دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

عبداللهيان في دمشق لإقناعها بتوقيع “اتفاق سلام” مع تركيا.. فهل تنجح إيران بذلك وكيف سيؤثر هذا على الأوضاع في سوريا ؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد زيارة قام بها إلى تركيا استمرت عدة أيام، حط وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان رحاله في العاصمة السورية دمشق، وهو يحمل ملف “امكانية إقامة اتفاق سلام بين سوريا وتركيا”، في الوقت الذي تهدد تركيا بشن عمليات عسكرية هي الأوسع منذ بدء تدخلها العسكري عام 2015.

مع استمرار التصعيد العسكري.. إيران تتحدث عن “اتفاق سلام بين دمشق وأنقرة”

ومع استمرار التصعيد العسكري للقوات التركية وفصائل المعارضة في “الجيش الوطني”، كشف وزير الخارجية الإيراني عبداللهيان عن مساعي بلاده لتوقيع اتفاق سلام بين أنقرة ودمشق، معتبراً أن ما حصل خلال السنوات السابقة من عمر الأزمة السورية “مجرد سوء تفاهم” بين الطرفين !.

وقال عبد اللهيان، إن إحلال السلام بين تركيا والحكومة السورية ضمن أهداف زيارته لدمشق، وأضاف “استكمالاً لزيارتي إلى تركيا التي استمرت 4 أيام، لابد من إجراء مشاورات مع المسؤولين السوريين”، وتابع، “جزء من زيارتي إلى سوريا يهدف إلى إحلال السلام والأمن في المنطقة بين سوريا وتركيا، باعتبارهما دولتين تربطهما علاقات مهمة مع إيران”.

وأوضح الوزير الايراني، أن “الجزء الآخر من رحلته هو متابعة العلاقات الثنائية والتشاور مع الرئيس السوري بشار الأسد ووزير الخارجية وكبار المسؤولين السوريين بشأن مختلف القضايا الموجودة على الصعيدين الإقليمي والدولي.

الأسد: الادعاءات التركية لتبرير هجماتها على سوريا باطلة ولا علاقة لها بالواقع

واستقبل الرئيس السوري بشار الأسد، عبداللهيان، حيث تباحث الطرفان العلاقات الثنائية والتحديات المشتركة والتعاون الوثيق بين البلدين في مختلف المجالات.

وفيما يخص التهديدات التركية قال الرئيس السوري للوزير الإيراني “أنّ هذا النظام (التركي) يقوم بالاعتداء على الأراضي السورية كلّما حدث تقدم للجيش السوري ضد التنظيمات الإرهابية”، وأوضح الأسد أن الادعاءات التركية لتبرير عدوانها على الأراضي السورية هي “ادعاءات باطلة ومضللة ولا علاقة لها بالواقع، وتنتهك أحكام ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي وروابط حسن الجوار التي يُفترض أن تجمع بين البلدَين الجارَين”.

من دمشق.. عبداللهيان يغير موقف بلاده من العملية العسكرية التركية في سوريا

كذلك وخلال لقاءه بوزير الخارجية في الحكومة السورية، قال الوزير الإيراني إيران ستبذل جهدها لمنع وقوع نزاع عسكري في سوريا”، وأضاف عبد اللهيان إن أي إجراء عسكري من قبل تركيا في سوريا هو عنصر سيزعزع أمن المنطقة.

تصريحات عبداللهيان في دمشق، لم تكن كما كانت في تركيا أثناء عقد مؤتمر صحفي مع نظيره التركي مولود تشاويش أوغلو، حينها قال أن بلاده تتفهم العملية العسكرية التركية في شمال سوريا “وقد تكون ضرورية”.

موقف عبداللهيان هذا اعتبرته حينها أوساط سياسية بمثابة “موافقة إيرانية لتركيا بشن اجتياح ضد الشمال السوري”، بعد أن كانت عائقاً أمام ذلك خلال الأشهر الماضية، متسائلين عن السبب في تغيير الوزير الإيراني لتصريحاته اتجاه العملية العسكرية التركية المرتقبة في شمال سوريا.

عوائق أمام توقيع اتفاق سلام بين دمشق وأنقرة

وعلى الأرض فإن القوات الإيرانية تواصل حشد الدعم واستقدام التعزيزات العسكرية إلى جانب قوات الحكومة السورية إلى خطوط التماس مع القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة، في مشهد يضع الكثير من التساؤلات حول تضارب المواقف السياسية لإيران وتحركاتها العسكرية على الأرض شمال سوريا.

وتتساءل أوساط سياسية عن كيفية أن يؤثر أي اتفاق سلام بين دمشق وأنقرة، برعاية إيرانية، على العملية العسكرية التركية المحتملة في شمال سوريا، وكيف يمكن لدمشق أن تعقد اتفاق مع أنقرة وهي تسيطر على 7 مدن رئيسية والعشرات من القرى والبلدات في الشمال، وهل يمكن لتركيا أن تنسحب من سوريا وتعيد المناطق التي تسيطر عليها الآن لسيطرة الدولة السورية، وهل ستقبل بوجود الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية على حدودها الجنوبية بمجرد “معالجة مخاوفها الأمنية”.

إضافة لتساؤلات أخرى حول مصير فصائل المعارضة الموالية لتركيا في حال انعقاد أي اتفاق سلام بين أنقرة ودمشق وهل ستبقى تلك المناطق تحت سيطرة الفصائل، وماذا عن إدلب أيضاً، وتلك الجماعات المسلحة الأجنبية التي جاءت عبر تركيا لسوريا، هل ستبقى أم سترحل أم سيتم قتالها ؟.

وشددت تلك الأوساط على أن الوزير الإيراني لم يكن ليتحدث عن “اتفاق سلام بين دمشق وأنقرة” لولا أنه حصل على ضوء أخضر تركي في ذلك.

وتشكك أوساط سياسية في قدرة إيران من عقد توقيع اتفاق سلام بين أنقرة ودمشق ما لم تحل كل النقاط المذكورة في الأعلى، لكنهم أشاروا إلى امكانية توقيع اتفاقية سلام دون أن يتغير شيء على الأرض، مقابل “خفض التصعيد في الشمال ووقف العمليات العسكرية وعمليات الاستهداف المتبادلة”.

إعداد: ربى نجار