تعزز جماعة تحرير الشام الجهادية استعدادها تحسبا لهجوم حكومي جديد.
أجرت هيئة تحرير الشام، التي تسيطر على محافظة إدلب شمال غرب سوريا، خلال الأسبوع الأخير من شهر أيار مناورات عسكرية قتالية كبيرة. وأجريت التدريبات في جبهات قتالية مختلفة على مقربة من قوات نظام بشار الأسد في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، في الجبال الساحلية بريف اللاذقية الشمالي، بريف إدلب الشرقي وشمال غرب حلب.
نشرت مؤسسة أمجد الإعلامية التابعة لهيئة تحرير الشام في 30-31 أيار، صوراً لمقاتلي هيئة تحرير الشام وآليات عسكرية مختلفة قالت إنها تنتشر في ريف اللاذقية وريف إدلب وجبل الزاوية وريف إدلب الشرقي وريف حلب الغربي. وأشارت المؤسسة إلى أن الانتشار يأتي في إطار تدريبات عسكرية تهدف إلى رفع جاهزية جميع ألوية هيئة تحرير الشام.
وقال العقيد مصطفى بكور، المحلل العسكري المقيم في إدلب، لـ “المونيتور”: “عادة ما تهدف التدريبات العسكرية إلى تعزيز جاهزية القوات وتقييم مستوى تدريباتها. كما أنها استعراض للقوة يهدف إلى إرسال رسائل تحذير للعدو. لاشك أن للتدريبات فوائد عديدة أبرزها الكشف عن نقاط الضعف في التدريب والتجهيزات والمؤهلات. هذا يساعد على تجنب النقص ومعالجة نقاط الضعف قبل بدء أي معركة”.
في 1 حزيران، نشر أمجد مقطع فيديو بعنوان “ساعة الصفر” سلط فيه الضوء على جزء من العمليات التي نفذتها هيئة تحرير الشام لرفع الجاهزية القتالية وعمليات التأهب العسكري وجاهزية عناصر التشكيلات المسلحة لهيئة تحرير الشام ومشاركتهم في المناورات. كما أظهر التسجيل حيازة هيئة تحرير الشام لمركبات عسكرية مدرعة ودبابات وأسلحة تقليدية أخرى.
وقال القائد العسكري لهيئة تحرير الشام أبو الزبير الشامي لـ “المونيتور”: “تولي هيئة تحرير الشام أهمية كبيرة لتدريب مقاتليها. بعد الحملة العسكرية الأخيرة التي شنتها روسيا ونظام الأسد على الشمال المحرّر، بدأ الجناح العسكري لهيئة تحرير الشام تنفيذ خطط تدريب متكاملة واتخذ إجراءات لتنفيذها ضمن جدول زمني محدد”.
وأضاف الشامي: “في إطار هذه الخطط، أجرينا تدريبات عسكرية بهدف رفع الجاهزية القتالية لجميع وحداتنا، وتعزيز قدراتنا في المراقبة والاستطلاع على التنبؤ بالثغرات والمشاكل التي قد تحدث أثناء العمليات العسكرية. أجرينا التدريبات على جميع الجبهات في الشمال المحرّر، مثل جبهات جبل الزاوية وريف إدلب الشرقي والساحل [في ريف اللاذقية] وريف حلب الغربي. هذه التدريبات هي جزء من خطط التدريب الدورية لجناحنا العسكري”.
وقال الشامي إن جميع الألوية العسكرية في هيئة تحرير الشام شاركت في التدريبات الأخيرة، مضيفاً أن قيادة الجناح العسكري أشرفت على حسن سير التدريبات لتحسين أداء الألوية ورفع جاهزيتها العسكرية تحسباً لأي حدث أو معركة قادمة. أردنا طمأنة شعبنا في المناطق المحررة بأننا جاهزون ومستعدون بالكامل”.
لا تقوم هيئة تحرير الشام عادة بمناورات عسكرية على خطوط التماس مع قوات النظام. في غضون ذلك، توقفت العمليات العسكرية في إدلب منذ توقف القتال بين هيئة تحرير الشام وقوات النظام مطلع عام 2020 بموجب اتفاق تركي روسي. ومنذ ذلك الحين اقتصرت العمليات العسكرية على عمليات القنص والقصف بالأسلحة الثقيلة على مواقع قوات النظام، رداً على قصف شبه يومي لقوات النظام على مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام في إدلب.
وتضم هيئة تحرير الشام في الوقت الحاضر 11 تشكيلاً عسكرياً، يحمل كل منها أحد أسماء صحابة الرسول محمد، وهم: لواء أبو بكر الصديق، ولواء عمر بن الخطاب، ولواء سعيد بن زيد، ولواء الزبير بن العوام ولواء عثمان بن عفان، لواء علي بن ابي طالب، لواء عبدالرحمن بن عوف، لواء طلحة بن عبد الله، لواء سعد بن الوقاص، لواء ابو عبيدة الجراح، لواء معاوية بن ابي سفيان. كل هذه التشكيلات شاركت في التدريبات الأخيرة.
لا توجد إحصاءات دقيقة حول عدد المقاتلين في كل من هذه التشكيلات ولا يزال العدد الإجمالي الدقيق لمقاتلي هيئة تحرير الشام مجهولاً. تواصل هيئة تحرير الشام تجنيد مقاتلين في إدلب مستغلة الفقر والبطالة بين الشباب السوري في مناطق سيطرتها. في بعض الأحيان، يتم تحفيز الشباب للتطوع في صفوف هيئة تحرير الشام من خلال منتديات الدعوة الدينية التي تشجعهم على الانضمام إلى المنظمة. لدى هيئة تحرير الشام أكاديمية عسكرية لتدريب مقاتليها، كما يخضع المجندون الجدد في الأكاديمية للتدريب أيضًا.
وقال مسؤول عسكري في هيئة تحرير الشام لموقع “المونيتور”، شريطة عدم الكشف عن هويته، إن “وقف المعارك يعني شيئًا واحدًا بالنسبة لنا: إنه وقت إضافي للتدريب والاستعداد لمواجهة العدو مرة أخرى. الحرب لم تنته والجولات القادمة مع المحتلين ستكون كثيرة”.
وأضاف المسؤول أن “هيئة تحرير الشام تكثف دوراتها الشرعية والعسكرية للاستفادة القصوى من فترة التهدئة لتدريب مقاتليها. يغطي التدريب العسكري جميع أنواع الأسلحة وأنواع المعارك الحديثة، بالتوازي مع التدريب الديني من خلال دورات ودروس الشريعة”.
وأشار المسؤول إلى أن التدريبات العسكرية تضمنت أيضا تدريبات ليلا ونهارا حيث تولي هيئة تحرير الشام أهمية كبيرة لتكتيكات القتال الليلي. وختم بالقول: “تأتي هذه التدريبات في ظل تغيرات كبيرة في الوضع العسكري الإقليمي والعالمي، في ظل الحرب الروسية على أوكرانيا، التي دفعت روسيا إلى سحب العديد من قواتها الجوية والعسكرية من سوريا. علينا الاستعداد لأي تطوير ميداني مفاجئ”.
المصدر: موقع المونيتور الأمريكي
ترجمة: أوغاريت بوست