أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – أخبرت تركيا الفصائل السورية الموالية لها في المناطق الشمالية “برفع الجاهزية القتالية” بعد ورود أنباء عن “حملة عسكرية وشيكة” قد تقوم بها قوات الحكومة السورية بدعم روسي، وسط استنفار كبير بين صفوف الفصائل العسكرية المعارضة والعمل على تجهيزات لصد أي هجوم.
رفع الجاهزية القتالية وتحصين المواقع العسكرية
وقالت تقارير إعلامية أن الفصائل العسكرية الموالية للدولة التركية في منطقة عفرين شمال غرب سوريا، بدأت خلال اليومين الماضيين بزيادة التحصينات لمقراتها العسكرية وحواجزها، ورفع السواتر الترابية، بعد تلقيها إيعازاً من أنقرة برفع الجاهزية القتالية في المناطق التي تسيطر عليها في كل من “عفرين، الباب، وإعزاز” في الشمال.
إيعاز جاء بعد غارات جوية روسية على مقرات فرقة “السلطان مراد” بريف عفرين، اعتبرته تركيا والفصائل العسكرية أنه يمكن أن يكون انذاراً بشن هجوم على المناطق التي يسيطرون عليها.
وفي السياق أفادت شبكة “عفرين بوست” الإخبارية إنها حصلت على صور خاصة تظهر رفع فصيل “جيش الشرقية” الموالي لتركيا للسواتر الترابية على حواجزها بناحية جنديرس بمنطقة عفرين.
إعلام المعارضة أكد وجود استنفار عسكري
وبحسب المصادر فإن مواقع إعلامية وقنوات على التلغرام وغيرها تابعة لفصائل المعارضة حذرت من وجود نوايا روسية وللقوات الحكومية السورية بشن هجوم على عفرين أو غيرها من المدن التي تسيطر عليها تركيا، وأكدت الأنباء التي تحدثت عن أن الفصائل المعارضة الموالية لتركيا رفعوا الجاهزية القتالية في مدن “إعزاز والباب و عفرين”.
وكان الطيران الحربي الروسي قد أغار على مواقع عسكرية خاصة لفصيل “السلطان مراد” في قرية “كورتكه” جنوب قرية كفرجنة بريف عفرين، بتاريخ الـ13 من أيار/مايو الجاري، وأسفرت عن وقوع إصابات بين عناصر الفصيل، إضافة لاستنفار تام بالقرب من مكان الاستهداف.
استهداف ليس الأول فلماذا كل هذه الأهمية هذه المرة ؟
كذلك استنفرت “الشرطة العسكرية” ومقرات لفصائل أخرى موالية لتركيا، عناصرها، بعد الاستهداف الروسي، والذي لا يعتبر هو الأول لتلك المناطق، وسط تساؤلات حول كل هذه الأهمية والجاهزية القتالية لهذه المرة.
كما تأتي التحصينات التي تقوم بها فصائل المعارضة المسلحة ورفع جاهزيتها القتالية بعد تصاعد حدة العنف وعمليات القصف المتبادل بينها وبين قوات الحكومة السورية، وسط عمليات تسلل تنفذها الأخيرة على مواقع الفصائل أسفرت عن خسائر في صفوفها.
وسبق أن استهدفت الطائرات الحربية الروسية مناطق سيطرة فصائل “الجيش الوطني” الموالي لتركيا في أرياف عفرين والباب وإعزاز، وبعضها طالت حراقات ومقرات عسكرية، في تطور اعتبر في حينه أنه “يعد الأول من نوعه”، وقيل حينها أن روسيا تعد العدة لشن هجمات عسكرية على تلك المناطق ورجحت أيضاً قادة عسكريون ومحللون سياسيون أن تكون مدينة إعزاز أو الباب مسرحاً لذلك، وأن تمتد روسيا لباقي المناطق شيئاً فشيئاً.
هل لآستانا علاقة ؟
ويتزامن هذا الاستنفار ورفع الجاهزية القتالية، مع تصاعد العنف بشكل ملحوظ في الشمال السوري، خاصة بعد الحديث عن قرب عقد اجتماع جديد لمسار آستانا، قد يكون هذه المرة على مستوى رؤساء الدول بحسب ما أفادت به إيران.
وجرت العادة بحسب محللين سياسيين، أن تشهد المناطق التي تقع ضمن نفوذ الأطراف الرئيسية في “مسار آستانا”، تصعيداً عسكرياً، قبيل أي جولة، وذلك في محاولة من قبل تلك الأطراف الضغط على الطرف الآخر والحصول على مكتسبات وفرض الشروط والسياسات التي تخدم مصالحهم فقط.
إعداد: ربى نجار