أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تتصاعد الجرائم العنصرية ضد اللاجئين السوريين في تركيا، مع تغذية بعض الأطراف السياسية والحزبية في تركيا هذه العنصرية من خلال تحميل اللاجئين المسؤولية عما تشهده البلاد من أزمات.
حيث أعادت جريمة حرق مواطن تركي لثلاث شبان سوريين هذا الملف إلى الواجهة من جديد، فيما نددت منظمات حقوقية بهذا الفعل معتبرينه “جريمة عنصرية”.
وتقول تركيا أنها تستضيف أكثر من 3 ملايين ونصف مليون سوري على أراضيها، فروا من الحرب والصراع الدائر على السلطة في البلاد.
تحذيرات وإدانات من زيادة “جرائم العنصرية” ضد السوريين
وتحذر أوساط سياسية من زيادة جرائم العنصرية ضد السوريين في تركيا، خاصة مع تغذية بعض الأحزاب والشخصيات السياسية هذه “العنصرية” في عقول الأتراك وإلقاء بالمسؤولية على عاتق السوريين حول الأزمات التي تعيشها تركيا.
وأدانت منظمات حقوقية قتل ثلاثة سوريين حرقا غربي تركيا، حيث تم إحراق الشبان الثلاث أثناء نومهم في مكان عملهم في ولاية أزمير، واعتبرت المنظمات أن هذه الجريمة “عنصرية بامتياز”.
ولم تكن هذه الجريمة هي الوحيدة التي تعرض لها السوريون في تركيا، حيث سبق ذلك الكثير من الجرائم، ليس ذلك فحسب بل أن أغلب الجناة يفلتون من العقاب أو يتم الحكم عليهم بعقوبات مخففة، ما يزيد بحسب حقوقيين “العنصرية” ضد السوريين، كون السلطات المحلية لا تقسو كثيراً في أحكامها ضد هذه الجرائم.
تعتيم إعلامي .. والسلطات تطالب ذوي الضحايا “بالصمت”
جريمة حرق الشبان الثلاث لم تصدر السلطات المحلية أي بيان حولها بعد، لكن ناشطون سوريون في تركيا اتهموا الحكومة بالتعتيم على ما يتعرض السوريون له من جرائم، وعدم محاسبة الجناة.
وبحسب تقارير إعلامية، فإنه تم القبض على الجاني الذي اعترف بجريمته وقال أنه استخدم البنزين في إشعال المنشأة التي كانت الشبان نائمون فيها في الـ 16 من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وأكدت التقارير أن السلطات المحلية في أزمير هددوا عوائل الشبان الثلاث بالاعتقال في حال كشفهم للجريمة، وطالبوهم بالتستر عليها و “التزام الصمت”.
ويتزايد الاستياء تجاه اللاجئين السوريين في تركيا، مع إطلاق بعض الساسة والشخصيات التركية حملات تدعوا لترحيلهم ووصفهم للسوريين “بالمحتلين”، فيما تقول بعض الأحزاب المعارضة أنهم وفي حال وصولهم إلى السلطة سيكون أول ما يفعلونه طرد السوريين.
جريمة جديدة .. قتل شاب سوري تدخل لحماية رجل مُسن
وفي جريمة جديدة تضاف لسلسلة “الجرائم العنصرية” ضد السوريين، كشفت تقارير إعلامية بأن الشاب السوري محمود محمد شوبك 28 عاماً قتل على يد مواطن تركي يولاية غازي عنتاب، وذلك بعد أن أراد حماية رجل مسنّ يعمل كـ”مستخدم” في سكن شبابي للاجئين السوريين بالمدينة.
ونقلت المصادر عن أحد أصدقاء الشاب السوري محمود، أن الحادثة وقعت ظهر يوم الأربعاء الماضي، في منطقة جارشي قرب ساحة أتاتورك في عنتاب، حيث وقع شجار بين رجل سوري مسنّ يعمل في سكن شبابي وبين مواطن تركي.
وأضاف، أن الشجار وقع خارج السكن فيما لجأ الرجل المسن إلى محمود للاحتماء به بعد أن قام التركي بتهديده بالقتل، مشيراً إلى أن التركي هاجم السكن، وعندما حاول الشاب تهدئة الطرفين والاستفسار عن سبب المشكلة فاجأهما التركي بإطلاق النار عليهما ما أدى لمقتل محمود وثم لاذ بالفرار، ولفت أن الرجل المسن أيضاً اصيب في كتفه.
من جهتها تمكنت فرق الأمن التركية من إلقاء القبض على الجاني وفتح تحقيق بالحادث، كما قامت بتسليم جثمان الشاب محمود إلى ذويه، حيث قاموا بنقله إلى بلدته كفرنايا في ريف حلب الشمالي.
عمليات إعادة قسرية سرية للاجئين السوريين
وتقول تقارير إعلامية تركية، أن سلسلة “جرائم العنصرية” ضد السوريين في تصاعد كبير، والهدف منها “ترهيب السوريين وإجبارهم على العودة لبلدهم”، مع مباشرة السلطات التركية بترحيل قسري سري لعوائل سورية، لكن ليس بسبب تلك الوقائع والمشادات بين أتراك وسوريين وإنما للتخلص قدر الإمكان من الأعباء المالية والأمنية لاستضافتهم.
وتشدد تقارير إعلامية على إن الرئيس التركي استوفى إلى حدّ كبير ورقة المهاجرين واللاجئين التي استخدمها كوسيلة ضغط على الاتحاد الأوروبي من أجل الحصول على المليارات من الدولارات، إضافة لمعاركه في سوريا بحجة إعادة اللاجئين لمناطقهم ولحسابات شخصية وسياسية وانتخابية.
وسط اتهامات للمجتمع التركي، بأنه يحمل العنصرية ضد السوريين ليس فقط منذ لجوئهم بسبب الحرب بل أن تاريخ وجذور هذه العنصرية تمتد لعقود، مشيرين إلى ما وصفوها “بعمليات الإبادة” ضد اقليات وشعوب كالأرمن والأكراد والأشوريين واليهود والزازا والإيزيديين والشيعة والصوفية.
العنصرية لا تمارس ضد السوريين في الداخل التركي، بل على الحدود أيضاً، حيث تقوم قوات حرس الحدود التركية “الجندرما” باستهداف السوريين الذين يقتربون من الجدار الإسمنتي على الحدود، أو يحاولون الفرار إلى تركيا هرباً من الحرب في سوريا، حيث وصل أعداد من قتل على يد “الجندرما” إلى نحو 500 سوري خلال سنوات الحرب والصراع في البلاد.
إعداد: ربى نجار