أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بالتزامن مع زيارة أجراها نائب وزير الداخلية التركي إسماعيل تشاتاكلي لمدينتي الراعي وإعزاز في ريف حلب الشمالي، شهدت الأرياف الشمالية والغربية والشرقية للمحافظة اشتباكات عنيفة بين “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة” و “العمشات” من جهة، و فصائل “الفيلق الثالث” في “الجيش الوطني” من جهة أخرى، وسط تقدم كبير للهيئة في عفرين واقترابهم من المدينة.
اشتباكات الباب.. هل كانت ذريعة لبدأ حرب السيطرة على عفرين ؟
الاشتباكات الفصائلية جاءت بعد أن تم الكشف عن الجهة التي اغتالت الناشط السياسي في مدينة الباب “أبو غنوم” مع زوجته، وضلوع قيادات “فرقة الحمزات” فيها، وسط مطالب شعبية بإخراجهم من المدينة بسبب “الجرائم والانتهاكات والاغتيالات التي ينفذونها”، بينما قامت “الجبهة الشامية” بعمليات عسكرية على مواقع “الحمزات” وطردتها من المدينة، مع استنفار عسكري كامل لعناصر الفصيلين في منطقة عفرين خوفاً من امتداد الاشتباكات.
وسرعان ما امتدت الاشتباكات بين “الجبهة الشامية” و “الحمزات” إلى عفرين، وتدخلت “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة” و “حركة أحرار الشام” اللتان تعتبران من “أذرع تنظيم القاعدة في سوريا” إلى جانب “الحمزات”، وبدأت أرتال الهيئة تصل تباعاً إلى ريف عفرين.
الاشتباكات بدأت باقتحام بلدة باسوطة والسيطرة عليها ومن ثم ناحية معبطلي والسيطرة عليها إلى أن وصلت المعارك لأعتاب مدينة عفرين، التي يبدو أن هدف “تحرير الشام” بات السيطرة عليها، وبموافقة ومباركة تركية كاملة.
“تحرير الشام” تتقدم في عفرين بمباركة تركية
وتقول أوساط سياسية ومراقبة، أن تقدم “تحرير الشام” في عفرين وهو بالأساس خطة ورغبة تركية، مشددين على أن عدم التدخل التركي إلى الآن يشير إلى صحة هذا الرأي، ولفتوا إلى أن عفرين كان يجب أن توضع تحت “وصاية الجولاني” منذ الاشتباكات الماضية التي اندلعت قبل أشهر، إلا أن ظروفاً جعلت الاستخبارات التركية تتدخل وتؤجل الحسم لمعركة جديدة وبانتظار أي ذريعة لإنطلاق “تحرير الشام” نحو عفرين.
بينما يقول آخرون، أن ما يجري في ريف عفرين وسيطرة “تحرير الشام” عليها جرى الاتفاق على ذلك بين الأطراف المتدخلة في الأزمة السورية، وهو بداية حل “الجيش الوطني”، مشيرين إلى أن تركيا ستعتمد في الفترة المقبلة على “تحرير الشام” من الناحية العسكرية للحفاظ على مناطق سيطرتها، وليس على فصائل “الجيش الوطني” التي لا يمكنها الحفاظ على الأرض دون دعم تركي، لافتين إلى أنه قد يفرض على تركيا أي حرب لا يُسمح لها بالمشاركة فيها، وللإبقاء على هذه المناطق تحت سيطرة المعارضة تريد تغيير السيطرات العسكرية.
قسد: اشتباكات عفرين مسرحية وتمثيلية لوضعها تحت سيطرة النصرة
كذلك اعتبرت قوات سوريا الديمقراطية أن ما يجري في عفرين ما هو إلا “مسرحية وتمثيلية” يراد منها وضعها تحت سيطرة “تحرير الشام”، وقال مدير المركز الإعلامي لقسد، فرهاد الشامي، في تغريدات على “تويتر”، “هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) هي اليد التركية الضاربة لتربية الفصائل التي تتزعزع ولائها للاحتلال، تركيا تستخدم الهيئة لساعات بوجه نوايا التمرد البسيطة، تربي الفصائل، ترجعها إلى حجمها الحقيقي، ومن ثم تتدخل استخباراتها لتعيد الأمور إلى نصابها”.
واعتبر أن “عفرين والباب وإعزاز تحولت لبيئة آمنة لداعش والقاعدة وحاضنة لتفريخ الإرهاب”، مشيراً إلى أن “كل التمثيليات الأخيرة عن اشتباكات ودخول الهيئة إلى عفرين (بالأساس داعش موجود هناك) مجرد مسلسل تركي متفق عليه مع الاطراف الأخرى ولن ينتهي المسلسل التركي القذر سوى بتحرير عفرين وطرد المحتلين.” حسب قوله.
“تحرير الشام” تقترب من عفرين.. ومعبطلي تُسلم دون اشتباك
ميدانياً، يبدو أن “تحرير الشام” تستعد لدخول مدينة عفرين، حيث استهدفت بالرشاشات الثقيلة أطراف حي الأشرفية في مدينة عفرين، بعد أن سيطرت على الجبال المطلة على مركز المدينة من جهة قرية الخالدية في ناحية شران، ويأتي ذلك بعد فرض “تحرير الشام” سيطرتها الكاملة على ناحية معبطلي دون أي قتال مع فصائل “الفيلق الثالث” التي انسحبت إلى ناحية راجو، بينما لا تزال التعزيزات العسكرية تأتي لمناطق الاشتباك لكلا الأطراف المتصارعة.
أما في الباب، شنت “فرقة الحمزة” وبمؤازرة “حركة أحرار الشام” هجوماً عنيفاً على أطراف المدينة، وسط محاولتها إعادة السيطرة على المدينة، بعد طردها من قبل “الجبهة الشامية، وتزامناً مع الاشتباكات، خرج أبناء مدينة الباب بريف حلب الشرقي في ظاهرة بالدراجات النارية، مطالبين بوقف الاقتتال الفصائلي في المنطقة.
إعداد: علي إبراهيم