أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يتصاعد حدة نشاط تنظيم داعش الإرهابي في مناطق متفرقة من سوريا، خاصة المناطق الشرقية والبادية، وسط مخاوف جدية من عودة التنظيم للسيطرة على البقع الجغرافية، بعد فقدانه إياها منذ سنوات، بينما تؤكد مصادر خبيرة في مجال الإرهاب أن “العنف المستمر في سوريا يفتح الطريق أمام داعش لتعظيم قوته أكثر فأكثر”.
لماذا لا تستطيع القوات العسكرية الحد من نشاط داعش ؟
ومنذ بداية العام الجديد 2022، شهدت مناطق سورية عدة هجمات لتنظيم داعش الإرهابي على نقاط عسكرية لقوات الحكومة السورية في مناطق البادية، على الرغم من الحملات المكثفة والقصف الجوي الروسي الذي لا يتوقف على مناطق انتشار التنظيم في البادية السورية، وكذلك الحملات الأمنية والعسكرية لقوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي.
وتؤكد مصادر خبيرة في مجال التنظيمات المتطرفة أن داعش يستفاد كثيراً من حالة التصعيد العسكري التي تشهده المناطق الشمالية السورية وخاصة الشمالية الشرقية، حيث ينصب جزء كبير من تركيز قوات سوريا الديمقراطية على التصدي للهجمات التركية وفصائل المعارضة على مناطق الإدارة الذاتية.
إضافة لذلك، فإن انشغال قوات الحكومة السورية وروسيا بالحرب ضد فصائل المعارضة في الشمال الغربي، له تأثيره أيضاً على الحرب ضد داعش، حيث يستغل التنظيم النقص العددي في التشكيلات العسكرية المتواجدة في البادية وشرق البلاد، لتنفيذ هجمات دموية على نقاط عسكرية ومناطق مدنية.
هجمات متزامنة .. وفقدان اتصال بمجموعة عسكرية ببادية تدمر
هجمات متزامنة شهدتها بعض المناطق السورية التي تقع تحت سيطرة قوات الحكومة السورية، بعضها تأكد أن تنظيم داعش يقف ورائها، والبعض الآخر تم ترجيح أن تكون خلاياه التنظيم المسؤولة عنه.
وفي التفاصيل، نشرت شبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية أخباراً خلال الساعات الـ 24 الماضية، تفيد بأن هجوماً شنه تنظيم داعش الإرهابي على مواقع للقوات الحكومية السورية بالقرب من بلدة “الكشمة” شرق محافظة دير الزور، مستغلين الأجواء السيئة والضباب الكثيف في المنطقة. وهي استراتيجية لطالما اتبعها داعش خلال استعادته للمناطق التي كان يفقدها في الحرب ضده في 2019.
وبحسب المصادر فإن داعش استخدم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة في هجومه على مواقع عسكرية بالقرب من بلدة الكشمة، حيث تتواجد في هذه المواقع “الاستخبارات الجوية السورية والفرقة الـ 17″، وأشارت المصادر أن الهجوم أسفر عن مقتل 10 عناصر لقوات الحكومة ومعظمهم من المخابرات الجوية.
تزامن هذا الهجوم مع هجوم آخر نفذته خلايا التنظيم على آلية عسكرية للقوات الحكومية بالقرب من بلدة الصالحية بريف مدينة البوكمال أسفر عن مقتل 3 عناصر.
كما فقدت قوات الحكومة الاتصال بمجموعة عسكرية تابعة لها في بادية تدمر في ريف حمص.. والمجموعة العسكرية عددها 8 أشخاص بينهم ضابط برتبة نقيب يدعى جعفر ثابت صقر.
وكانت تلك المجموعة العسكرية ضمن سيارتين دفع رباعي محملتين بصناديق أسلحة ومعدات عسكرية أخرى وكان الهدف إيصالها لإحدى النقاط العسكرية في بادية تدمر. ويرجح أنه تم خطفهم أو قتلهم من قبل خلايا التنظيم.
اغتيالات جديدة في “الهول”.. والتصعيد التركي يشتت التركيز بالحرب ضد التنظيم
وفي الشمال الشرقي، لايزال مخيم الهول يشهد جرائم بحق القاطنين فيه والعاملين في مجال الصحة، حيث قتل لاجئ سوري قبل أيام على أيدي خلايا التنظيم، إضافة لعضو من الطاقم الطبي في المخيم عند هجوم لخلايا التنظيم على نقطة طبية، ما أسفر أيضاً عن إصابة شخص آخر تصادف وجوده هناك.
بينما سحبت منظمة الصليب الأحمر الدولي فرقها الطبية من المخيم، بعد أن تعرض طبيب أثيوبي لطعنة بأداة حادة من قبل عنصر لخلايا داعش داخل المخيم، وذلك بهدف قتله.
“أي هجوم تركي قد يترك فراغاً في الحفاظ على أمن مراكز الاحتجاز”
وتقول قوى الأمن الداخلي في شمال شرق سوريا، أنها غير قادرة على تحمل الأعباء الأمنية لوحدها والفلتان الأمني في المخيم ومراكز الاحتجاز، في ظل التجاهل الدولي لمعضلة تواجد نحو 60 ألفاً من عوائل داعش الأجانب، وتشير إلى أن أي هجوم جديد للقوات التركية قد “يترك فراغاً كبيراً في الحفاظ على الأمن ضمن مراكز الاحتجاز و المخيمات التي يتواجد فيها الآلاف من عناصر التنظيم الأجانب”، وسط مناشدات للمجتمع الدولي بالمساندة لحل هذه المعضلة التي “باتت تهدد الأمن القومي لسوريا” ودول الجوار والعالم أيضاً.
إعداد: ربى نجار