أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – ساعات من الاشتباكات العنيفة بين الفصائل المحلية في السويداء وعلى رأسها حركة رجال الكرامة مع مسلحين بزعامة راجي فلحوط التابع للأجهزة الأمنية الحكومية وبشكل خاص الأمن العسكري في بلدتي سليم وعتيل بريف المحافظة الشمالي حيث المقر الرئيسي لما تسمى “قوات الفجر” المسؤولة عن الكثير من عمليات الخطف والقتل في السويداء خلال السنوات الماضية.
“الفلحوط” أسير والحكومة في موقف المتفرج
نهاية وصفت بالسوداء والمتوقعة لهذه المجموعة المسلحة أسفرت عن قتلى وأسرى بينهم متزعمهم راجي فلحوط بحسب مواقع إخبارية محلية والتي قالت إن حركة رجال الكرامة استطاعت أسر “فلحوط”، ترافق ذلك مع خروج المئات من أهالي السويداء فرحاً وابتهاجاً، وسط حالة من الاستغراب لعدم تدخل قوات الحكومة أو الأجهزة الأمنية لإنقاذ مجموعة “قوات الفجر” التابعة لها حيث عمدت خلال الفترة الماضية إلى تقوية مجموعات مسلحة تقوم بتجارة المخدرات والاغتيالات إلى جانب تجنيد عشرات الشبان ضمن صفوف القوات الإيرانية بهدف تقوية نفوذها على حساب الفصائل المحلية.
التطورات المتسارعة والاستثنائية في محافظة السويداء جاءت مع دعوة الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية الأهالي عبر مكبرات الصوت للنفير العام والتصدي لمجموعة “فلحوط” والتعامل معهم بحزم، مطالبة فصائل السويداء بالتنسيق فيما بينهم والدفاع عن المدنيين.
من إفتعل شرارة المواجهات في السويداء؟
واندلعت شرارة المواجهات في محافظة السويداء قبل عدة أيام بعد قيام مجموعة راجي فلحوط التابعة للأمن العسكري بخطف 9 مدنيين وعدد من الطلاب عن طريق حواجزها المنتشرة بين البلدات، ما دفع الأهالي لإغلاق طريق السويداء – دمشق الدولي وكافة مداخل مدينة شهبا، كما احتجزوا 4 ضباط من الأجهزة الأمنية الحكومية بينهم ضابطان برتبة عقيد، في مسعى لوقف عمليات الاعتقال والخطف العشوائي وللإفراج عن جميع المدنيين المخطوفين.
جاء ذلك بالتزامن مع دعوة ناشطون لمظاهرات سليمة تعبيراً عن الغضب الشعبي من ممارسات مجموعة “فلحوط” تجاه الأهالي، حيث رفع الناشطون لافتات تتهم إيران بالوقوف وراء الجرائم والانتهاكات في المنطقة، وهتف المتظاهرون بعبارات مناهضة ضد حزب الله اللبناني، إذ تتصدر محافظة السويداء على مستوى سوريا النسبة الأعلى بمعدلات الخطف والسطو المسلح وتجارة المخدرات.
الحكومة متورطة بالاغتيالات والإتجار بالمخدرات
كل هذه الأحداث في محافظة السويداء التي تتمتع بخصوصية من حيث الإدارة الخاضعة فعلياً لفصائل محلية مسلحة والرئاسة الروحية للطائفة الدرزية فيما يعتبر تواجد الحكومة فيها شكلياً، ولهذه الأسباب عمدت الأجهزة الأمنية منذ عام 2011 إلى دعم وتمويل مجموعات مسلحة قامت بتشكيلها لأهداف معينة حيث تنحصر مهمتها الرئيسية بإحداث الفوضى وخلق حالة من عدم الاستقرار عبر تشكيل عصابات للخطف والاغتيالات والسطو المسلح وإحداث تفجيرات في المناطق السكنية والأسواق يضاف إلى ذلك الإتجار بالمخدرات وهو ما كشفت عنه صفحات إخبارية قالت إن الفصائل المحلية عثرت عند اقتحام المقر الرئيسي لراجي فلحوط على كميات كبيرة من حبوب الكبتاغون المخدرة بالإضافة إلى مكابس تستخدم لتجهيز هذه المواد التي يتم نقلها للأردن ثم إلى دول أخرى.
كل هذه الأفعال من قبل الحكومة كانت تهدف بالدرجة الأولى لإضعاف الفصائل المحلية التي تتمتع بشعبية واسعة مقابل تقوية المجموعات المسلحة التابعة لها وبالتالي إفشال خطط الفصائل في قدرتها على حماية المنطقة والحفاظ على أمن واستقرار محافظة السويداء ناهيك عن عمليات الخطف المفتعلة من قبل الأجهزة الأمنية الحكومية بين درعا والسويداء وذلك لخلق توترات بين المحافظتين تؤدي في النهاية إلى اشتعال نزاع طائفي قد يمتد لسنوات طويلة.
إعداد: يعقوب سليمان