دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

مع استمرار وصول التعزيزات العسكرية النوعية.. تحذيرات من “هجوم مباغت” للقوات الروسية والسورية على مناطق سيطرة تركيا وفصائل المعارضة

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في وقت تواصل فيه قوات الحكومة السورية وروسيا إرسال الأسلحة الثقيلة والنوعية إلى خطوط التماس مع القوات التركية وفصائل المعارضة الموالية لها في ريف حلب الشمالي، حذرت أوساط سياسية من “هجوم مباغت” لدمشق وموسكو على مناطق “درع الفرات و غصن الزيتون” شمال حلب، وذلك بهدف تطويق “منطقة خفض التصعيد” وفرض واقع جديد على أنقرة.

بعد تهديد أردوغان.. التعزيزات لم تتوقف

ومنذ إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن نيته شن عمليات عسكرية جديدة على شمال شرق سوريا، بهدف تشكيل “منطقة آمنة” لعودة مليون لاجئ سوري، والتعزيزات العسكرية لقوات الحكومة السورية وروسيا وإيران أيضاً تصل تباعاً إلى النقاط العسكرية وخطوط التماس مع القوات التركية وفصائل المعارضة، وذلك من أجل “التصدي لأي عملية عسكرية تركية في تلك المناطق”.

لكن اللافت في الأمر بحسب محللين سياسيين ومتابعين، نوعية السلاح المرسل، من أنظمة دفاع جوي وراجمات صواريخ متطورة ودبابات حديثة والمئات من الجنود والطلعات الجوية الاستطلاعية الروسية على طول مناطق التماس بين قوات سوريا الديمقراطية و “الجيش الوطني”، مشيرين إلى أن نصب روسيا للأنظمة الدفاعية المتطورة في القامشلي وعين عيسى يمكن أن يكون لتحييد سلاح الجو التركي في أي هجوم محتمل للقوات الحكومية وإيران وروسيا على مناطق سيطرة فصائل المعارضة.

مراكز محتملة لانطلاق الهجمات.. وتحذير من التعزيزات العسكرية

كما حذرت تلك الأوساط من فرض روسيا لواقع جديد على تركيا بهجومها على مناطق نفوذها في سوريا وإخراجها من سيطرة الفصائل، عبر خداع أنقرة بالقول أن كل تلك التعزيزات العسكرية هي للتصدي للهجوم التركي، مرجحين أن تكون بلدة تل رفعت ومنبج و كوباني قاعدة لانطلاق تلك الهجمات على مناطق سيطرة الفصائل.

وسبق أن أعربت قيادات فصائل المعارضة في “الجيش الوطني” عن قلقها من هذه التعزيزات العسكرية التي وصلت لكافة مناطق التماس، وتحدثوا عن نوعية السلاح المرسل. وكأن هناك مخاوف من قبلهم في أن تغامر روسيا وتقوم بدفع دمشق للهجوم على ريف حلب الشمالي وبعدها الانتقال “لخفض التصعيد”.

“تحرير الشام” تتجهز لأي هجوم محتمل

ليس فقط المحللون والمتابعون للملف السوري من حذر من هذا التطور، بل موقع “المونيتور” الأمريكي، والذي قال في تقرير له إن “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة” نفذت مناورات عسكرية كبيرة في جبهات القتال مع قوات الحكومة السورية بريف إدلب تحسباً لأي هجوم.

ونقل الموقع الأمريكي عن قائد عسكري في “تحرير الشام”، إن “الهيئة تولي أهمية كبيرة، لتدريب مقاتليها بعد الحملة العسكرية الأخيرة التي شنتها روسيا وقوات الحكومة على شمال سوريا”.

وأضاف، أن جميع الألوية العسكرية في الهيئة شاركت في التدريبات الأخيرة، مشيراً إلى أن قيادة الجناح العسكري أشرفت على حسن سير التدريبات، لتحسين أداء الألوية ورفع جاهزيتها العسكرية، تحسباً لأي حدث أو معركة قادمة.

في سابقة هي الأولى.. قوات الحكومة تعيد تجميع صفوفها

بدورها وفي سابقة هي الأولى، قالت وزارة الدفاع الروسية، قبل يومين، أن قوات الحكومة السورية تقوم “بتجميع صفوفها بسبب تفاقم الوضع في منطقة خفض التصعيد” شمال غرب البلاد.

وفي بيان له، أعلن أوليغ جورافليف، نائب رئيس مركز “حميميم” الروسي في سوريا، أنه و “بسبب تفاقم الوضع في منطقة خفض التصعيد، أعادت وحدات من الجيش السوري تجميع صفوفها في الاتجاهات التي يصدر منها التهديد”.

وألقى المسؤول الروسي باللوم على القذائف والصواريخ التي تسقط على نقاط تمركز قوات الحكومة السورية القريبة من خطوط التماس مع القوات التركية و “تحرير الشام”. وكأنه لم تكن هذه القذائف تمطر مناطق سيطرة قوات الحكومة منذ دخولها منطقة “خفض التصعيد” قبل سنوات.

ولا تخفي روسيا رغبتها في استعادة كافة الأراضي السورية إلى سلطة دمشق مرة أخرى، ولطالما ذكرت إن البؤرة الإرهابية الوحيدة في سوريا هي إدلب، وأن العمل جارٍ على استعادة كافة الأراضي الخارجة عن سيطرة الدولة وأحياناً كانت تلمح للمناطق الخاضعة لسيطرة أنقرة و فصائل “الوطني السوري”.

إعداد: علي ابراهيم