أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تستمر حالة الترقب في المناطق الشمالية السورية لما ستؤول إليه الأمور في الأيام القادمة، حيال التهديدات التركية وتجهيزاتها بشن عملية عسكرية جديدة،؛ قالت أنقرة أنها ستكون “أشمل وأوسع من باقي عملياتهم العسكرية”.
يتزامن ذلك مع تضارب الأنباء عن طلب قادة التحالف في سوريا من القوات العسكرية في مدينة منبج “بالانسحاب” وتسليم المدينة إلى القوات التركية دون قتال، فيما أكدت مصادر “عدم صحة هذه الأنباء”.
تصعيد عسكري.. “يستهدفون المناطق المدنية والآهلة بالسكان”
وتواصل القوات التركية وفصائل المعارضة الموالية لها قصف مناطق عدة في شمال سوريا تابعة “للإدارة الذاتية”، فخلال الساعات الـ24 الفائتة شهدت قرى وبلدات في منبج و عين عيسى وتل تمر وتل رفعت قصفاً تركياً عنيفاً.
وقالت مصادر محلية لشبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية، أن القصف الذي طال المناطق المذكورة، استهدفت بشكل مباشر منازل المدنيين، حيث أن تلك المناطق آهلة بالسكان، ولا نقاط عسكرية فيها، معتبرين أن ما يحصل هدفه “دفع الأهالي للهجرة وترك بيوتهم”.
التصعيد العسكري التركي يستمر على الرغم من مجيء السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام إلى المنطقة ووضعه لمقترح يمكن تجنيب المنطقة عملية عسكرية تركية، كما لم ترد أي معلومات حول موقف قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية حول هذه المقترحات، بينما كشفت مصادر معارضة بأن اجتماعاً سيعقد بين أطراف من قسد مع الاستخبارات التركية قريباً في عاصمة إقليم كردستان العراق.
التحالف لم يطلب تسليم منبج.. وهو مستعد للعودة
وفي السياق أيضاً، تداولت وسائل إعلامية قبل يومين، أن وفداً من التحالف الدولي ضم ضباطاً كبار من الجنسيات الأمريكية والبريطانية والفرنسية، زاروا مدينة منبج والتقوا قيادات “مجلس منبج العسكري”، حيث طلب التحالف من القيادات العسكرية “تسليم المدينة للقوات التركية دون قتال” وذلك لتجنب مناطق “شرق الفرات” عملية عسكرية واسعة.
إلا أن قيادي في المجلس الذي هو أحد التشكيلات العسكرية التابعة لقسد أكد عدم صحة ما تم تداوله إعلامياً، لافتاً إلى أن التحالف مستعد للعودة إلى منبج في حال انسحاب قوات الحكومة السورية.
وحول ذلك نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن أحد قيادات “مجلس منبج العسكري” (دون ذكر أسمه) أنه لا صحة لما تم تداوله من قبل إحدى وكالات الأنباء الدولية حول طلب أميركي بتسليم مدينة منبج للقوات التركية، ولفت المصدر العسكري بأن التحالف على أتم الاستعداد لإعادة الانتشار في حال انسحبت قوات الحكومة السورية من المدينة.
وأكد المرصد أن الاجتماع الذي ضم قادة التحالف مع قيادات مجلس منبج العسكري، في مدينة منبج، لم يتطرق إلى مثل هذه المطالب على الإطلاق، وأن كل ما تم تداوله إعلامياً عاري عن الصحة.
واعتبر المرصد السوري أن هذه الأنباء هي تندرج ضمن إطار “الحرب النفسية” التي تشهدها المنطقة خاصة مع استمرار الحديث عن عملية عسكرية تركية محتملة.
ونقل المرصد السوري عن القيادي في “منبج العسكري”، بأن القوات العسكرية مستعدة للدفاع عن المدينة في حال أي هجوم تركي، وأشار القيادي بأن اجتماع التحالف بقوات المجلس تمحور حول قضية تنظيم داعش الإرهابي والخلايا التابعة للتنظيم والمنتشرة في المنطقة.
وتابع أن وفد التحالف أكد للمجلس بأنهم مستعدون للانتشار في المنطقة في حال انسحاب قوات الحكومة السورية منها.
وكان وفد من التحالف الدولي ضم ضباط وعناصر من الأمريكيين والفرنسيين والبريطانيين زاروا منبج، لبحث الأوضاع في المنطقة.
وكانت تقارير إعلامية من بينها موقع “أحوال تركيا” أكدت أن التحالف طالب من قيادات مجلس منبج العسكري تسليم المدينة للقوات التركية دون قتال، وهو ما رفضته القيادات العسكرية في المدينة.
استبعاد خيار انسحاب قوات الحكومة وروسيا من منبج والسبب ؟
واستبعدت أوساط سياسية ومتابعة، بأن القوات الروسية والحكومية السورية قد تنسحب من مدينة منبج، خاصة وأن موقع المدينة استراتيجي بالنسبة لروسيا، حيث ترغب روسيا فتح الطرق الدولية في سوريا، وبدون منبج ذلك مستحيل، كون الطريق الدولي m-4، يمر من قلب المدينة، وسيطرة القوات التركية أو التحالف عليها يعني نهاية المساعي الروسية بفتح الطرق الدولية في سوريا على بعضها وانعاش الاقتصاد السوري والتبادل التجاري بين مناطق البلاد مرة أخرى.
وستكون الأيام القادمة، خاصة بعد مضي عيد الأضحى، حاسمة في شأن مصير المنطقة الشمالية الشرقية من سوريا، خاصة وأنه يجري الحديث عن أن الموعد المرتقب للعملية العسكرية التركية المحتملة قد يكون بعد انتهاء عيد الأضحى، بينما لا تزال مصادر سياسية ومتابعة تؤكد أنه “لا ضوء أخضر أمريكي روسي” لتركيا بعد.
إعداد: علي إبراهيم