دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

“اللاجئون السوريون في تركيا للواجهة من جديد”.. الرئيس التركي يؤكد عودة نصف مليون منذ 2016 “طواعية”

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – لا يختلف شخصان على أن اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا لا يتم إعادتهم إلى بلادهم بشكل “طوعي” كما تروج لها حكومة “العدالة والتنمية”، وأن السوريون الآن يفرون من تركيا بالآلاف في وقت يتم الحديث عن إعادتهم إلى مناطق تصفها تركيا “بالآمنة”، مع مساعي لإعادة تطبيع العلاقات مع دمشق، إضافة للعنصرية والكراهية التي يعيشونها هناك.

“السوريون يعودون طواعية” !

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وخلال كلمة له أمام البرلمان التركي، اعتبر أن عودة اللاجئين السوريين من تركيا إلى بلدهم “عودة طوعية”، وقال أن أكثر من نصف مليون لاجئ سوري عادوا إلى بلادهم منذ 2016.

ويقصد الرئيس التركي بالعام 2016، تاريخ بدأ التدخل العسكري التركي مباشرة في الصراع على السلطة، والقيام بعمليات عسكرية سيطرت خلالها على جرابلس والباب وإعزاز، بعد انسحاب تنظيم داعش الإرهابي، إضافة لعفرين في 2018، و رأس العين وتل أبيض في 2019.

وقالها الرئيس التركي “منذ بدء عملياتنا عبر الحدود في سوريا العام 2016، عاد نحو 526 ألف سوري طوعا الى المناطق الأمنية التي أقمناها في شمال البلاد”.

إعادة لاجئين من مناطقهم وتهجير آخرين.. وبناء قرى سكنية

المناطق التي قصدها الرئيس التركي والمذكورة، خاصة عفرين ورأس العين وتل أبيض ذات الغالبية الكردية، هُجر مئات الآلاف من سكانها الأصليين بفعل العمليات العسكرية لتركيا فيها، كما أكدت تقارير إعلامية عدة أن المئات من العوائل التابعة لفصائل المعارضة السورية وآخرون عراقيون وفلسطينيون ومن جنسيات شرق آسيوية قامت تركيا بإسكانهم في بيوت من تم تهجيره قسراً، وسط اتهامات لأنقرة بالتغيير الديمغرافي في المناطق ذات الغالبية الكردية في شمال سوريا.

وسبق أن أعلن الرئيس التركي أردوغان أن بلاده تعمل لإعادة مليون إلى مليون ونصف لاجئ سوري إلى بلادهم على أساس طوعي من أصل 3,7 ملايين لاجئ مسجلين رسميا في تركيا، وذلك إلى مناطق تسيطر عليها في الشمال السوري، وقامت تركيا عبر دعم من قبل منظمات “خيرية” فلسطينية وخليجية (كويتية قطرية) ببناء قرى سكنية على أنقاض منازل المهجرين قسراً في عفرين.

فشل عمليتها العسكرية الشمال دفع بأنقرة للتصالح مع دمشق

ولأجل إعادة اللاجئين السوريين لبلادهم وإسكانهم في مناطق غير مناطقهم الأصلية، قال الرئيس التركي منذ أشهر أن بلاده عازمة على إطلاق عمليات عسكرية جديدة بهدف “توسيع المنطقة الآمنة” في الشمال السوري، أي السيطرة على مزيد من المناطق وبالتالي تهجير المزيد من السوريين، حيث رفضت الولايات المتحدة وروسيا هذه النوايا التركية، على الرغم من محاولات أنقرة لإقناع هذه الأطراف التي تعتبر من “ضامني وقف إطلاق النار في الشمال في 2019”.

وبعد رفض عمليتها العسكرية في الشمال، صعدت القوات التركية بشكل عنيف من قصفها التي تطال مناطق مدنية وآهلة بالسكان على طول الشريط الحدودي، وتتهم السلطات المحلية، أنقرة، باستهداف متعمد للمناطق المدنية بغية ترهيب سكانها ودفعهم للهجرة.

وبعد أن أدركت أنقرة أن الرفض سيكون مصير مساعيها لتوسيع “المنطقة الآمنة” بدأت بالحديث عن إعادة العلاقات مع الحكومة السورية، وذلك بدفع ونصيحة من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث قدم لنظيره التركي هذا الاقتراح في قمة سوتشي الأخيرة.

أهداف تركيا من إعادة العلاقات مع دمشق

ومن إحدى أهداف تركيا في إعادة العلاقات مع الحكومة السورية، إعادة اللاجئين السوريين، والتعهد بعدم ملاحقة المعارضين وغيرهم من اللاجئين أمنياً، على الأقل لفترة وجيزة، للخلاص من أي لوم يمكن أن تتعرض له أنقرة من قبل المجتمع الدولي أو الأمم المتحدة، إضافة لمحاولة إشراك شخصيات موالية لتركيا في أي حكومة جديدة في سوريا، بهدف إبقاء نفوذها في البلاد والحديث عن أنها استطاعت حل الأزمة وفق قرارات 2254 بين النظام والمعارضة.

بالآلاف.. السوريون يفرون من تركيا

بينما اللاجئون السوريون ينظرون في مساعي أنقرة لإعادتهم إلى سوريا في ظل استمرار الأزمة وعدم وجود حلول سياسية أو ضمانات دولية تضمن لهم عدم الملاحقة الأمنية بحقهم، خطراً كبيراً على حياتهم، لذلك يفرون بالآلاف إلى القارة الأوروبية في رحلة محفوفة بالمخاطر.

وبحسب ما كشفته تقارير إعلامية، فإن تركيا تعمل على إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، سواءً تم التطبيع مع دمشق أو لا، أو حصل اتفاق سياسي أم لا، خلال الأشهر القادمة، وأشارت هذه التقارير إلى أن السوريين في تركيا قسموا لثلاث أقسام، والذي سيرحل خلال الفترة القادمة هو من ليس له أي أوراق ويعيش في المخيمات، يلي ذلك من يعيش في المدن ولهم أوراق نظامية.

وكان العديد من المسؤولين الأتراك أكدوا أنه بحلول الانتخابات الرئاسية القادمة، لن يكون أي لاجئ سوري يقيم على الأراضي التركية، مع الترويج لحديث جديد عبر الإعلام التركي أن المجتمع المحلي يطالب بسحب الجنسية من المواطنين السوريين المجنسين وإعادتهم إلى بلادهم.

إعداد: علي إبراهيم