دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

“أبوعمشة” العابر للحدود قد يختفي فجأة!!

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تتحدث الأخبار والأنباء خلال الساعات الماضية عن جهود قضائية وربما عسكرية لملاحقة محمد الجاسم الملقب بـ”أبو عمشة” قائد فرقة “السلطان سليمان شاه” أحد أبرز قادة الجيش الوطني الموالي لتركيا، حيث يرتبط اسم القيادي المعارض مع قضايا ومواضيع مثيرة للجدل ووُضعت العديد من إشارات الاستفهام حوله، بعد تورطه بعمليات قتل وابتزاز وتجارة المخدرات إلى جانب مشاركته بالقتال خارج الحدود بأوامر تركية، إذ شارك عناصر من الفصيل المذكور الذي يترأسه “أبو عمشة” في الأعمال القتالية بأذربيجان، برفقة فصائل أخرى تابعة لفصائل المعارضة، بالاضافة للقيام بأعمال عسكرية دارت في ليبيا دعمًا لحكومة “الوفاق” ضد قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

القشة التي قصمت ظهر البعير

جدل واسع أثارته قضية انتهاكات “فرقة السلطان سليمان شاه”، بقيادة “أبو عمشة” وخاصة في أوساط السوريين، ليتوجه إليه اتهامات كبيرة في منطقة الشيخ حديد بريف عفرين في محافظة حلب تتعلق بجمع إتاوات وزيت الزيتون من المزارعين، ومقاسمة السكان محاصيلهم والاستيلاء على الأراضي وانتهاكات متعددة للحقوق من قضايا اغتصاب واتهامات باطلة لأشخاص، لدفع مبالغ مقابل الحصول على البراءة، يضاف إلى ذلك إدارة معامل لصناعة المخدرات وبيعها في الداخل السورية وتصديرها إلى الخارج، ليتم فتح ملف انتهاكات ودعاوى بحق الفصيل تهدف إلى ملاحقة تجاوزاته بحق المدنيين في المنطقة وهو ما خلق توتًرا ملحوظًا بين فصائل المعارضة التي تؤيد محاسبة “أبوعمشة” ومتورطين أخرين بانتهاكات جسيمة.

أقارب “أبو عمشة” ينقلبون عليه

أظهرت تسجيلات مصوّرة لمقربين من “أبو عمشة” وعناصر من فرقته تحدثوا من خلالها عن سلسلة من الانتهاكات بحق المدنيين، حيث نُشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لشخص اسمه محمد عمار العمر، عرّف عن نفسه على أنه نسيب “أبو عمشة”، تحدث خلاله عن انتهاكات تتعلق بعمليات ابتزاز وخطف وبيع للسلاح واتّجار بالمخدرات نفذها الأخير وفصيله ولم تقتصر الانتهاكات على الأراضي السورية بل امتدت إلى الأراضي الليبية، كما تحدث تسجيل مصوّر للشاب عن سجن الأخير لأقربائه وتعذيبهم وإرغامهم على الحلف الكاذب والاعتراف بأشياء غير حقيقية، بالإضافة عن سرقة “أبو عمشة” للمعصرة التي تقع قرب سكة القطار في قطاع “محمد الفاتح” بعفرين، عن طريق إرسال عناصره إليها، وإلقاء القبض على العاملين داخلها بحجة أنهم من حزب “العمال الكردستاني”، موضحا أنه على استعداد لتقديم الأدلة التي تدين “أبو عمشة” والأسماء التي عمل معها، ولا سيما شقيقه الذي كلّفه بالسرقة مع مجموعة آخرين.

كما أبرز تسجيل مصور لأحد عناصر “أبو عمشة”، اتهم قيادات عسكرية في فصيله بانتهاك حرمات المنازل، واغتصاب النساء، مطالبًا بمحاسبة عادلة للمنتهكين، ليخرج بعدها العنصر نفسه بتسجيل آخر ينفي كلامه السابق بعد تلقيه تهديدات بالقتل.

إقالات داخلية في فصيل “سليمان شاه”

في محاولة من قبل فصيل “السلطان سليمان شاه” للتخفيف من حدة التوتر ضدها، لتعلن عن إقالة شقيقي قائد الفرقة، “أبو عمشة”، من مناصبهما العسكرية في الفرقة، كما تم عزل المسؤول والقائد في المكتب العسكري، الملقب بـ”أبو سراج”، ورئيس المكتب الأمني، سيف الجاسم، في بيان رسمي أصدرته “فرقة السلطان سليمان شاه”، وتكلّيف المقدم عمر الملحم برئاسة المجلس العسكري، والرائد حسان نقرش برئاسة المكتب الأمني، في الفرقة، حيث عزا قائد الفرقة، محمد الجاسم، قرار الإقالة إلى أنه يدعم عمل لجنة تقصي الحقائق، ويدعم تحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين بغض النظر عن سلطتهم العسكرية، بعد تأكيده سابقا في أكثر من مناسبة عدم رضوخه لأي جهة عسكرية أو قضائية ولكن حديث “أبوعمشة” جاء بحسب مصادر مطلعة نتيجة نية تركيا استبداله مع عدد من القيادات في الفصيل المذكور خلال الفترة القريبة القادمة.

انتهاكات سابقة عمرها سنوات

الاتهامات الموجهة ضد “أبو عمشة” ليست وليدة اليوم بل بدأت عام 2019، بينها تهم بالتحرش والاغتصاب، بعد انتشار تسجيل مصوّر على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فتاة تتحدث عن اغتصاب “أبو عمشة” لها، مع العلم أن زوجها يعمل مقاتلًا في الفصيل الذي يقوده “أبو عمشة”، وعادت بعدها الفتاة ذاتها لتنشر تسجيلًا آخر تتحدث فيه عن إغرائها بالمال من أجل تصوير التسجيل الأول، وجرى بعدها إغلاق التحقيقات وتبرئته من التهم الموجهة إليه، كل ذلك يأتي ليكشف حالة من الفساد الكبير التي تعيشها فصائل المعارضة في شمال سوريا بشقيها العسكري والسياسي ولكن هنا يمكن القول أن الهجمة الاخيرة على “أبوعمشة” والتهديدات بقرب محاسبته على انتهاكات واسعة قد تكون متفشية بين فصائل “الجيش الوطني” ليس فقط فصيل “السلطان سليمان شاه” فهل نحن أمام تصفية حسابات بين ما أطلق عليهم “أمراء الحرب” قد تؤدي لاختفاء “أبوعمشة” فجأة أم أن هناك خطة جديدة لإعادة هيكلية الفصائل التي أصبحت عبئاً على داعميها.

إعداد: يعقوب سليمان