أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – مع عزم تركيا وإعلانها عن قرب شن عملياتها العسكرية في شمال سوريا، ضمن مناطق الإدارة الذاتية، هناك تخوف جدي من قبل أوساط سياسية وشعبية من انتشار لتنظيم داعش وعودته من جديد في المنطقة في حال حدوث أي فراغ أمني على المخيمات ومراكز الاحتجاز التي تتواجد فيها عوائل وعناصر التنظيم، مما سيشكل خطراً كبيراً على أمن البلاد والدول المجاورة وربما العالم.
مع التهديدات التركية.. داعش يزيد من نشاطه
ولاحظت أوساط متابعة، ازدياد نشاط تنظيم داعش الإرهابي وخلاياه النائمة في مناطق سورية عدة، خاصة الشمالية الشرقية والبادية، بعد التهديدات التركية بشن هجمات جديدة في المناطق الشمالية من البلاد، ولفتت إلى أن داعش قد يستفيد من أي فراغ أمني تحدثه قوات سوريا الديمقراطية والقوى الأمنية في حال أي هجوم، حيث أن تلك القوات ستقوم بمهمة حماية الحدود في حال الهجوم التركي، وهذا يخلق فرصة لداعش لتهريب عوائله وعناصر المحتجزين، وامكانية الإعلان عن عودة “الخلافة” من جديد.
كما أن نشاط التنظيم وخلاياه النائمة لا يقتصر على ما هو خارج المخيمات ومراكز الاحتجاز، بل هناك نشاط لهم داخل المخيمات أيضاً ومنها مخيم الهول؛ الذي يعتبر من أخطر مخيمات العالم وأكثرها تطرفاً، حيث يحوي أكثر من 60 ألفاً من النازحين واللاجئين من الجنسيتين السورية والعراقية، وفيه قسم خاص لعوائل داعش، ومن هذا القسم يتم شن الهجمات وعمليات الاغتيال ضد قاطني المخيم من الذين يرفضون فكره المتطرف.
“الهول” .. أكثر من 100 جريمة خلال 18 شهراً
وكان العام الماضي 2021، أكثر الأعوام دموية في مخيم الهول، حيث أشارت الإحصاءات الرسمية وغير الرسمية إلى وقوع 90 عملية اغتيال وجريمة في المخيم، أغلبيتهم من الجنسية العراقية، وهذه العمليات كانت خلايا التنظيم مسؤولة عنها، ولم تنجح الحملات الأمنية للقوى الأمنية المحلية في كبح جماح هؤلاء الإرهابيين إلا قليلاً، حيث عادت الجرائم والاغتيالات مجدداً للمخيم منذ مطلع العام الجاري.
وحول ذلك، كشفت الأمم المتحدة عن حصيلة الجرائم التي ارتكبت في مخيم الهول شرق محافظة الحسكة، خلال 18 شهراً الماضية.
وقالت الأمم المتحدة، إن أكثر من 100 شخص، بينهم الكثير من النساء، قتلوا في المخيم في غضون 18 شهرا، وجددت المؤسسة الدولية من الدول التي لها رعايا بين عوائل التنظيم بضرورة استعادتهم.
وحول ذلك قال منسق الأمم المتحدة في سوريا عمران رضا، إن مخيم الهول يعاني انعدام أمن متزايد ويحكم على الأطفال المحتجزين فيه بحياة بلا مستقبل، مشيراً إلى أن 94 % من المحتجزين هم من النساء والأطفال.
وأضاف المنسق “إنه مكان قاس جداً وغير آمن بشكل متزايد.. حصلت 106 جرائم قتل منذ يناير (كانون الثاني) من العام الماضي في المخيم والكثير من بين الضحايا كانوا نساء”، مبينا أن “هناك حوالى 27 ألف محتجز عراقي و18 ألفا إلى 19 ألف سوري ونحو 12 ألف مواطن من جنسيات أخرى”.
وأوضح أنه في حين أعاد العراق بعض مواطنيه، فإن الكثير من الدول الأخرى التي “عليها أن تقبل بعودة رعاياها” ترفض القيام بذلك، معتبرا أن “الحل الوحيد هو إفراغ المخيم”.
وبحسب المسؤول الأممي يحتاج 14,6 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية في سوريا، بزيادة 1,2 مليون عن العام 2021، وهذه أعلى حصيلة منذ بداية “الحرب الأهلية” حسب وصفه.
القامشلي دعت العالم لمساندتها في ملف محتجزي داعش وعوائله
وكانت الإدارة الذاتية وقيادة قوات سوريا الديمقراطية ناشدت دول العالم؛ وخاصة الغربية، أعادة مواطنيها من مخيم الهول، كون المخيم وفي ظل عدم وجود أي دعم ومساندة دولية بات “بيئة خصبة لتلقين الفكر المتطرف” للأطفال عبر أمهاتهن اللواتي لازلن يمجدن ما يسمونها “دولة الخلافة”.
كما حذرت تلك الأطراف من أن أي هجوم تركي على المنطقة سيزيد من الأوضاع سوءاً في مخيم الهول وغيره من المخيمات، كون هناك عدد كبير من المخيمات ومراكز الاحتجاز ضمن “المناطق المهددة” بالاجتياح التركي، وهذا يفتح الباب أمام هؤلاء الإرهابيين بالفرار، وتعريض أمن المنطقة وسوريا ودول الجوار والعالم بأسره للخطر.
وشددت على أن هجوم سجن الصناعة في حي غويران بمدينة الحسكة قبل أشهر، أكبر دليل على ما بات عليه تنظيم داعش الإرهابي وخلاياه النائمة في المنطقة من تنظيم وقوة، وقدرته على شن هجمات كبيرة لاحتلال المدن، وذلك لأول مرة منذ إعلان “الانتصار الجغرافي والعسكري عليه”، وبداية مرحلة “الحملات الأمنية” ضد خلاياه النائمة في آذار/مارس 2019.
إعداد: علي إبراهيم