دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

أزمات كبيرة يعانيها السوريون بسبب فساد وعجز الحكومة .. و “الفروج بات حلماً للمواطن اليوم”

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – منذ بداية الأزمة السورية في آذار/مارس 2011، لم يشهد السوريون فترة أصعب من الشهور الماضية، حيث انهارت الليرة السورية بشكل كبير أمام العملات الأجنبية وخاصة الدولار، ما أثر سلباً على حياة المواطنين وخاصة في مناطق سيطرة الحكومة، التي تعتبر اليوم من “أفقر المناطق السورية” على الإطلاق.

المدن الرئيسية في البلاد “الأفقر” بعد عقد من الحرب

وباتت اليوم المحافظات الكبرى والمدن الرئيسية في سوريا بعد عقد من الحرب والصراع على السلطة بين الحكومة والمعارضة، هي من أفقر المناطق في البلاد، وسط أزمات إنسانية ومعيشية خانقة تعيشها بسبب فساد وعجر الحكومة ومؤسساتها من وضع حلول جذرية أو حتى مؤقتة لحل هذه المعضلة التي باتت تثقل كاهل المواطن السوري الذي انتهى من الحرب بتلك المناطق لكنه لم بات يواجه خطر المجاعة و صعوبة تأمين لقمة العيش.

“المقاومون” يطالبون الشعب الفقير بالصبر والتحمل

وفي الوقت الذي يدعوا مسؤولي الحكومة السورية إلى “المقاومة و الصبر والتحمل”، تشهد مناطق سيطرتها أزمات خانقة وعلى كافة الأصعدة، بينما يركب أولاد المسؤولين في البلاد وخارجها (كالسيدة بثينة شعبان) أحدث السيارات، ومنهم من يرتدي أغلى الساعات وأفخر أنواع الملابس الأوروبية “كالسيدة لونة الشبل” و يقومون بجولات سياحية في البلدان الغربية والخليجية.

“الطوابير” .. وأسباب الأزمة الاقتصادية

وتعاني مناطق سيطرة الحكومة من أزمات إنسانية كبيرة، حيث نقص الوقود والكهرباء والمياه والخبز، إضافة لاستمرار مشهد الطوابير أمام الأفران و محطات الوقود، واضيف لهذه الطوابير في الآونة الأخيرة “طوابير انتظار وسائل النقل”. وذلك وسط عجز تام من قبل الحكومة إيجاد حلول جذرية أو مؤقتة حتى لهذه الأزمات.

الأزمة الاقتصادية في سوريا، يؤكد خبراء اقتصاديون على أنها ليست بسبب “العقوبات الغربية” حتى ولو أنها مفروضة منذ 10 سنوات، حيث تعتبر من الأسباب الثانوية، مشيرين إلى أن السبب الرئيسي للازمة الاقتصادية التي تعيشها سوريا اليوم هو “الفساد في بنية الدولة السورية”، واهتمام الدولة ومسؤولي الحكومة بالدائرة المحيطة بهم من حيث “الأموال الطائلة”، بينما يحلم الموظف الحكومي في مؤسساتهم ببضعة آلاف من الليرات لتأمين ربطة الخبز أو شراء علبة حليب الذي ارتفع سعره أيضاً.

“الفروج أصبح حلماً” .. ارتفاع كبير بالأسعار

يتزامن ذلك مع ارتفاع كبير بأسعار المواد الغذائية والدوائية، حيث ارتفعت أسعار اللحوم والفروج والبيض لأكثر من 10500 للفروج النيء، والفروج الحي إلى 7500، وسط عجز كبير بالعملية الشرائية من قبل المواطنين.

ارتفاع أسعار اللحوم والفروج أدت لارتفاع أسعارها في المطاعم أيضاً، حيث بات اليوم يباع الفروج “البروستد” بـ 28000 ليرة سورية، و “المسحب” بـ 26000 ليرة، و “على الفحم” بـ 25000 ليرة. وهذه الأسعار هي ثلث راتب الموظف الحكومي تقريباً. ما يعني أن “الفروج أصبح حلماً”.

وأكدت مصادر محلية من دمشق، أن سعر جرة الغاز وصلت إلى أكثر من 100 ألف ليرة سورية في السوق السوداء، حيث يجبر الناس على شراءه كونه غير متوفر عند المؤسسات الحكومية. الأمر ذاته انطبق على أسعار الخضروات التي شهدت خلال الأيام الماضية ارتفاعات متتالية أدت لشبه عجز في العملية الشرائية والبيع في الأسواق.

الدولار يواصل الارتفاع .. “فمتى الفرج” ؟

بالتزامن مع ذلك، فإن سعر صرف الدولار اليوم سجل في العاصمة دمشق 3465 ليرة شراء – و 3415 مبيع، بينما اليورو وصل إلى 4054 شراء – 4118 مبيع.

وتعتبر المناطق السورية بشكل كامل تعاني من أزمات إنسانية وارتفاع للأسعار ونقص بالمحروقات والمواد الأساسية وغيرها، إلا أن مناطق سيطرة الحكومة هي الأسوأ على الإطلاق، كون السلطات في المناطق الأخرى يجدون ويعملون على حلول ولو كانت مؤقتة لتلافي الأزمة الاقتصادية من حيث رفع الرواتب أو كبح الأسعار في الأسواق. وفي ظل كل ما يحدث يبقى السوري يتساءل “إلى متى هذه الحالة” ؟.

إعداد: ربى نجار