أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – عمليات قصف غير مسبوقة للمقاتلات الروسية على مدن وبلدات في شمال غرب سوريا ضمن مناطق سيطرة الفصائل الموالية لتركيا وهيئة تحرير الشام / جبهة النصرة.. كل ذلك جاء بعد انتهاء الجولة الـ 17 من مفاوضات أستانا وتحديدا مع بداية العام الجديد حيث عمدت القوات الحكومية والطائرات الروسية إلى القيام بعمليات قصف واسعة أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى ودمار كبير في المنشآت والبنى التحتية بالمنطقة.
خلافات حادة وراء التصعيد الروسي
التصعيد الروسي الجديد ومن خلفه القوات الحكومية يعود بالتأكيد إلى أسباب عديدة قائمة على خلافات وملفات عالقة بين الدولتين الراعيتين لاتفاق وقف إطلاق النار في منطقة خفض التصعيد والحديث هنا عن تركيا وروسيا، ولعل قرب انتهاء فترة التفويض لآلية إدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا بموجب القرار 2585 للعام 2020 يعتبر احد الأسباب لهذا التصعيد العسكري حيث تحاول روسيا الضغط على المجتمع الدولي من أجل قبول حصر ألية المساعدات عبر خطوط التماس، لا سيما أن تقرير الأمين العام للأمم المتحدة شدد على ضرورة استمرار تدفّق المساعدات عبر الحدود وبالتالي ضمان استمرار وتسريع العمل بموجب استثناءات التعافي المبكر، التي نص عليها القرار الأممي، الأمر الذي سيؤدي بشكل مباشر إلى تقليص حجم العقوبات على الحكومة السورية، وهو ما تحدث عنه مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا، ألكسندر لافرنتيف، في وقت سابق من الشهر الماضي.
شروط روسية لوقف التصعيد
يضاف إلى ذلك رغبة روسيا في مكافحة الإرهاب و تأسيس آلية أمنية وعسكرية مشتركة لمواجهة التنظيمات المصنّفة إرهابية في شمال غربي سوريا، بينما تريد تركيا الحفاظ على التنسيق الاستخباراتي والأمني فقط دون العسكري… فيما يأتي الأمر الأكثر أهمية إصرار روسيا على إعادة انتشار القوات التركية في سوريا بعمق يتراوح بين 30 و35 كم عن الشريط الحدودي، مع تقليص عدد النقاط العسكرية وحجم المعدات وأن يتم ذلك في إطار تعديلات على اتفاق أضنة الموقع عام 1998 وبالتنسيق مع الحكومة السورية، بالإضافة إلى تنفيذ كامل بنود مذكرة موسكو لعام 2020، والتي تنص على إنشاء ممر أمني بمسافة 6 كم على جانبي الطريق الدولي “M4” بين حلب واللاذقية فيما ترغب تركيا بالتوصل لآلية عمل وتنسيق تضمن لها المشاركة في تشغيل وتأمين الطريق الدولي “M4”.
ارتفاع حدة التصعيد يعود أيضاً إلى استياء روسيا من التباطؤ في تنفيذ خريطة الطريق التي تم الاتفاق عليها مع تركيا خلال قمة سوتشي بين الرئيسين رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين خلال عام 2020، فيما يرى مراقبون أن كل هذه الأسباب للتصعيد الروسي الأخير الذي لن تنخفض حدته على مايبدو في الفترة القريبة القادمة مع استمرار تبادل رسائل الاستياء والتحذير بهدف الضغط.. فهل سيكون هناك تغيير في خارطة السيطرة والنفوذ بالمناطق الخاضعة تحت السيطرة التركية في شمال غرب سوريا أم أن الأمور ستبقى على ماهي عليه.
إعداد: يعقوب سليمان