أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – مر على التدخل العسكري الروسي في سوريا عامه السابع، والذي أعلن رسمياً من قبل موسكو في الـ30 من أيلول/سبتمبر 2015، وذلك بعد فشل كل من قوات الحكومة السورية وإيران إيقاف تقدم وسيطرة فصائل المعارضة حينها على المناطق السورية، حتى باتوا قريبين جداً من إسقاط الحكم في البلاد، بينما تغير كل شيء بعد تدخل موسكو الذي رجح الكفة لصالح دمشق.
استعادة ثلثي البلاد.. و “آلاف القتلى ومئات المجازر”
وبعد 7 سنوات من التدخل الروسي، أصبحت الحكومة السورية تسيطر على ثلثي البلاد، وتواصل ملاحقة ما تبقى من فصائل المعارضة في جيب صغير في منطقة “خفض التصعيد” وريف حلب الشمالي، كما لقوات الحكومة تواجد عسكري في مناطق الإدارة الذاتية، حيث زاد هذا التواجد بعد العملية العسكرية التركية في 2019، والتهديد الأخير للرئيس التركي بشن عمل عسكري جديد في تلك المناطق.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، تحدث في تقرير له عن ما وصفها “المجازر” التي ارتكبتها روسيا بحق السوريين، وقال أن ما لا يقل عن 8700 مدني قتلوا إثر “241 مجزرة” ارتكبتها القوات الروسية، واعتبر المرصد أن التدخل الروسي شكل منعرجا خطيرا في مسار الحرب.
ويقول تقرير المرصد، إن الروس أعادوا إحياء الحكومة السورية التي كانت منهارة قبيل شهر أيلول/سبتمبر 2015، حيث كانت تسيطر فقط على 48.101 كم بنسبة 26% من الأراضي السورية، ثم أقل من 20 % مطلع العام 2017، قبل أن تتبدل الأحوال مرة أخرى وتعود روسيا لترجح كفة الحكومة لتسيطر على 117.820 كم، أي بنسبة 63.70% من الأراضي السورية.
ويوضح المرصد السوري أن الخسائر البشرية التي نتجت عن التدخل العسكري الروسي بلغت 21106 شخص من مدنيين وعسكريين، خلال الفترة الممتدة من 30 أيلول 2015 إلى 30 أيلول 2022، وأشار إلى أن من بين القتلى 2112 طفل و 1321 مواطنة.
التدخل في محاربة داعش.. وأكبر القواعد
وبما أن روسيا قالت أنها جاءت لمحاربة الإرهاب، فإن القوات الروسية قتلت 6184 من تنظيم داعش والفصائل المتطرفة الأخرى من جنسيات متعددة.
يذكر أن القوات الروسية تتواجد ضمن 76 موقعا على الأراضي السورية تشمل مواقع عسكرية ولوجستية ونقاط مراقبة، وذلك ضمن جميع المحافظات من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، وتعتبر القاعدة العسكرية الروسية في “حميميم” ابرز القواعد العسكرية، إضافة لقاعدة طرطوس البحرية.
ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن القوات الروسية لم تتوقف من خرق اتفاق وقف إطلاق النار في “خفض التصعيد” منذ 2020، حيث لاتزال الطائرات الحربية الروسية تشن الغارات الجوية على مواقع فصائل المعارضة والمناطق المدنية، وتقوم بدوريات مراقبة مع نظيرتها التركية في شمال شرق سوريا.
وفي البادية، تقوم الطائرات الحربية الروسية باستهداف مناطق انتشار تنظيم داعش الإرهابي، مع دعم الحملات الأمنية وعمليات التمشيط لقوات الحكومة السورية للحد من نشاط التنظيم وهجماته على النقاط والقواعد العسكرية في تلك المناطق، لكن هذه الغارات والعمليات الأمنية لم تتمكن من تقليل خطر التنظيم الذي يواصل هجماته الدموية بشكل كبير.
لتحصيل فاتورة التدخل العسكري.. موسكو تستولي على مقدرات السوريين
يشار إلى أن التقرير الذي نشره المرصد السوري لحقوق الإنسان بخصوص العام السابع للتدخل العسكري الروسي في سوريا حمل عنوان “في سوريا وليس أوكرانيا.. الروس يرتكبون 241 مجزرة مروعة ويقتلون نحو 8700”.
واستولت روسيا على المطارات والموانئ والمصانع وكل ما يدخل في إطار ثروات الشعب السوري ودخل البلاد القومي، وذلك بعد فشل الحكومة السورية من دفع فاتورة تدخلها العسكري، كما تعمل روسيا الآن على وضع يدها على ما تبقى من ثروات الشعب السوري، في الشمال الشرقي من نفط والثروة الزراعية وغيرها عبر محاولة إخضاع قوات سوريا الديمقراطية عبر تهديدها بشن عمليات عسكرية تركية في تلك المناطق.
إعداد: رشا إسماعيل