أدانت حماس الضربات الصاروخية على مطار دمشق الدولي ليلة الجمعة والتي ورد أن إسرائيل نفذتها، ووصف المحلل السياسي الفلسطيني ناجي شراب بيان حماس الذي أعرب عن دعمه لسوريا بأنه “اعتذار واضح وصريح” لنظام الأسد.
وقالت حماس، السبت، إنها تقف مع سوريا في مواجهة “العدوان الإسرائيلي المتكرر على الأراضي السورية”.
أدانت حماس الضربات الصاروخية على مطار دمشق الدولي ليلة الجمعة، والتي ورد أن إسرائيل نفذتها. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن خمسة جنود سوريين قتلوا في الضربات.
وصرح الناطق باسم حماس حازم قاسم أن “الضربات ضد سوريا امتداد للعدوان الإسرائيلي على المنطقة بأسرها”.
ويُنظر إلى إدانة حماس الأخيرة للهجمات الإسرائيلية المزعومة على سوريا على أنها جزء من جهود الحركة الإسلامية لإعادة العلاقات مع النظام السوري.
وتدهورت العلاقات بين حماس، المنبثقة عن جماعة الإخوان المسلمين، ونظام الرئيس السوري بشار الأسد بعد وقت قصير من بداية الحرب الأهلية في سوريا.
ورفض قادة حماس، وبعضهم مقيم في سوريا، الوقوف إلى جانب نظام الأسد ضد فصائل المعارضة، التي ينتمي معظمها إلى التنظيمات الإسلامية. في عام 2012، تم إغلاق مكاتب حماس في سوريا وانتقل قادة الحركة إلى قطر.
وأصدرت حركة حماس، الخميس الماضي، بيانا أعربت فيه عن دعمها لسوريا في مواجهة محاولات “تقسيمها وتفتيتها وإبعادها عن دورها التاريخي الفعال، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية”.
وقال البيان، الذي اعتبره بعض المحللين السياسيين الفلسطينيين على أنه اعتذار لنظام الأسد، أن “سوريا احتضنت شعبنا الفلسطيني وفصائل المقاومة التابعة له منذ عقود، الأمر الذي يتطلب الوقوف معه في ظل العدوان الغاشم الذي يتعرض له”.
وعبر البيان عن “تقدير حماس للجمهورية العربية السورية قيادة وشعبا لوقوفها مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة”.
وأضاف البيان أن حماس تتطلع إلى “استعادة سوريا دورها ومكانتها في الأمتين العربية والإسلامية، وتدعم كل الجهود المخلصة من أجل استقرار سوريا وسلامتها وازدهارها وتقدمها”. وأضاف “نؤكد موقفنا الثابت من وحدة سوريا أرضا وشعبا. كما نؤكد استراتيجيتنا الراسخة وحرصنا على تطوير وتعزيز علاقاتنا مع كل من يدعم قضيتنا ومقاومتنا”.
ونقل عن المسؤول البارز في حماس خليل الحية قوله إن قادة حركته وافقوا على البحث عن سبل لإعادة العلاقات مع سوريا. ولم يقدم مزيدًا من التفاصيل، لكنه قال إنه يدعم هذه الخطوة.
كشفت مصادر فلسطينية أن جماعة حزب الله المدعومة من إيران قامت بدور الوسيط بين حماس وسوريا. أشاد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، السبت، بقرار حماس إعادة العلاقات مع سوريا.
التطبيع الكامل بين حماس وسوريا؟
وكشفت صحيفة “الأخبار” الموالية لحزب الله، السبت، أن مسؤولي حماس وسوريا عقدوا مؤخراً سلسلة اجتماعات لتمهيد الطريق لـ “التطبيع الكامل” بين الجانبين.
ووصف المحلل السياسي الفلسطيني ناجي شراب بيان حماس الذي أعرب عن دعمه لسوريا بأنه “اعتذار واضح وصريح” لنظام الأسد.
وقال شراب لصحيفة القدس الفلسطينية “البيان يمثل تراجعا واضحا من قبل حماس عن موقفها السابق وحتى عن الموقف العام لتنظيم الاخوان المسلمين”.
وفي إشارة إلى الدور الذي لعبته إيران وحزب الله في تحقيق المصالحة بين الجماعة الإسلامية الفلسطينية وسوريا، أشار شراب إلى أن موقف حماس ينسجم مع التقارب الأخير بين تركيا ونظام الأسد.
ادعى مسؤول في السلطة الفلسطينية أن قرار حماس بإعادة العلاقات مع نظام الأسد جاء بضغط من إيران.
وقال المسؤول إن “الإيرانيين هددوا بوقف تمويل حماس. على ما يبدو، ليس كل قادة حماس سعداء بتطبيع علاقات مجموعتهم مع سوريا. القرار سيسبب شرخا داخل حماس”.
في غضون ذلك، انتقد العديد من الفلسطينيين حماس لتجديد علاقاتها مع نظام الأسد الذي قالوا إنه مسؤول عن مقتل آلاف الفلسطينيين.
وعلق المحلل السياسي ياسر زعترة على تويتر قائلاً: “بدلاً من إصدار بيان مطول تضامنًا مع نظام الأسد، كان ينبغي على قيادة حماس أن تنشغل بالوضع المهم في الضفة الغربية. بشار دمر سوريا، والثناء عليه خطيئة. حماس تجاهلت مشاعر غالبية الفلسطينيين”.
اتهام حماس بـ’الدعارة السياسية ‘
أدان كاتب عمود فلسطيني تحرك حماس ووصفه بأنه “دعارة سياسية” وقال إن الحركة قررت الانضمام إلى “نظام بشار الأسد القاتل”.
ووصف المعلق الفلسطيني إبراهيم حمامي قرار حماس بأنه “كارثي ومأساوي”.
أشارت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا ومقرها لندن، وهي منظمة حقوقية تراقب وضع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا التي مزقتها الحرب، إلى أن 4121 فلسطينيًا قتلوا هناك منذ بداية الحرب الأهلية في عام 2011.
وكشفت المجموعة عن وجود أكثر من 1800 فلسطيني في السجون السورية بينهم 110 نساء. ووفقاً للمنظمة، لقي 636 فلسطينياً حتفهم جراء التعذيب في السجون السورية.
كما انتقدت هيئة علماء المسلمين في العراق، التي تمثل العديد من الشخصيات الدينية السنية، حماس لإعادة علاقاتها مع النظام السوري “على حساب الشعب السوري المظلوم والمضطهد”. وقالت الجماعة إن الخطوة لن تحقق شيئًا مهمًا للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
المصدر: صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية
ترجمة: أوغاريت بوست