تجري فصائل الجيش السوري الحر مناورات واستعراضات عسكرية كبيرة لتعزيز جاهزيتها القتالية للمشاركة في العملية العسكرية التركية ضد القوات الكردية في شمال سوريا.
أكملت فصائل الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا استعداداتها للعملية العسكرية التي هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشنها ضد القوات الكردية في شمال سوريا. وتشمل استعدادات الجيش السوري الحر مناورات عسكرية، حيث رفعت مجموعات مسلحة مختلفة استعدادها القتالي للمشاركة في المعركة المحتملة، فيما قامت بعض الفصائل بعروض عسكرية.
أعلن الفيلق الثالث الموالي للجيش السوري الحر في 6 حزيران عن استعداده للمشاركة في المعركة ضد قوات سوريا الديمقراطية. ونشر الفصيل صورا على حسابه على تويتر في 6 حزيران تظهر مئات من مقاتليه المدججين بالسلاح قرب مدينة اعزاز شمال حلب.
وفي تغريدة أخرى على موقع تويتر، في 7 حزيران، قال الفصيل إن “كل قوات الفيلق الثالث جاهزة للمعارك المقبلة ضد قوات سوريا الديمقراطية في منطقة تل أبيض بريف الرقة الشمالي”.
هشام سكيف، مسؤول في مكتب العلاقات العامة في الفيلق الثالث، قال لـ “المونيتور”: “الفيلق الثالث مهيأ جيدًا للمعركة ضد قوات سوريا الديمقراطية، حيث أجرى مؤخرًا مناورات بالذخيرة الحية لوضع استعداد المقاتلين القتالي. وشملت هذه المناورات [التدريب على] معظم أنواع الأسلحة والوحدات بما في ذلك المشاة”.
وأضاف “نحن الآن في أعلى حالة استعداد قتالي وننتظر إشارة لبدء المعركة. التحق جميع مقاتلينا بثكناتهم العسكرية واكتملت جميع الاستعدادات اللوجستية. انطلاق العملية في هذه المرحلة خطوة مثالية لنا ولحلفاء تركيا، فروسيا في مأزق سياسي وعسكري. وأضاف سكيف: “يجب أن ننتهز الفرصة”.
وقال اللواء عبد الرزاق محمد رئيس أركان الفيلق الثالث لـ “المونيتور”: “لقد أصدرنا أوامر برفع جاهزية كل الجماعات المسلحة، والجميع جاهز للهجوم. المعركة التي يتوقع انطلاقها خلال عدة أيام إذا لم تكن هناك تدخلات دولية. الكل يعلم أن سوريا تخضع الآن للتفاهمات الدولية”.
وأضاف محمد: “في الوقت الحالي، لا نعرف بالضبط أين ستتم العملية العسكرية التركية، وهذا ليس مهمًا. كلها مناطق سورية تحتلها قوات سوريا الديمقراطية. لا يهم إذا كانت تل رفعت أو منبج أو شرق الفرات. نحن جاهزون لأي مكان، وقمنا بمناورات ومستعدون للقتال في كلا المنطقتين، سواء في ريف حلب أو في مناطق نبع السلام شرقي الفرات”.
في 4 حزيران، غردت هيئة ثائرون للتحرير، الموالية للجيش السوري الحر المدعوم من تركيا، بأنها أجرت “تدريبات لرفع اللياقة البدنية والجاهزية القتالية لمقاتليها، واستكملت الاستعدادات للعمليات العسكرية المقبلة”.
بدأت هيئة ثائرون للتحرير في 2 حزيران مناورات عسكرية مشتركة مع الجيش التركي في منطقة نبع السلام شرق الفرات قبل العملية التركية المحتملة التي تستهدف طرد قوات سوريا الديمقراطية من شمال شرق سوريا.
وأظهرت تسجيلات فيديو نشرتها على موقع يوتيوب هيئة ثائرون للتحرير نائب قائدها العسكري سيف أبو بكر يتحدث لمئات المقاتلين عن ضرورة المشاركة في المعركة إلى جانب الجيش التركي.
وأظهرت عدة مقاطع فيديو أخرى انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مشاركة أكثر من 2000 مقاتل من مختلف فصائل الجيش السوري الحر في تدريبات ومناورات عسكرية استخدموا فيها الذخيرة الحية والدبابات والآليات العسكرية، بالإضافة إلى الأسلحة المتوسطة لتفقد الجاهزية القتالية للمعركة القادمة.
وقال قائد عسكري في هيئة ثارون للتحرير لـ “المونيتور”، شريطة عدم الكشف عن هويته، “إن المناورات العسكرية التي أجريناها بالشراكة مع الجيش التركي مهمة في رفع معنويات المقاتلين بعد توقف العمليات العسكرية الهجومية. تساعد هذه المناورات المقاتلين على استعادة ثقتهم بأنفسهم مع ضمان استعدادهم للمعركة”.
وأضاف أن “المناورات المشتركة مع الجيش التركي تمنح مقاتلينا خبرة إضافية بالإضافة إلى معلومات جديدة حول التعامل مع أنواع جديدة من الأسلحة والمعدات العسكرية التي يملكها الجيش التركي والتي يفترض استخدامها في المعركة”.
في 2 و 3 حزيران، قامت حركة التحرير والبناء التابعة للجيش السوري الحر باستعراض عسكري بالذخيرة الحية في منطقة نبع السلام. وأظهرت الحركة خلال العرض استعدادات المئات من مقاتليها للمشاركة في المعركة المقبلة ضد القوات الكردية.
هيئة ثائرون للتحرير والفيلق الثالث وحركة التحرير والبناء تحالفات عسكرية كبيرة تضم كل منها عدة فصائل تابعة للجيش السوري الحر. لا توجد إحصائيات دقيقة عن عدد المقاتلين في هذه التحالفات العسكرية الثلاثة، لكن الأعداد ضخمة تمامًا مثل عتادهم العسكري، بفضل الدعم التركي الذي يتلقونه.
بالتوازي مع استعدادات الجيش السوري الحر للمعركة المفترضة، يواصل الجيش التركي تعزيز تواجده في محيط منطقة تل رفعت بريف حلب الشمالي. كما أرسلت تعزيزات مماثلة إلى مناطق نبع السلام على حدود منطقة عين عيسى التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية شمال محافظة الرقة.
وشهدت مدينة اعزاز، في 5 حزيران، مظاهرة دعما للعملية العسكرية التركية. وشارك في المظاهرة نازحون ينحدرون من مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (SDF) في منطقة تل رفعت شمال حلب . يريدون العودة إلى منازلهم في تل رفعت والقرى التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية.
وشهدت بلدة سجو شمال اعزاز بريف حلب الشمالي، في 3 حزيران، مظاهرة مماثلة دعا المشاركون فيها إلى استعادة السيطرة على مناطقهم التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية.
المصدر: موقع المونيتور الأمريكي
ترجمة: أوغاريت بوست