أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – ارتكب تنظيم داعش الإرهابي منذ سيطرته على الجغرافية السورية في عام 2014، وحتى بعد الانتصار العسكري عليه في آذار/مارس 2019، واستمرار العمليات الأمنية والعسكرية ضد التنظيم وخلاياه النائمة والموالين له بمختلف الأراضي السورية، ارتكب الكثير من الجرائم التي ترقى لمستوى جرائم حرب وضد الإنسانية.
“10 سنوات على إعلان الخلافة”.. وأكثر من 4 آلاف ضحية بإرهاب داعش
وبلغ ضحايا إرهاب تنظيم داعش الآلاف من المواطنين السوريين، إضافة لمئات المفقودين الذين لا يعرف عنهم أي شيء حتى بعد مضي 5 سنوات على انتهاء تحكم داعش كقوة مسيطرة على الأرض في سوريا، بينما لايزال خطر التنظيم قائم رغم كل الضربات القاصمة والقاسية التي تلقاها بدءً من خسارته للجغرافية ومقتل “خليفته” الإرهابي “أبو بكر البغدادي” و “أبو إبراهيم القرشي” وغيرهم من قيادات التنظيم في الصف الأول.
الآلاف من المواطنين السوريين وقعوا ضحايا لإرهاب داعش ووحشيته عبر سنوات حكمه السوداء في البلاد، فيما لم إنصاف ذوي الضحايا حتى بعد مضي كل هذه السنوات على سقوط “الخلافة” ووجود الآلاف من الإرهابيين محتجزين لدى السلطات التي تحكم شمال شرقي سوريا، الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية، بينما يزداد قوة وخطورة التنظيم يوماً بعد يوم، خاصة في ظل تكثيف لهجماته الدموية خلال العام الجاري 2024، وخاصة ضمن مناطق البادية.
المرصد السوري لحقوق الإنسان كشفت في حصيلة له، بمناسبة الذكرى العاشرة لإعلان “دولة الخلافة” يسلط فيها الضوء على عمليات التنظيم و إعلان هزيمته العسكرية التي وصفها “بالشكلية”، وقال المرصد أن داعش قتل نحو 4100 من المدنيين والعسكريين في أكثر من 2550 عملية ضمن مناطق سيطرة قوات الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية “قسد”.
“رغم الحملات الأمنية.. داعش ينفذ 1660 عملية بمناطق قسد”
وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي في آذار/مارس من عام 2019، الانتصار العسكري على تنظيم داعش الإرهابي وإنهاء سيطرته على الجغرافية السورية في المنطقة الشمالية الشرقية، وذلك بعد طرد التنظيم من آخر معاقله في بلدة “الباغوز” بريف دير الزور، عبر حملة عسكرية استمرت سنوات تحت مسميات كان آخرها “عاصفة الجزيرة”.
ووفق المرصد السوري فإن التنظيم وخلاياه النائمة تواصل عملياتها العسكرية في مناطق الإدارة الذاتية وقسد عبر هجمات مسلحة وتنفيذ اغتيالات بأشكال مختلفة كإطلاق الرصاص والقتل بأداة حادة وزرع عبوات ناسفة وألغام، وتقابل قسد عمليات التنظيم بحملات أمنية بشكل دوري تقوم بها برفقة التحالف وتطال خلايا التنظيم ومتهمين بالتعامل معه.
إضافة إلى حملات أمنية ضمن “مخيم الهول” الذي يؤوي عشرات الآلاف من عوائل التنظيم الإرهابي من نساء وأطفال وموالين لداعش، وتمكنت من الكشف عن مخططات عدة كانت تستهدف المخيم وتهدف إلى فرار هذا الكم الهائل من البشر الموالين والتابعين للتنظيم، إلا أن هذه العمليات الأمنية في المخيم لم توقف نشاط داعش بشكل كامل.
“1341 قتيل بـ 1660 هجوم بمناطق الإدارة الذاتية”
وقال المرصد أن التنظيم قام بأكثر من 1660 عملية في مناطق نفوذ “الإدارة الذاتية” ضمن كل من دير الزور والحسكة وحلب والرقة، تمت تلك العمليات عبر هجمات مسلحة واستهدافات وتفجيرات وذلك خلال الفترة الممتدة من إعلان انهياره وانهزامه الشكلي عام 2019 وحتى يومنا هذا.
هذه العمليات أدت لمقتل 1341 شخص، 412 مدني بينهم 24 طفل و25 سيدة، و929 من التشكيلات العسكرية العاملة في المنطقة.
“2744 قتيل بـ 914 هجوم بمناطق نفوذ الحكومة السورية”
ولايزال داعش يشكل قوة تتحكم بالجغرافية في مناطق سيطرة الحكومة السورية، وخاصة البادية، حيث لاتزال داعش ينتشر على مساحة تقدر بـ4000 كلم مربع انطلاقاً من منطقة جبل أبو رجمين في شمال شرق تدمر وصولاً إلى بادية دير الزور وريفها الغربي، بالإضافة لتواجده في بادية السخنة وفي شمال الحدود الإدارية لمحافظة السويداء.
وبشكل شبه يومي يشن التنظيم هجمات تتركز في مثلث حلب-حماة-الرقة وبادية حمص الشرقية وبادية الرقة بالإضافة لبادية دير الزور، وتقابل هذه العمليات، حملات أمنية دورية تنفذها قوات الحكومة السورية في عمق البادية، بإسناد جوي مكثف من قبل الطائرات الحربية الروسية التي تستهدف البادية بشكل شبه يومي.
ووثق المرصد السوري مقتل 2744 شخصاً على يد تنظيم داعش الإرهابي منذ خسارته العسكرية في 2019، بمناطق متفرقة من البادية السورية خلال أكثر من 914 عملية، والقتلى هم: 215 مدني بينهم طفل وسيدتين – 2529 من قوات الحكومة السورية والمجموعات المسلحة الموالية لها.
“مقتل 2063 عنصر لداعش والقبض على 2200” والخطر لايزال قائماً
بدوره خسر تنظيم داعش الإرهابي أكثر من 2063 من عناصره وقيادته منذ إعلان انهياره “الشكلي” عام 2019 وحتى يومنا هذا، ضمن مناطق سورية مختلفة، وبطرق وأساليب متعددة، وجرى القبض على أكثر من 2200 من عناصر وقيادات التنظيم من قبل التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية.
أما بالنسبة للمفقودين من المخطوفين لدى التنظيم، فإنه وبعد مرور 63 شهراً على خسارة التنظيم العسكرية، إلا أنه لايزال الصمت متواصلاً من قبل جميع الأطراف حول قضية المختطفين دون تقديم أي إجابة عن مصير الآلاف منهم، وسط مخاوف جدية على حياة ومصير المفقودين.
إعداد: ربى نجار