أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – كان واضحاً من الترويج الروسي في الآونة الأخيرة، حول “تحضيرات مسلحين” لاستفزازات كيماوية أو تحضير لهجمات على مناطق تسيطر عليها قوات الحكومة السورية ضمن محافظة إدلب، وأن الفصائل تتجهز لعملية عسكرية مضادة للسيطرة على مناطق خسرتها، من أن موسكو تبحث عن ذرائع وحجج للتصعيد العسكري في شمال غرب سوريا.
قتلى وإصابات بغارات جوية غرب إدلب
وبعد غياب دام نحو 10 أيام، عاودت الطائرات الحربية الروسية قصفها على المناطق الغربية بمحافظة إدلب ضمن منطقة “خفض التصعيد” وسط الحديث عن سقوط أكثر من 25 قتيل وجريح نتيجة هذه الغارات الجوية.
وفي التفاصيل، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، مساء الخميس، أن الطائرات الحربية الروسية جددت غاراتها الجوية على محيط قرية حفسرجة بريف إدلب الغربي، بعد أكثر من 10 ساعات عن قصف المنطقة بـ14 غارة.
وتعد الضربات الجديدة هي الثانية في شهر أيلول/سبتمبر الجاري، وجاءت بعد أكثر من أسبوع من الضربات الأخيرة في 31 آب/أغسطس الفائت، التي طالت كل من محيط قرية سرجة وأطراف إدلب بغارتين جويتين، وهي مناطق فيها معسكرات لفصائل المعارضة المسلحة.
ووثق المرصد مقتل 7 مواطنين وإصابة 15 آخرين نتيجة الغارات الجوية التي طالت قرية حفسرجة ومناطق سهل الروج غرب مدينة إدلب، مع تعرض المنطقة لقصف بصاروخ أرض – أرض بقنابل عنقودية.
“حميميم” يتحدث عن استهداف للإرهابيين
“المركز الروسي في سوريا – حميميم” قال أن القوات الروسية دمرت معسكراً “للإرهابيين” وقضت على أكثر من 120 مسلحاً في سوريا، وأوضح أوليغ إيغوروف نائب رئيس المركز أن “القوات الجوية الروسية دمرت اليوم معسكرا لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي في منطقة الشيخ يوسف، وقضت بغارات جوية على أكثر من 120 مسلحا ودمرت أربع نقاط لإطلاق الطائرات المسيرة”.
وبحسب المسؤول العسكري الروسي فأنه تم تدمير كمية من القواذف وحوالي 20 طائرة بدون طيار يديوة الصنع، أعدها “الإرهابيون للهجوم على مواقع القوات الروسية في سوريا”.
تصعيد جديد مع عقد اجتماع بين مملوك وفيدان
ويأتي هذا التصعيد العسكري في وقت هدأت التصريحات الإعلامية لأنقرة حول التقارب وإعادة تطبيع العلاقات مع دمشق برعاية ودعم روسي كامل، في وقت رأى البعض أن هذا التصعيد مؤشر على مرحلة عنف جديدة ستشهدها هذه المناطق بموافقة تركية تمهيداً لعمليات عسكرية جديدة قد تحدث لإعادتها “لسيطرة الدولة”، وهو البند الذي وافقت عليه تركيا في اجتماعات سوتشي وطهران.
كما أن هذا التصعيد جاء مع حديث عن لقاء جرى بين رئيسي الاستخبارات السوري والتركي، للتباحث حول إعادة العلاقات بين أنقرة ودمشق.
وكشف موقع “إنتليجنس أونلاين” الفرنسي، أن لقاءاً جمع بين مدير المخابرات السورية، علي مملوك، ونظيره التركي، هاكان فيدان، مضيفا أن الاجتماع كان برعاية روسية، وأشار الموقع إلى أن الاجتماع لم يكن “مقنعاً”، إلا أنه سمح للجانبين بعرض مطالب كل منهما.
مطالب دمشق وأنقرة لعودة العلاقات
وتطالب الحكومة السورية بـ”جدول زمني” للانسحاب التركي، بينما تتمسك أنقرة بـ”مناطق آمنة” شمال سوريا، بحسب الموقع، كما أن الجانب الروسي يواصل وساطته لردم الفجوة والبناء على اهتمام الجانبين.
كما تضمنت المطالب السورية احترام السيادة وإعادة إدلب واستعادة السيطرة على معبر باب الهوى، وفتح طريق “إم 4″، ومساعدتها على تخطي العقوبات الغربية، وعودتها إلى الجامعة العربية، والمساعدة في إعمار سوريا، ومساعدة الحكومة على استعادة السيطرة على الثروات الطبيعية من نفط وغاز وزراعة.
أما مطالب تركيا، فتشمل، عملاً جدياً ضد “حزب العمال الكردستاني”، والتعاون بين أجهزة الأمن في البلدين، ومفاوضات مع المعارضة السورية المدعومة من تركيا للوصول إلى تسوية سياسية، وعودة اللاجئين السوريين، وإنشاء مناطق آمنة في حلب ومناطق أخرى بعمق 30 كلم، ومساعدة وتسهيل عمل اللجنة الدستورية السورية.
“لا للتعليق على عودة العلاقات”
بدورها نقلت صحيفة “الوطن” المحلية عن “مسؤول مقرب من الحكومة التركية”، أن “الرئاسة التركية أصدرت أوامر لمسؤوليها بالامتناع عن التصريحات حول تطوّرات المصالحة مع سوريا، بهدف إبعاد ملف تقارب أنقرة مع دمشق عن التجاذبات الإعلامية”.
ولفت إلى أن السبب وراء ذلك “حساسية الملف بالنسبة للرأي العام” ما لم يتم إحراز تقدم حقيقي يخدم أجندة التحالف الحاكم لكسب أصوات انتخابية، في الانتخابات القادمة، وأشار إلى أن دمشق والقيادة العسكرية في تركيا، تولُي أهمية خاصة باجتماعات أجهزة الاستخبارات السورية – التركية السرّية لضمان نجاحها والبدء بحوار سياسي.
إعداد: علي إبراهيم