دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

بعد “قمة طهران”.. سوريا من شمالها إلى جنوبها تشتعل ومخاوف من عودة البلاد لدائرة الصراعات المسلحة من جديد

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تشتعل المناطق السورية من الشمال إلى الجنوب، بعد أيام قليلة من انتهاء “قمة طهران” بين الدول الضامنة لمسار آستانا (روسيا وتركيا وإيران)، حيث التصعيد العسكري في الشمال بشقيه الشرقي والغربي، وانتفاضة محافظة السويداء والتهديد بشن عملية عسكرية جديدة في مدينة طفس بمحافظة درعا.

مناطق المعارضة.. تصعيد عنيف وحديث عن صفقات

منطقة “خفض التصعيد”.. تشهد هذه المنطقة تصعيداً عسكرياً عنيفاً من قبل قوات الحكومة السورية وروسيا، فبعد أن كان سلاح الجو الروسي بعيداً عن أجواء المنطقة؛ عادت المقاتلات الروسية لاستهداف مناطق غرب إدلب، إضافة إلى قصف واشتباكات بشكل يومي بين قوات الحكومة السورية وفصائل المعارضة، وكل ذلك يحصل وسط الحديث عن نية المعارضة شن عملية عسكرية ضد قوات الحكومة لاسترجاع مناطق خسرتها خلال آخر حملة عسكرية في 2020.

مناطق سيطرة فصائل “الجيش الوطني السوري”.. تشهد مناطق “درع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام” اشتداد المعارك على خطوط التماس مع قوات الحكومة السورية و قوات “تحرير عفرين” من جهة، وفصائل المعارضة الموالية لتركيا من جهة أخرى، فخلال 24 ساعة الماضية، اندلعت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة، بين أطراف الصراع على محور حربل بريف حلب الشمالي، تزامن ذلك مع قصف متبادل بالأسلحة الثقيلة.

سبق ذلك اشتباكات أخرى بين “الجيش الوطني” وقوات الحكومة السورية والمسلحين الموالين لها فجر السبت، استخدم خلالها أسلحة ثقيلة، على محاور التماس في مدينة تادف بريف حلب الشرقي.

وكانت المدفعية التركية تدخلت قبل أيام لاستهداف قوات الحكومة السورية و “تحرير عفرين” بعد تقدمهم على جبهة مارع ضد فصائل المعارضة الموالية لأنقرة لكيلومترات عدة، وذلك ما أدى لانسحاب القوات المتقدمة لوراء خطوط النار، دون أي معلومات عن خسائر بشرية أو إصابات.

هل حقاً باعت تركيا المعارضة ؟

هذا التصعيد العسكري في مناطق سيطرة “تحرير الشام” و “الوطني السوري” يأتي وسط حديث عن “بيع تركيا للمعارضة بشقيها السياسي والعسكري لروسيا وإيران”، وعودة سيطرة الحكومة السورية على تلك المناطق، بموافقة تركية، وما حديث وزير الخارجية التركي تشاويش أوغلو قبل أيام عن التعاون مع دمشق إلا دليل على ما ذكر، بحسب محللين سياسيين.

ووفق المعلومات فإن المعارضة المسلحة ستقوم روسيا بإجراء “تسويات ومصالحات” على شاكلة مناطق الجنوب السوري، مع إرسال تركيا للقسم الآخر لخوض حروب بالنيابة عنها، حيث يجري الحديث عن إرسال مئات المقاتلين إلى اليمن، بينما من يرفض التسويات يتم تصفيته.

“بموافقة روسية إيرانية”.. تركيا تغتال قادة قسد

شمال شرق سوريا.. منذ قمة “طهران” صعدت القوات التركية من هجماتها على هذه المناطق بشكل عنيف وغير مسبوق، حتى أن القصف طال مناطق كانت خارج الصراع والعنف طيلة السنوات الماضية، كريف مدينة القامشلي.

إضافة لذلك كله اتخذت أنقرة من “سياسة الاغتيالات” عبر الطائرات المسيرة و “العمليات الاستخباراتية” لاستهداف قادة قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي، مع قصف شديد على المناطق الممتدة من تل تمر بريف الحسكة وصولاً إلى عين عيسى و عين العرب/كوباني و منبج وتل رفعت.

القبض على “عملاء وجواسيس”

وسط اتهامات من قبل قوى الأمن الداخلي “الأسايش” للقوات الروسية في عين عيسى بإعطاء الإحداثيات لتركيا؛ التي تقوم طائراتها المسيرة باستهداف عناصرها وقياداتها، بينما كشفت قوات قسد، يوم الاحد، عن القبض على شبكة “جواسيس وعملاء” كانوا المسؤولين عن إعطاء تركيا للإحداثيات والمعلومات حول مكان تواجد قادتها واستهدافهم.

وأكدت العشرات من التقارير الإعلامية، أن تركيا في وقت لم تحصل على ضوء أخضر من روسيا وإيران لشن هجوم على المنطقة، إلا أنها تمكنت من إقناعهم بمواصلة التصعيد والتهديد، لإجبار قسد على تقديم تنازلات لدمشق.

الجنوب (السويداء ودرعا) على صفيح ساخن

أما في الجنوب (السويداء ودرعا).. شهدت مدينة السويداء خلال الأسبوع الماضي، “انتفاضة” واشتباكات عنيفة بين فصائل مسلحة محلية مع مجموعة مسلحة تابعة للامن العسكري، انتهت هذه الاشتباكات بقضاء أهالي السويداء على أهم أذرع الحكومة في المحافظة “مسلحي راجي فلحوط”، وذلك في وقت يتم الحديث عن مخطط للحكومة ضد السويداء بالسيطرة عليها عبر الاستخبارات والأمن وقوات حزب الله اللبناني.

بينما في درعا، تعيش مدينة طفس شبح حرب جديدة، وسط تهديدات الحكومة بشن عمليات عسكرية مع استقدام تعزيزات عسكرية لمحيط المدينة، وسط مساعي محلية لتهدئة الأوضاع، حيث عقد اجتماع بين أهالي المدينة مع ضباط روس وآخرين للحكومة، طالب أهالي المدينة بسحب التعزيزات العسكرية.

“داعش” ذريعة دمشق للسيطرة على كامل درعا

ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن رئيس “فرع الأمن العسكري” لؤي العلي أصر على تثبيت حاجز عسكري على طريق طفس – درعا، بحجة أن المنطقة خط إمداد لتنظيم داعش، بينما رفضه أعضاء لجنة طفس.

وتتذرع قوات الحكومة السورية “بوجود خلايا لداعش” في تلك المناطق وأن عليها القيام بحملات أمنية لمطاردة هذه الخلايا والقضاء عليها، بينما يعلم أهالي درعا أن ذلك حجة لبسط الحكومة سيطرتها على مناطق أخرى وإخضاع أهلها وتهجير من يرفض وجودها للشمال.

إعداد: ربى نجار