أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد إعلان تركيا عن نيتها شن عمليات عسكرية جديدة في شمال سوريا، بدأ الحديث مجدداً عن امكانية انتشار قوات إضافية تابعة للحكومة السورية في شمال البلاد أو التنسيق معها منعاً لأي هجوم تركي، وإخراج الذريعة من يد أنقرة بقولها أن هذه العمليات العسكرية تأتي كون قوات سوريا الديمقراطية تهدد أمنها القومي.
وخلال “الغزو التركي” لمناطق شمال شرق سوريا في تشرين الأول/أكتوبر 2019، عقدت قوات سوريا الديمقراطية والحكومة السورية تفاهماً عسكرياً نص على نشر وحدات عسكرية سورية على الحدود مع تركيا، وعليه دخلت قوات الحكومة السورية إلى مناطق شمال البلاد أو ما يطلق عليها “شرق الفرات”، بعد سنوات من إخراجها.
قسد: منفتحون للتعامل مع قوات الحكومة.. وعلى دمشق استخدام أنظمة الدفاع الجوي ضد الطائرات التركية
مجدداً ومع التهديدات التركية الجديدة لتركيا بشن عدوان على المناطق الشمالية، أكدت قيادة قوات سوريا الديمقراطية على أنها منفتحة للتعامل مع قوات الحكومة السورية للتصدي لأي هجوم تركي، ونقلت وكالة “رويترز” للأنباء عن القائد العام “لقسد” مظلوم عبدي، أن هذا التعامل ليس بالضرورة أن يحتاج لإرسال قوات إضافية من دمشق.
وقال أيضاً إن التحالف الدولي سينسق مع القوات الحكومية السورية لصد أي غزو تركي لشمال البلاد، مضيفا أنه يجب على دمشق استخدام أنظمة الدفاع الجوي ضد الطائرات التركية في حال غزوها، وأضاف عبدي “أن “الشغلة الاساسية للجيش السوري للدفاع عن الأراضي السورية هي استخدام الدفاعات الجوية ضد الطيران التركي””، وتابع “الأولوية هي الدفاع عن الأراضي السورية ولا أحد لازم يفكر باستغلال الوضع لتحقيق مكاسب على الأرض”.
قسد: أي هجوم تركي سيشرد مليون سوري.. ولن نستطيع محاربة داعش حينها
وحذر عبدي في حديثه أن أي هجوم تركي سيؤدي إلى تشريد نحو مليون إنسان وانتشار المعارك بشكل أوسع، إضافة إلى استغلال داعش لذلك، وقال “لا نستطيع المحاربة على جبهتين”.
قسد أبدت استعدادها للانضمام للمؤسسة العسكرية السورية لكن مع الحفاظ على خصوصيتها
ولطالما أبدت قوات سوريا الديمقراطية استعدادها للانضمام إلى المؤسسة العسكرية السورية، والعمل على تحرير “المناطق المحتلة” والدفاع عن الأراضي السورية، لكن بشرط أن يكون لها خصوصية في الدستور.
وترى أوساط سياسية أن موقف قسد يمكن التعويل عليه في تقوية المؤسسة العسكرية السورية والعمل على صد أي تهديد للأراضي السورية ووحدتها والعمل على استعادة الأراضي التي هي خارج سيطرة الدولة، مشيرين إلى أن هذا الأمر ممكن جداً ولكن لن يحصل إلا بتقديم تنازلات من دمشق والقامشلي أيضاً، وبتوافق الطرفين الرئيسيين في الأزمة السورية “الولايات المتحدة وروسيا”.
موسكو رحبت مراراً بالحوار بين دمشق والقامشلي.. ولوحت بتجربة “كردستان العراق”
ولطالما أعلنت موسكو عن استعدادها لرعاية أي محادثات بين الإدارة الذاتية والحكومة السورية بهدف التوصل لاتفاقات لحل الخلافات المشتركة، وفي مرة وحيدة لوحت روسيا “بتجربة إقليم كردستان العراق” لتطبيقها في شمال شرق سوريا، وقالت حينها أن هذه التجربة في شمال العراق يمكن تطبيقها في سوريا أيضاً. أي أن موسكو يمكن أن تضغط على دمشق للاعتراف بالإدارة الذاتية ككيان سياسي شرعي على الأراضي السورية، ولكن بالتأكيد سيكون هناك تنازلات من القامشلي أيضاً.
ماذا لو تم الاعتراف بالإدارة الذاتية.. كيف سيكون موقف تركيا ؟
وترى أوساط سياسية أن تركيا تخشى أن يتم الاعتراف بالإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية على أنها كيان شرعي ومعترف به في الدستور السوري، لذلك فهي تسعى بكل ما تستطيع من قوة لإسقاط الإدارة الذاتية وضرب قسد من خلال شن عمليات عسكرية جديدة في الشمال، إضافة لتقديم تنازلات ومكاسب لروسيا في الملف السوري لعدم السماح بنجاح الحوار بين الطرفين السوريين.
موقف موحد بين دمشق والقامشلي حيال المخططات التركية في الشمال
وتتهم الحكومة السورية والإدارة الذاتية، تركيا، بأنها تحمل “نوايا استعمارية في سوريا” وذلك من خلال مشروع “إقامة منطقة آمنة” لإعادة مليون لاجئ سوري إليها، إضافة لإنشاء “مستوطنات” لإيواء “عوائل المرتزقة” وغيرهم من المهجرين من المناطق الداخلية السورية لإجراء تغيير ديمغرافي، ولعل ذلك يكون الخطوة الأولى لإجراء استفتاء شعبي لتقطيع تلك المناطق وضمها لتركيا.
إعداد: علي إبراهيم