.

ووصف المحللون السياسيون العراقيون محاولة اغتيال الكاظمي، “بالقشة التي قصمت ظهر البعير” في إشارة إلى الجهات المتورطة والتي قد تكون “المجموعات المسلحة العراقية الموالية لإيران”.

وأكدت مصادر أمنية عراقية، مساء الاثنين، أنهم تمكنوا من تحديد 3 أشخاص مشتبه بهم بتورطهم في عملية اغتيال الكاظمي، دون ذكر أي تفاصيل أخرى.

وسبق أن أكدت الولايات المتحدة الأمريكية، أن الطائرات المسيرة الإيرانية باتت تشكل تهديداً كبيراً على المصالح الأمريكية في العراق وسوريا وغيرها من دول المنطقة، وأنها لن تسمح بتهديد مصالحها وأمن حلفائها في المنطقة.

يشار إلى أن أحزاب وشخصيات سياسية محسوبة ومقربة من إيران نددت بمحاولة اغتيال الكاظمي، وشددت أن هذا العمل “إرهابي” و يهدف لضرب أمن واستقرار العراق وهيبة الدولة العراقية.

إعداد: ربى نجار