دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

منظمة دولية تدق “ناقوس الخطر”.. “حياة الأطفال في شمال شرق سوريا بخطر كبير ونصف سكان المنطقة سيعانون الجوع”

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تحذيرات أممية ودولية جدية أطلقت في الفترة الماضية عن الأوضاع الإنسانية والمعيشية في سوريا؛ خاصة في مناطق الشمال الشرقي، التابعة “للإدارة الذاتية”، في ظل انتشار الأمراض والأوبئة وتزايد العنف والتصعيد العسكري إضافة لعودة نشاط الإرهاب، وإغلاق المعبر الوحيد الذي يربط المنطقة بالخارج، وعدم وصول المساعدات الإنسانية والأدوية إليها.

سواء التغذية يضع “حياة الأطفال في خطر”

وبعد تقرير منظمة “هيومن رايس ووتش” عن “خطر انتشار الكوليرا” بعد جفاف نهر الفرات وتحميل مسؤولية عودة الوباء إلى سوريا لتركيا، دقت منظمة “أنقذوا الأطفال” ناقوس الخطر، وقالت أن هناك الآلاف من الأطفال في الشمال الشرقي السوري يعانون من “سوء التغذية”. يأتي ذلك في ظل أزمة اقتصادية تعصف بالبلاد بشكل كامل في ظل تدني الأجور والرواتب وارتفاع جنوني بالأسعار.

ويعاني أكثر من 16 ألف طفل من سوء التغذية في شمال شرقي سوريا بارتفاع تجاوزت نسبته 150 في المائة خلال ستة أشهر فقط، وفق ما أعلنت المنظمة في أحدث تقرير لها اليوم اليوم.

ويعد الأطفال من بين أكثر الفئات التي تضررت من الأزمة والحرب في سوريا، حيث لم تمنع طفولتهم أطراف الصراع من إبعادهم عن عمليات الاستهداف وعمليات التجنيد حتى، وفي إحصائية للمرصد السوري لحقوق الإنسان للعام الماضي، فإن نحو 400 طفل فقدوا حياتهم في ظروف مختلفة.

وفي تقرير سابق للأمم المتحدة، قالت إن “قتل الأطفال في سوريا أصبح أمرا شائعا”، وأحصت الأمم المتحدة مقتل أو إصابة ما يقرب من 12000 طفل في سوريا، (أي طفل واحد كل 8 ساعات على مدار السنوات الماضية).

الفقر والأسعار وراء زيادة حالات سوء التغذية

وبالعودة إلى تقرير منظمة “أنقذوا الأطفال”، وأفادت المنظمة أن عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في مناطق الإدارة الذاتية ارتفع من 6650 طفلاً بين تشرين الأول/أكتوبر وآذار/مارس 2022 إلى 16895 بين نيسان/أبريل وأيلول/سبتمبر 2022.

وقالت مسؤولة التغذية في المنظمة سارة علي في بيان لها، “نتعامل كل يوم مع عدد أكبر من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية مقارنة باليوم السابق (…) مما يهدد حياة الأطفال”، مشيرة إلى أن عدم القدرة على شراء الغذاء وفقر العوائل هما السببين الرئيسيين وراء ازدياد حالات سوء التغذية”.

إغلاق معبر اليعربية.. ونصف السكان سيصبحون جياعاً

وضاعف النقص في المساعدات الوضع سوءاً في شمال شرقي سوريا بعد إغلاق معبر اليعربية في بداية 2020، بضغوطات تركية روسية، والذي كانت تدخل منه مساعدات الأمم المتحدة. وبات إيصال تلك المساعدات يتطلب موافقة مسبقة من دمشق التي بدورها تستغل ذلك في أمور سياسية.

وأشارت المنظمة إلى أن “5.5 مليون شخص في سوريا سيصبحون بحاجة إلى دعم مباشر بالغذاء في 2022 – 2033. نصفهم في شمال شرقي البلاد”.

قلة المياه والجفاف وانتشار الكوليرا

ودعت المنظمة الدول المجتمعة في مؤتمر المناخ في مصر إلى الاعتراف بتأثيرات التغير المناخي على المجتمعات، وخصوصاً الأطفال في أنحاء العالم كافة، مثل الجفاف في شمال شرقي سوريا. حيث زاد قلة الوارد المائي من حصة سوريا القانونية من نهر الفرات من المنبع في تركيا الأزمة بشكل كبير، ما أدى لظهور الأمراض (الكوليرا) وتأثر الثروة الزراعية والحيوانية وانتاج الطاقة الكهربائية وقلة مياه الشرب.

ووفق تقارير الأمم المتحدة فإن ما يصل نسبته إلى 90 بالمئة من الشعب السوري يعيش تحت خط الفقر، كما يعاني 12.4 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، وفق برنامج الأغذية العالمي، في وقت تسجل البلاد ارتفاعاً كبيراً في معدلات التضخم والأسعار.

خلال سنتين.. 800 بالمئة ارتفاع بأسعار المواد

وتتزامن الأزمة الاقتصادية والمعيشية في البلاد بشكل عام، مع ارتفاع كبير على أسعار المواد الغذائية التي وصلت إلى 800 بالمئة بين عامي 2019 و 2021، وشهدت ارتفاعاً آخر أكثر من ضعف ونصف مع انهيار الليرة أمام الدولار ووصول سعر الصرف إلى أكثر من 5 آلاف ليرة في 2022، وما يزيد من معاناة المدنيين تدني الأجور والرواتب التي لاتصل في أحسن مستوى إلى 30 دولاراً.

سوريا من بين أفشل وأخطر بلدان العالم

حيث صنف موقع “Numbeo” دخل الفرد في سوريا بأنه “الأدنى في العالم”، إذ يتراوح متوسط دخل الفرد في سوريا بحسب تقرير 2021، حوالي 768 ألف ليرة سنويًّا، وهو ما يعادل 305.73 دولار (وفقًا للسعر الرسمي للدولار في سوريا)، وصنّف تقريرٌ لصندوق السلام العالمي، سوريا في المركز الثالث في مؤشر الدول الهشة أو الفاشلة وأخطر بلد في العالم.25‏/04‏/2022

وكانت منظمة “الأمم المتحدة للطفولة” (اليونيسيف) في آخر تقرير لها، في أيار/مايو الماضي، قالت “إن أكثر من 6.5 مليون طفل في سوريا بحاجة إلى المساعدات، وهو الرقم الأعلى الذي تم تسجيله منذ بدء الصراع في البلاد قبل 11 عاماً”.

 

إعداد: ربى نجار