أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في ختام الجولة الـ14 من مباحثات آستانا بين الدول الضامنة (روسيا وتركيا وإيران)، أعربت الدول الثلاث عن قلقهم إزاء تنامي نفوذ “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة والتنظيمات المرتبطة بها في إدلب”، وشددوا في بيانهم الختامي الذي جاء عقب يومين من المباحثات، على مواجهة التنظيمات المرتبطة كذلك بداعش والقاعدة في سوريا. وسط عدم إحراز أي تقدم بشأن جدول أعمال المباحثات.
وشاركت في الجولة الـ14 من آستانا، وفود من الأمم المتحدة برئاسة المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون، والعراق ولبنان والأردن بصفة مراقب، إضافة إلى وفدي الحكومة والمعارضة السورية.
تنسيق مشترك في محاربة المجموعات المتشددة.. وبناء الثقة
وتعهدت تلك الأطراف على التنسيق المشترك للقضاء على “المجموعات المتشددة” في إدلب السورية، ولم تمر ساعات قليلة على البيان، حتى بدأت المعارك لتعود من جديد إلى مناطق “خفض التصعيد”، حيث خسرت الحكومة السورية موقعاً عسكرياً استراتيجياً في جنوب إدلب، وهو “الكتيبة المهجورة” وذلك في هجوم مباغت من “تحرير الشام”، على الموقع العسكري الذي يقع بالقرب من بلدة التمانعة بريف إدلب الشرقي.
وذكر مصدر دبلوماسي روسي مقرب من الاجتماعات، أن وفدي الحكومة والمعارضة “لا يثقان ببعضهما”، وعملت الدول الثلاث خلال المباحثات على اجراءات “بناء الثقة” بينهما، من خلال وقف إطلاق نار شامل في سوريا، إضافة إلى إطلاق سراح المعتقلين من السجون، واستئناف الملف السياسي المتمثل باللجنة الدستورية السورية، مشيراً إلى أن المباحثات لم تنجح في التوصل إلى الهدف المرجو منه.
تصريحات متجددة.. ورفض خلق واقع جديد
وفي السياق ذاته، أكدت الدول الضامنة التمسك بوحدة الأراضي السورية وسيادتها، وإرساء الهدوء على الأرض، إضافة إلى رفض محاولات خلق “واقع جديد على الأرض بما يشمل مبادرات حكم ذاتي غير قانونية”، وأشارت إلى أنها تعارض الاستيلاء على إيرادات النفط السوري.
وجاء في البيان أن “إيران، وروسيا وتركيا ترفض جميع المحاولات الهادفة إلى خلق واقع جديد على الأرض، بما في ذلك مبادرات الحكم الذاتي غير المشروعة، بذريعة مكافحة الإرهاب” بحسب البيان.
وشدد البيان على عزم الأطراف المذكورة، على الوقوف ضد “الأجندات الانفصالية” التي تهدف إلى تقويض سيادة سوريا وسلامتها الإقليمية وكذلك تهديد الأمن القومي للبلدان المجاورة، إضافة إلى معارضتها الاستيلاء على موارد البترول السورية ونقلها بشكل غير قانوني.
وأوضح البيان أيضاً، أن الدول الثلاث أجمعت على أن “تحقيق الاستقرار والأمن في شمال شرق سوريا على المدى الطويل”، عبر الحفاظ على سيادة البلاد وسلامة أراضيها.
استمرار التفاهمات.. وفشل التوافق على جدول الأعمال
ورأت أوساط سياسية أن الأطراف المشاركة في المباحثات، أكدت بشكل رئيسي على الحفاظ على المسار السياسي الموازي للحل الميداني في سوريا، فهي تحرص على استمرار التفاهمات ولو بأدنى درجاتها عبر الطرق الدبلوماسية، “ولا سيما ان الأطراف التركية والروسية تعي تماماً أن هناك مصالح متقاطعة وأن على كل طرف أن يراعي مصلحة الطرف الآخر”.
وأشارت تلك الاوساط إلى ان الوفود المشاركة لم تنجح في توافقها على جدول أعمال المباحثات، لأن كل طرف كان لديه وجهة نظر خاصة به يركز على جانب مختلف، ورأت تلك الأوساط أن التصعيد العسكري سيستمر خصوصاً في “خفض التصعيد” وسيكون سيد الموقف في المرحلة المقبلة، إلى حين الجولة القادمة في آذار/مارس المقبل، والتي أجلت كالعادة الدول الضامنة خلافاتها إليها، والتي لن تكون أفضل من سابقاتها.
إعداد: علي إبراهيم