أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – حذرت الولايات المتحدة الأمريكية من زيادة الهجمات على قواتها العسكرية و التحالف الدولي في كل من سوريا والعراق بالتزامن مع حلول الذكرى الثانية لاغتيال قائد فيلق القدس السابق في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، وهددت بالرد العسكري على أي استهداف يطال قواتها والتحالف في البلدين.
“الثوري الإيراني” يقر باستهداف قاعدة “عين الأسد”
وعمدت فصائل مسلحة موالية لإيران، لقصف قواعد عسكرية تتمركز فيها قوات التحالف الدولي في سوريا والعراق، بينما أكد الحرس الثوري الإيراني رسمياً، أنه استهدف قاعدة “عين الأسد” التي تتمركز فيها قوات التحالف، رداً على مقتل سليماني.
وبعد تعرضها لهجوم فاشل بطائرة مسيرة يوم الأربعاء الماضي، اعترف قائد بحرية الحرس الثوري الإيراني علي تنغسيري بالمسؤولية عن استهداف قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار العراقية، والتي تضم مستشارين أميركيين.
وأضاف أن “استهداف القاعدة هو “أحد نماذج ردنا” على مقتل سليماني، مهدداً في ذات الوقت القوات الأميركية بالمنطقة وبإغلاق مضيق هرمز.
وكانت خلية الإعلام الأمني العراقية أوضحت صباح الخميس، أن الدفاعات الجوية تصدت لطائرة مسيرة مجهولة حاولت الاقتراب من القاعدة الجوية التابعة لقيادة القوة الجوية العراقية في الأنبار، لافتة إلى أنها أسقطت خارج محيط “عين الأسد”.
واشنطن تحذر من زيادة الهجمات .. وتؤكد على “الرد العسكري”
الولايات المتحدة علقت على زيادة الهجمات على قواتها والتحالف في كل من سوريا والعراق، حيث قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين بساكي في مؤتمر صحفي، مساء الخميس، أنه “لا يمكننا القول بالتحديد من شنها أو لماذا تمت (..) لا شك في أن ذلك قد يكون مرتبطا بالمفاوضات في فيينا أو الذكرى السنوية للضربة على سليماني”.
وأضافت المسؤولة في البيت الأبيض “لا نزال نعمل الآن على تحديد من يتحمل بالضبط المسؤولية وما هي النوايا ولهذا السبب لا نمتلك أي استنتاجات تحليلية أخرى”.
وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الأميركية جو كيربي، أكد إن “الهجمات في سوريا والعراق ضد القواعد والقوات الأميركية مصدرها ميليشيا مدعومة من إيران”. حسب وصفه،
وذكر في تصريحات للصحافيين أن “القادة الأميركيين لديهم الصلاحيات بالدفاع عن جنودهم، وقاموا بأعمال استباقية لوقف الهجمات قبل أن تبدأ”، وأضاف، “نحن واعون للتهديدات في ظل أوضاع متغيرة، والقادة يقومون بواجبهم”.
وحذرت الولايات المتحدة “بالرد العسكري” على أي تهديد يطال قواتها والتحالف في سوريا والعراق، ونقلت وسائل إعلامية عن مسؤول في البيت الأبيض، أن “واشنطن تأخذ أي تهديد للقوات الأميركية في العراق وسوريا على محمل الجد”.
بعد الانتقادات .. “إيران تسعى لحفظ ماء الوجه”
وترى أوساط سياسية ومتابعة، إن إيران تسعى من وراء هذا التصعيد “حفظ ماء الوجه”، و “إظهار نفسها على أنها تنتقم لمقتل القيادي البارز في الحرس الثوري الإيراني، والذي كان يعتبر المسؤول عن تواجد القوات الإيرانية في سوريا والعراق”.
وأشارت إلى أن الانتقادات الكبيرة التي طالت القيادة الإيرانية لعدم الرد على مقتل سليماني، دفعت طهران لاستهداف قواعد التحالف، ولكن مع الأخذ بعين الاعتبار عدم تعريض حياة أي جندي أمريكي أو في التحالف للخطر، كون إيران تعلم عواقب ذلك جيداً، وأنها في موقف لا يسمح لها في فتح جبهة على نفسها من قبل الولايات المتحدة والتحالف.
وانتقدت أوساط سياسية وشعبية إيرانية، قيادة بلادهم، على ردها “الضعيف” على مقتل سليماني، ورأوا في أن قيادة بلادهم غير جادة في “أخذ ثأر سليماني”، وذلك لاعتبارات سياسية منها “عدم تعريض مفاوضات جنيف لأي خطر”.
يشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لها ما يقارب 2500 جندي أميركي وألف جندي من قوات التحالف متواجدين منذ صيف 2020، على الأراضي العراقية، لتقديم الاستشارات والتدريب، فيما غادرت البلاد غالبية القوات الأميركية المقاتلة التي أرسلت عام 2014 كجزء من التحالف في عهد دونالد ترمب لمحاربة تنظيم داعش.
كما تحتفظ واشنطن بنحو 900 جندي أميركي منتشرين في شمال شرقي سوريا، وضمن أكبر قواعدها في “التنف” الواقعة قرب الحدود الأردنية والعراقية، حقل العمر النفطي في ريف دير الزور شرق البلاد.
إعداد: رشا إسماعيل