دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

تركيا تواجه تداعيات خطيرة بعد صفقة دعم فنلندا والسويد

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – موافقة تركية على انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو”، بعد أكثر من شهر على تقديم الدولتين الأوروبيتين طلباً رسمياً لاقى معارضة شديدة من قبل أنقرة، والسبب يعود لاتهامات وجهتها الأخيرة لكل من ستوكهولم وهلسنكي بدعم حزب العمال الكردستاني وجماعة فتح الله غولن الذي يتّهمه أردوغان بالوقوف خلف المحاولة الانقلابية الفاشلة على حكمه في منتصف شهر تموز / يوليو من العام 2016، فهل استطاعت أنقرة فعلاً تحقيق ما تريده قبل موافقتها على دخول فنلندا والسويد إلى “الناتو” أم أن الأمر عبارة عن  ترويج دعائي وإعلامي لانتصار وهمي.

تركيا تُعادي روسيا

توقيع مذكرة التفاهم جاءت عقب اجتماع رباعي عقد في اليوم الأول لقمة حلف شمال الأطلسي “الناتو” بالعاصمة الإسبانية مدريد بمشاركة رئيسي تركيا وفنلندا ورئيسة وزراء السويد والأمين العام للناتو، حيث قال البيت الأبيض تعليقاً على الاتفاق إن تركيا لم تطلب أي تنازلات من واشنطن للقبول بانضمام فنلندا والسويد إلى “الناتو”، مضيفة أن الضوء الأخضر التركي لانضمام السويد وفنلندا يعطي دفعاً قوياً للوحدة الغربية.

من جهته، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، في مؤتمر صحفي عقب توقيع الاتفاق الثلاثي إن الباب أصبح مفتوحاً أمام دخول فنلندا والسويد للحلف، ووصف انضمامهما بأنه مهم للناتو برمته، مشيراً إلى أن انضمام الدولتين يبعث رسالة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن الحلف آخذ في التوسع بصورة أكبر، الأمر الذي يشكل خطورة كبيرة على العلاقات بين روسيا والدول الأوروبية بشكل عام وتركيا خاصة، مع التهديدات الروسية التي أطلقها الرئيس فلاديمير بوتين في وقت سابق قائلاً: أن موسكو لن تغض الطرف ببساطة عن توسع حلف شمال الأطلسي في منطقة شمال أوروبا ليشمل السويد وفنلندا، مشيراً إلى أن هذه الخطوة “خطأ سيؤجج التوتر العسكري”.

كما أكد “بوتين”، إن توسيع البنى التحتية العسكرية في أراضي تلك الدولتين الأوروبيتين المتاخمة لحدود روسيا سيدفعنا بالتأكيد إلى الرد.

اتفاق ثلاثي لن يدوم طويلاً 

ويرى مراقبون أن الاتفاق الأخير يعتبر بداية تأزم العلاقات الروسية – التركية بعد موافقة الأخيرة على توسيع حلف شمال الأطلسي وانضمام فنلندا الواقعة على حدود روسيا مباشرة إلى “الناتو” ما يشكل خطراً كبيراً على موسكو، قد يستدعي رد فعل روسي عنيف ضد أنقرة سيبدأ بالتأكيد في سوريا من خلال الوقوف في وجه المخططات التركية الهادفة للسيطرة على مناطق عدة شمال سوريا وإفشال مشروع “المنطقة الأمنة” وبالتالي عدم قدرة تركيا على إعادة مئات ألاف اللاجئين السوريين إلى هذه المنطقة، ما سيساهم إلى حد كبير بفقدان الحكومة التركية الحالية لأنصارها على حساب المعارضة وخاصة أن البلاد مقبلة على انتخابات رئاسية.

حالة من التضخيم الإعلامي جاء مترافقاً مع اختتام الاجتماع الرباعي وخاصة من قبل وسائل الإعلام التركية، والتي تحدثت عن حصول أنقرة على تنازلات تعددت بين رفع الحظر المفروض على الأسلحة، ووقف دعم هلسنكي وستوكهولم للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، وتعديل قوانين البلدين الأوروبيين الخاصة بالإرهاب ومشاركة المعلومات الاستخباراتية مع تركيا، ودعم فنلندا والسويد مشاركة أنقرة في مبادرة التعاون المنظم الدائم التابعة للاتحاد الأوروبي، كما ستنشئ تركيا وفنلندا والسويد آلية مشتركة دائمة للتشاور في شأن العدالة والأمن والاستخبارات، لكن السؤال المطروح هنا هل بإمكان أنقرة الاستمرار في تطبيق هذه البنود على المدى الطويل بعد دخول فنلندا والسويد إلى حلف “الناتو” وخاصة أن البلدين يضمان عدد كبير من المناصرين لحزب العمال الكردستاني وحركة فتح غولن ينشطون هناك بشكل سلمي بينهم عدد من النواب المنتخبين ديمقراطياً.

 

إعداد: يعقوب سليمان