أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يلتقي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في منتجع سوتشي على البحر الأسود يوم الـ 5 من شهر آب/أغسطس القادم، وذلك للتباحث حول ملفات عدة إقليمية ودولية، وبالطبع الملف السوري سيكون حاضراً في القمة المرتقبة التي سيسعى الرئيس التركي مرة أخرى؛ أخذ الضوء الأخضر الروسي لشن عملية عسكرية في شمال شرق سوريا.
قمة بين بوتين وأردوغان في سوتشي
وبعد الرفض الروسي الإيراني خلال “قمة طهران”، لم تتخلى تركيا بعد عن فكرة إنشاء ما تقول أنقرة أنها “منطقة آمنة” على الشريط الحدود بين سوريا وتركيا، وبعمق 30 كيلومتراً، ليتم فيما بعد إعادة مليون إلى مليون ونصف لاجئ سوري مقيمين في تركيا إليها، وهذه المنطقة التي بدأت تركيا بالحديث عنها لأول مرة منذ 2013، لن تحصل إلا بعمليات عسكرية تكون بمباركة روسية أمريكية وإيرانية أيضاً.
وفي بيان له، مساء الثلاثاء، كشف الكرملين على لسان المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف ، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيجتمع مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان في منتجع سوتشي في الخامس من آب/أغسطس القادم، وأوضح المسؤول الروسي أن الزعيمين سيناقشان المشاكل الإقليمية والعلاقات الثنائية.
وتشدد أوساط سياسية ومتابعة للملف السوري، أن بالرغم من أن الاجتماع سيبحث في الدرجة الأولى ملف الحرب في أوكرانيا ومسألة تصدير الحبوب الأوكرانية للعالم، إلا أن الرئيس التركي سيحاول مجدداً إقناع نظيره الروسي بأخذ الموافقة “لغزو شمال سوريا”، مشيرين إلى أن قرار أي عملية عسكرية تركية في سوريا هو بيد بوتين أكثر من أي طرف آخر متدخل في الأزمة السورية.
ماذا ستستفيد روسيا من هجوم تركيا على الشمال ؟
وأضافت تلك الأوساط أن روسيا قد توافق على النوايا التركية، كونها ستضعف قوات سوريا الديمقراطية وتقلص مساحة سيطرتهم إضافة لإمكانية أن تنسحب القوات الأمريكية من البلاد، وهو ما سبق أن طلبته روسيا وإيران وتركيا خلال قمة طهران وأيضاً تريده الحكومة السورية، مرجحين أنه في حال بدأ أي هجوم فإن الولايات المتحدة ستكون مجبرة مجدداً بسحب قواتها من شمال سوريا، كما حصل في 2019.
ويمكن أيضاً أن تقدم أنقرة مناطق تحت نفوذها للروس والإيرانيين مقابل السماح لها بشن عمليتها العسكرية، حيث هناك حديث عن امكانية تغاضي تركيا عن هجوم لقوات الحكومة وإيران على مناطق سيطرة “فصائل الوطني” في “درع الفرات وغصن الزيتون” بدعم جوي روسي، حيث تشهد تلك المناطق منذ أيام تصعيد عسكري عنيف.
“عمليات محدودة” .. وعروض روسية إيرانية لتركيا
آراء أخرى خرجت أن الرئيس الروسي في حال قبوله بأي عملية عسكرية تركية في شمال سوريا، فإنها ستكون محدودة جداً، حيث تضعف قوات سوريا الديمقراطية ويمكن أن تقدم تنازلات أكثر لدمشق في الشق العسكري والسياسي، كما ستقلل من النفوذ الأمريكي، مشيرين إلى إمكانية أن تدفع روسيا أنقرة للهجوم على مناطق “شرق الفرات” وهي مناطق نفوذ التحالف وأمريكا، مستبعدين أن توافق موسكو أن توسع تركيا نفوذها على حسابها في سوريا.
وكانت تقارير إعلامية أكدت أن روسيا وإيران عرضتا على تركيا تقديم إحداثيات ومواقع قيادات قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرق سوريا، لاستهدافها، وذلك مقابل إلغاء العملية العسكرية في الشمال، وهو ما وافقت عليه تركيا.
وبذلك تحقق تلك الأطراف غاياتها، فمن جهة سيتم إضعاف قسد بعد استهداف قادته بالصف الأول، ومن جهة أخرى تقوض مهمة التحالف وربما أفشالها، مع إضعاف الإدارة الذاتية، واحتمال أن تعود الحكومة لتلك المناطق (استلام وتسليم) وبالتالي عودة الأمور على ما كانت عليه قبل 2011، وهو ما سيرضي تركيا تماماً وتنهي ما تسميها “مخاوفها الأمنية” وكذلك طهران وموسكو حلفاء دمشق الذين يرغبون بعودة سلطة دمشق لكامل الأراضي السورية.
إعداد: ربى نجار