أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – عند اجتياح القوات التركية في تشرين الأول/أكتوبر عام 2019 مدينتي رأس العين (المعروفة محلياً بسري كانيه) و تل أبيض/كري سبي شمال محافظتي الحسكة والرقة، عقدت قيادات قوات الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية “تفاهماً عسكرياً” بانتشار عناصر من “حرس الحدود” التابع لقوات الحكومة السورية على الحدود ما بين سوريا وتركيا، وذلك لوضع حدٍ للعملية العسكرية التركية حينها.
“تفاهم عسكري” بعد الترحيب بالمواقف والتصريحات
وبعد 3 سنوات، بدأت بعض نتائج هذه التفاهمات تظهر أكثر، مع تهديد تركي جديد بشن عمليات عسكرية في الشمال السوري.
ومنذ شهر لا يكف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإطلاق التهديدات للشمال السوري وأنه سيشن عمليات عسكرية ستكون الأكبر في سوريا، وذلك بهدف إنشاء ما يسمى “بالمنطقة الآمنة” لإعادة مليون إلى مليون ونصف لاجئ سوري إليها من المقيمين في تركيا، إلا أن المواقف الدولية وعدم أخذ أنقرة للضوء الأخضر الأمريكي والروسي خاصة، حال دون تنفيذ تهديداته إلى الآن.
وبعدما اعتبر مسؤولون من “الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا” أن التصريحات التي صدرت من قبل مسؤولي الحكومة السورية “ايجابية” حيال التهديدات التركية، كشفت مصادر عسكرية في قوات سوريا الديمقراطية، عن خطوات جديدة في إطار التفاهم العسكري بين القامشلي ودمشق في 2019، مع انتشار المئات من عناصر قوات الحكومة السورية في مناطق تهدد تركيا باجتياحها.
قسد: هناك احتمال لهجوم قوات الحكومة على الباب.. وتم عقد تفاهم عسكري لصد أي غزو تركي
وفي هذا الإطار قال مدير المكتب الاعلامي لقسد، فرهاد شامي، إن هناك تفاهم جديد بين قسد والحكومة، يفضي لاحتمالية أن تكون السيطرة على مدينة الباب بريف حلب ضمن الخطط الهجومية لقوات الحكومة، وأضاف “الشامي”، أن “ما حصل بين قسد ودمشق لم يكن اتفاقاً حديثاً، بل تفاهم عسكري لصد أي غزو تركي محتمل”.
وأشار، إلى أن 550 عنصرا من قوات الحكومة وصلوا إلى مناطق الإدارة الذاتية بعد تفاهم أولي حدث ليلة أمس (الأحد)، حيث تمركزوا في بلدة عين عيسى، إضافة لريف منبج والباب وكوباني، ولفت إلى أن “هؤلاء الجنود سوف يحاربون إلى جانب المجالس العسكرية إذا ما حصل أي هجوم، مشدداً على الحاجة في هذه الفترة إلى أسلحة ثقيلة كالدبابات والمدرعات، مضيفاً أن “التفاهم العسكري الأخير مع دمشق يخدم هذا الهدف”.
وحدات حماية الشعب: هناك تطور ايجابي بصيغة العمل المشتركة مع دمشق
بدوره قال المتحدث باسم وحدات حماية الشعب YPG، نوري محمود، أنهم يعملون مع الحكومة السورية لتطوير صيغة عمل مشترك ورسم خريطة دفاعية في مواجهة الهجمات التركية، مشيرا إلى وجود تطور إيجابي في هذا المجال، ودعا كلا من روسيا والتحالف الدولي، إلى ممارسة دورهما لوقف تركيا عن تنفيذ هجمات جديدة مشددا على أهمية الدور الروسي في الحفاظ على استقرار بالمنطقة، وايجاد حل يرضي الجميع ويكفل وحدة الأراضي السورية.
استمرار وصول التعزيزات العسكرية للشمال
وفي إطار التحركات العسكرية على الأرض، أفادت مصادر محلية، إن قوات الحكومة أرسلت تعزيزات عسكرية إلى مدينة القامشلي تمهيداً لتوزيعهم على النقاط الحدودية.
جاء ذلك بعد أن دفعت القوات التركية بأنظمة دفاع جوي ورادارات وطائرات حربية مقاتلة إلى مطار القامشلي، كما الحال في باقي المناطق الشمالية التي تعتبر من مناطق نفوذ القوات الروسية في سوريا، حيث شهد الشهر المنصرم استقدام القوات الحكومية والروسية والإيرانية لتعزيزات عسكرية ضخمة وبعتاد نوعي لخطوط التماس مع فصائل المعارضة المسلحة والقوات التركية.
وتأتي هذه التطورات بعد أن أبدت الحكومة السورية رفضها لأي عملية عسكرية تركية في شمال البلاد، وأنها مستعدة لقتال الأتراك إذا سنحت الفرصة، حيث اعتبر مسؤولون في الإدارة الذاتية أن موقف دمشق من التهديدات التركية “ايجابي” ولكنها مطالبة بموقف أكثر حزم، مشيرين إلى أن موقف دمشق من الهجوم التركي هذه المرة ليس كما كان عندما اجتاحت القوات التركية عفرين ومدينتي رأس العين وتل أبيض.
ويعول محللون سياسيون سوريون على أي تنسيق أو تعاون عسكري سياسي بين دمشق والقامشلي في مجال حماية الأراضي السورية وانهاء الأزمة في البلاد.
إعداد: ربى نجار