أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بدأت بعض “دول الشتات” تفكر جدياً بإعادة اللاجئين السوريين المتواجدين على أراضيها إلى بلادهم، في وقت لا تزال الأمم المتحدة والمجتمع الدولي يصرون على عدم إعادة اللاجئين السوريين كون لا أمن واستقرار ثابت في سوريا، وأن الأوضاع لم تتهيأ بعد لذلك.
بعد تركيا.. لبنان “لم نعد نتحمل أعباء اللاجئين”
وبعد تركيا والعنصرية والجرائم التي تعرض لها اللاجئون السوريون، وما تروج له الحكومة التركية بإعادتهم لبلادهم، بدأ لبنان بالحديث عن إعادة السوريين وأنهم باتوا يشكلون “عبئاً” على لبنان اقتصادياً واجتماعياً، خاصة وأن البلاد تعاني أصلاً من أزمات اقتصادية ومعدلا بطالة غير مسبوقة وانهيار في العملة المحلية.
وقال وزير المُهجّرين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، عصام شرف الدين، إن هناك خطة لترحيل اللاجئين السوريين في لبنان إلى بلادهم بالتعاون مع الحكومة السورية والأمم المتحدة، وأشار المسؤول اللبناني إلى أنهم ينتظرون ردّ من مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بهذا الخصوص.
الخطة تنفذ على مراحل شهرية.. والموقف من تهديد ميقاتي
والخطة التي من المفترض أن يتم عبرها إعادة السوريين من لبنان، تقوم على “مراحل شهرية”، بناءً على قاعدة إحصاء جغرافي للاجئين، وقال الوزير اللبناني أن بلاده “لم تعد قادرة على تحمّل أعباء اللاجئين، وبخاصة في ظل الأزمة الاقتصادية التي تواجهها”.
كلام وزير المهجرين اللبناني، جاء بعد أيام من تصريحات لرئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، والذي هدد بترحيل اللاجئين السوريين بطريقة لا يحبذها الغرب، في حال عدم تعاون المجتمع الدولي لتأمين عودتهم إلى سوريا، مشيراً إلى أن بلاده لم تعد قادرة على تحمل أعباء بقاء السوريين في ظل الظروف التي يعيشها لبنان.
وتعليقاً على تصريحات ميقاتي، اعتبر وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال وهو المكلف بملف العلاقة مع الحكومة السورية، أن كلام ميقاتي “مرتجل” ورفض التعليق عليه، مضيفاً لموقع “الميادين” أن الموقف سيتبلور قريباً.
وكشف شرف الدين عن تفاصيل اجتماعه بممثل مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان، أياكي إيتو، الذي طلب مهلة للرد على المقترحات والأسئلة، وقال “أهم ما توافقنا عليه هو تأسيس لجنة ثلاثية مشتركة، لبنانية-سورية-أممية، تتبلور تفاصيل مهمتها قريباً.
“لا يقدمون المساعدة” ومع ذلك يطالبون بدعم أممي
وكشفت العشرات من التقارير الإعلامية بأن الحكومة اللبنانية لا تقدم أي مساعدات مالية أو طبية أو غذائية للسوريين على أرضها، إنما جزء كبير من السوريين يتلقون المساعدات مباشرة من الأمم المتحدة وجمعيات إغاثية أخرى، كما يعيش معظم السوريون في لبنان حالة معيشية صعبة للغاية، وكما الحال في تركيا فإنهم يتعرضون للعنصرية وخطاب الكراهية ولو أن في تركيا العنصرية أكثر بكثير.
ويطالب لبنان بتقديم 3,2 مليارات دولار لمعالجة تداعيات اللجوء السوري على أرضه بحسب بيان للأمم المتحدة، كما أن الإحصاءات الرسمية اللبنانية تقوم أن بيروت تحتضن 1.5 مليون لاجئ سوري، وأنهم يشكلون نحو ثلث سكان البلاد.
حال السوريين في لبنان ليس أفضل من أشقاءهم وأولاد بلدهم الموجودين في تركيا، التي تريد أيضاً إعادة مليون إلى مليون ونصف لسوريا بعد إنشاء ما تسميها أنقرة “منطقة آمنة” في شمال البلاد، إضافة لخطاب الكراهية والعنصرية التي يتعرض لها السوريون هناك والتي تغذيها أطراف موالية للحكومة والمعارضة التركية، ما دفع العشرات من العوائل السورية للهجرة نحو أوروبا عبر طرق خطيرة تهدد حياتهم.
استطلاع رأي أممي: أغلب السوريون في الخارج لايريدون العودة
وفي وقت تؤكد الأمم المتحدة والمجتمع الدولي أن الأوضاع في سوريا ليست ملائمة لعودة اللاجئين السوريين، من الناحية الاقتصادية والأمنية والعسكرية والبنى التحتية وإلخ، إلا أن بعض حكومات “دول الشتات” لا تفكر فيما سيحصل للاجئ في حال إعادته إلى بلده وهل هو راغب بهذه العودة وما إذا كانت ستؤثر على حياته أم لا.
وفي استطلاع رأي جديد أجرتها مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة مع شريحة من اللاجئين السوريين في الخارج، حول رغبتهم بالعودة للبلاد، وكان جواب 92.8 منهم أنهم لا يريدون العودة إلى سوريا؛ على الأقل لـ 12 شهراً القادمة.
إعداد: رشا إسماعيل