أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعدما أبدى وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو استعداد أنقرة للتعاون مع الحكومة السورية في شن حرب على قوات سوريا الديمقراطية، كشفت تقارير إعلامية روسية متخصصة بالمجال العسكري عن مناورات عسكرية واسعة وبالذخير الحية بين قوات الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية “قسد” وهي الاولى من نوعها بإشراف روسي بريف حلب الشمالي.
مناورات عسكرية واسعة بين قوات سورية مشتركة
ونشر موقع (rusvesna.su) الروسي، أن قوات الحكومة السورية أجرت مناورات عسكرية مشتركة هي الأولى من نوعها مع قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، في محافظة حلب شمال سوريا، وأشارت إلى أن هذه المناورات التي هي الأولى من نوعها بين القوتين السوريتين جاءت بمشاركة وإشراف روسي، في إطار التفاهم العسكري بين القامشلي ودمشق في 2019.
وكانت القيادات العسكرية في قوات الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية اتفقا في 2019، إبان العملية العسكرية التركية “نبع السلام” على انتشار قوات حرس الحدود السورية على طول الحدود مع تركيا، وذلك لإيقاف العملية العسكرية في ذاك الوقت.
المناورة تأتي في إطار “ردع العدوان التركي”
ونشر الموقع الروسي، مقطع فيديو يظهر “مناورات عسكرية مشتركة واسعة النطاق” للجانبين بقيادة مدربين روس في إطار “ردع العدوان التركي في شمال سوريا”، حيث شاركت قسد من خلال سلاح المدفعية الثقيلة مع قوات خاصة في تمرين واسع النطاق لفرض حواجز مائية في محيط حلب.
ببنما قامت وحدات هندسية تابعة لقوات الحكومة السورية ببناء معابر عائمة، في مواجهة نشطة لعدو افتراضي، حيث تمّ نقل وحدات المشاة والدبابات التابعة لقوات الحكومة إلى الضفة المقابلة، وأشار الموقع إلى نجاح أطقم الدبابات السورية، التي دربها مدربون روس، في القيادة تحت الماء ودخول المعركة بدعم من الطائرات الهجومية والمدفعية التابعة لقسد.
إضافة لذلك عملت أطقم الدفاع الجوي على تدمير الطائرات بدون طيار.
“سوريا سترد على أي عمل عسكري بقوة”
الموقع نقل أيضاً عن مصدر “عربي” لم يسميه، بأنه “على تركيا أن تأخذ بعين الاعتبار أن سوريا سترد عليها بقسوة في حال بدء العملية العسكرية”.
ومنذ أن أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نية بلاده بتوسيع “المنطقة الآمنة” شمال سوريا، وشن عمليات عسكرية جديدة على مناطق نفوذ قوات سوريا الديمقراطية، دفعت قوات الحكومة السورية بتعزيزات عسكرية ضخمة ونوعية إلى خطوط التماس مع المناطق الخاضعة للقوات التركية وفصائل “الجيش الوطني”.
إضافة لوصول تعزيزات عسكرية إيرانية أيضاً للمناطق الشمالية لمحافظة حلب، خاصة تل رفعت ونبل والزهراء، وذلك لحماية المناطق الشيعية من أي هجوم تركي محتمل.
ومنذ شهرين يحاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الحصول على ضوء أخضر روسي إيراني وأمريكي أيضاً لشن عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا، تقلصت أهدافها شيئاً فشيئاً من عملية على طول الحدود وبعمق 30 كيلومتراً إلى عملية محدودة على بلدتين صغيرتين هما “منبج وتل رفعت”، وهذا أيضاً لم تحصل أنقرة الموافقة عليه.
تركيا لا تستطيع الهجوم دون فتح المجال الجوي.. ومحاولات لمغازلة دمشق
وباتت تركيا تدرك تماماً عدم استطاعتها شن عملية عسكرية في مناطق تقع غرب الفرات، مع وجود هذه القوى العسكرية للقوات الحكومية والإيرانية وسط رفض روسي، ولذلك حاولت خلال الأيام الماضية ترطيب الأجواء مع دمشق في محاولة منها لجرها لشن حرب مشتركة ضد قسد، وذلك بدفع فصائلها المسلحة مع فتح المجال الجوي لها لإشراك سلاح الطيران.
حيث قال وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، قبل أيام، أن أنقرة مستعدة لتقديم الدعم الكامل لدمشق للحرب ضد قسد التي وصفها “بالتنظيم الإرهابي”، واعتبر الوزير التركي أن من حق دمشق أن تزيل “هذا التنظيم الإرهابي من أراضيها لكن عليها أن لا تعتبر المعارضة المعتدلة إرهابية”.
تصريحات الوزير التركي أشعلت مخاوف في قلوب الشارع المعارض والسياسيين والعسكريين في أن تركيا قد تتخلى عنهم وتسلم ما تبقى من مناطقهم إلى الدولة السورية، وهو بند وقعت عليه تركيا في قمة طهران الأخيرة، وعليه خرجت تظاهرات في مدن تسيطر عليها فصائل “الوطني السوري” تندد بتصريحات تشاويش أوغلو وتطالب أنقرة عوضاً عن ذلك بفتح الجبهات مع قوات الحكومة السورية للعودة إلى منازلهم.
وترى أوساط سياسية أن هذه المناورات العسكرية الواسعة والأولى من نوعها التي جرت بين قوات الحكومة ودمشق، حيث “الجيش السوري وقسد في دبابة واحدة” تؤكد الموقف الروسي والإيراني الرافض لأي عملية عسكرية تركية جديدة، وأن أي مغامرة سيكون هناك رد من جانب السوريين أنفسهم بدون تدخل روسي (الذي لن يفتح المجال الجوي) وإيران.
إعداد: علي إبراهيم