اعتمد سكان الحسكة في شمال شرق سوريا على شراء المياه من موردين خاصين حيث جفت آبارهم الجوفية، بينما علقت الفصائل المدعومة من تركيا عمليات الضخ من محطة المياه الوحيدة التي تزود المدينة.
أصبحت المياه الصالحة للشرب سلعة نادرة في مدينة الحسكة شمال شرق سوريا، الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، بسبب انخفاض منسوب المياه الجوفية ونضوب العديد من آبار المياه بسبب الجفاف ونقص مياه الأمطار على مدى السنوات الماضية.
كما توقفت إمدادات المياه عن أحياء المدينة حيث توقفت عمليات ضخ المياه نتيجة الانقطاع المتكرر والمطول للمياه.
تعتمد محطات ضخ المياه التي تغذي شمال شرق سوريا على محطة مياه علوك الواقعة في رأس العين الخاضعة لسيطرة الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا. وغالبًا ما يُتهم الأخير بقطع إمدادات المياه عن المدن والبلدات في المنطقة.
منذ مطلع أيلول، جفت بئر المياه التي حفرها أحمد عطية قبل عامين بالقرب من منزله في حي الغويران في مدينة الحسكة.
وفي حديثه إلى “المونيتور”، قال عطية إنه لن يخاطر بحفر بئر أخرى لأن جميع الآبار الجوفية تقريبًا في أحياء المدينة جفت. وبدلاً من ذلك سيشتري الماء من الصهاريج الخاصة.
ولفت إلى أن قلة الأمطار والجفاف خلال العامين الماضيين كانا السبب الرئيس في نضوب عدد كبير من آبار المياه في مدينة الحسكة، إضافة إلى الحفر العشوائي وعدم التباعد بين الآبار التي لا تتجاوز أحياناً 2 متر.
اضطر سكان أحياء مدينة الحسكة إلى الاعتماد منذ أوائل أيلول- بعد أن جفت الآبار الجوفية التي حفروها لتأمين مياه الشرب – على خزانات قدمتها منظمات غير حكومية. قام آخرون بشراء المياه من صهاريج خاصة.
قال إسماعيل نجار، من سكّان حيّ الكلاسة في مدينة الحسكة، لـ “المونيتور”: “إنّ شراء المياه من صهاريج خاصّة خفّف من معاناتنا رغم عدم وجود رقابة على جودة المياه. يكلفني 100000 ليرة سورية شهريًا [25 دولارًا] لملء الخزانات في المنزل بمياه الشرب”.
سيطرت فصائل الجيش السوري الحر المدعومة من تركيا على مدينتي تل أبيض بريف الرقة ورأس العين بريف الحسكة في تشرين الأول 2019، في إطار الهجوم العسكري التركي على القوات الكردية الذي أطلق عليه اسم عملية نبع السلام.
وتقع محطة مياه علوك في المنطقة التي سيطرت عليها الفصائل المدعومة من تركيا آنذاك. في ذلك الوقت، توصلت أنقرة والإدارة الذاتية إلى اتفاق تحت مظلة روسيا للحفاظ على إمدادات المياه لمحافظة الحسكة، على أن يتم تزويد المحطة بالكهرباء من المناطق التي يسيطر عليها الأكراد.
لم يتم تنفيذ الاتفاقية بشكل صحيح، وتوقف ضخ المياه من المحطة بشكل متكرر. تصاعدت أزمة المياه في شمال شرق سوريا مؤخرًا، حيث علق الجيش السوري الحر عمليات الضخ من محطة علوك لأكثر من شهرين حتى الآن.
وقال مسؤول في مديرية المياه في الإدارة الذاتية في الحسكة للمونيتور، شريطة عدم الكشف عن هويته، إن “مدينة الحسكة تعاني من انقطاع في إمدادات المياه منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر بعد أن قطع الجيش السوري الحر المياه في محطة علوك، وهي المصدر الوحيد لإمداد المدينة بالمياه في ظل الجفاف وانخفاض مستويات المياه الجوفية”.
وأشار المسؤول إلى “عجز الإدارة الذاتية عن إيجاد بدائل، ما سيؤدي إلى كوارث بيئية وإنسانية في مدينة الحسكة”.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن محطة مياه علوك تضم 30 بئرا ارتوازية.
مع استمرار الأزمة، سيؤدي نقص المياه في الحسكة إلى زيادة معاناة الناس ومن المرجح أن يسرع انتشار الكوليرا إذا لم يتم اتخاذ خطوات حقيقية لتأمين إمدادات المياه النظيفة للمدينة.
المصدر: موقع المونيتور الأمريكي
ترجمة: أوغاريت بوست