دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

بروفيسور أمريكي لأوغاريت بوست: هناك ارتباط بين ما يجري في إدلب وشرق الفرات، وتركيا في موقف ضعيف ولن تهاجم مناطق شمال وشرق سوريا

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يبدو أن كل تفاهم أمريكي تركي في شمال سوريا، يقابله تصعيد بين تركيا وروسيا في شمال غربها، وكل تفاهم بين روسيا وتركيا في سوريا يقابله تصعيد أمريكي. بحسب أوساط سياسية.

وهذا يبرهن أن الأوضاع في سوريا متداخلة ومتشابكة مع بعضها البعض، ولا يمكن فصل ما يجري في شمال غرب سوريا بما يجري في شمال شرقها، خصوصاً ان الأطراف الدولية والإقليمية المتدخلة في سوريا لها حساباتها ومصالحها الخاصة في البلاد.

تهديد تركي لشرق الفرات.. وتصعيد امريكي في خفض التصعيد

وتقول أوساط سياسية أن واشنطن أوقفت اندفاعتها حيال تطبيق التفاهمات مع تركيا بخصوص المنطقة الآمنة، ما أدى بالأخيرة لإطلاق تهديدات جديدة ضد مناطق شرق الفرات.

ومع إعلان موسكو الأسبوع الماضي عن هدنة مؤقتة في منطقة خفض التصعيد في إدلب، بعد أيام قليلة من زيارة للرئيس رجب طيب أردوغان إلى روسيا، شنت الولايات المتحدة هجمات على مواقع يتحصن فيها عناصر من تنظيم “حراس الدين” داخل المنطقة، الأمر الذي سارعت موسكو وتركيا بانتقاده معتبرين “أن الهدف هو إفشال الهدنة وإعادة خلط الأوراق في خفض التصعيد”.

بالتوازي مع ذلك برزت مؤشرات على تباطؤ في وتيرة العمليات لإنشاء المنطقة الآمنة في شرق الفرات من ناحية واشنطن وانقرة، بالرغم من تنفيذ قوات سوريا الديمقراطية للخطوات الأولى حيال التفاهم بين البلدين، حيث انسحبت الوحدات العسكرية لقسد من مناطق حدودية في تل أبيض ورأس العين، وذلك في إطار الآلية الأمنية المتفق عليها بين واشنطن وانقرة بالتنسيق مع قسد.

وقال المتحدث باسم التحالف الدولي قبل يومين، ” شون روبرتسون إن التحالف متمسك بدعم قوات سوريا الديمقراطية باعتبارهم حلفاء، ولعبوا دورا رئيسيا في الحرب على داعش.

ارتباط الاوضاع بين شمال شرق سوريا بشمال غربها

البروفيسور الامريكي غبريال صوما عضو المجلس الاستشاري للرئيس الامريكي دونالد ترامب قال في تصريح لـ أوغاريت بوست، أن هناك ارتباط بين ما يجري في إدلب وما يتم الاتفاق عليه بين الولايات المتحدة وتركيا في شمال شرق سوريا، وأضاف، “ولكن لا اعتقد أن هذا التفاهم بين أمريكا وتركيا سوف يقابله تصعيد في إدلب من جانب روسيا، أجد بأن الولايات المتحدة وروسيا هما على اتصال للحؤول دون صدام عسكري بينهما، وهذا ما حصل منذ أيام عندما قصفت الطائرات الأمريكية مواقع للقاعدة في إدلب”.

التفاهم الأمريكي التركي بخصوص المنطقة الآمنة “بسبب تهديدات أردوغان”

وفيما يخلص الخلافات الأمريكية التركية التي برزت في الآونة الاخيرة حول المنطقة الآمنة قال صوما، “التفاهم الأمريكي التركي هو لوقف التوتر بسبب تهديدات أردوغان للمنطقة، ولكن لايزال الغموض يدور حول حجم المنطقة الآمنة وكيفية إدارتها”.

مشيراً إلى انه “في الوقت الحاضر يوجد عملية تنسيق مشتركة بين البلدين ولكن المحادثات لاتزال جارية فيما يتعلق بالتفاصيل، وكما نعلم وحدات حماية الشعب YPG انسحبت من تل أبيض ورأس العين”، منوهاً أنها (الوحدات) كانت “القوى الأساسية في القضاء على داعش”.

تركيا في موقف ضعيف ولا يمكنها شن عملية عسكرية في شرق الفرات

وحول إمكانية شن تركيا لعملية عسكرية في شرق الفرات قال صوما، “اعتقد ان تركيا هي في موقف ضعيف في الوقت الحاضر لان علاقتها سيئة مع الدول العربية مثل مصر والسعودية وليبيا ومع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بشأن منظومة إس-400، وكذلك مع اليونان وقبرص”.

واشار إلى ان “هناك مشاكل داخلية.. مثلاً الانتخابات التي جرت في اسطنبول مؤخراً، ومسألة إقالة 3 رؤساء بلديات من الأكراد من مناصبهم، وهناك من يعتقد بأنه قد يقوم بنفس العملية بإقالة عمدة اسطنبول ايضاً، فإذا لا اعتقد بانه اذا قرر الهجوم على تلك المنطقة سيكون بموقف قوة”.

وتابع، “اعتقد انه (تركيا) في موقف ضعيف في الوقت الحاضر، وليست عملية سهلة أن يقوم بأي عمل عسكري عدائي ضد شمال وشرق سوريا وضد قوات قسد، لأنه سوف يواجه بقوة من قبل هذه الجماعات”.

إعداد: ربى نجار