دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

الانتخابات الرئاسية الليبية أجلت بشكل شبه رسمي .. والمجتمع الدولي يحذر من عودة العنف والتلويح بالعقوبات

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بات من المؤكد أن الانتخابات الرئاسية في ليبيا لن تجري في موعدها المحدد، وذلك من حيث أن المفوضية العليا للانتخابات لم تنشر أسماء المرشحين النهائية بعد، وتقدمها باقتراح لمجلس النواب بتأجيل الانتخابات الرئاسية للشهر المقبل، وسط ردود أفعال دولية غاضبة ومستنكرة ومحذرة من أن تأجيل الانتخابات سيؤدي لعودة العنف إلى البلاد.

واشنطن تحذر .. وتلوح بفرض عقوبات

وعبرت الولايات المتحدة الأمريكية عن خيبة أملها من قرار المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا، حيث قررت الأخيرة تأجيل موعد الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة يوم الجمعة القادم في الـ24 من كانون الأول/ديسمبر الجاري.

ونقلت وسائل إعلامية عن السفير الأمريكي في ليبيا، ريتشارد نورلاند، أن العمل باتجاه الانتخابات أولوية، بما يتماشى مع رغبات الشعب الليبي، وشدد على أهمية معالجة جميع العقبات القانونية والسياسية أمام إجراء الانتخابات الرئاسية في ليبيا، بما في ذلك وضع اللمسات الأخيرة على قوائم المرشحين للانتخابات الرئاسية.

ولوح السفير الأمريكي بعقوبات دولية ضد أي شخص أو جهة تهدد باستخدام العنف لعرقلة سير الانتخابات في ليبيا، وشدد أنهم سيكونون عرضة للعقوبات ليس من قبل الولايات المتحدة بل من قبل المجتمع الدولي.

الاتحاد الأوروبي قلق من تأجيل الانتخابات .. ومطالبات بتحديد موعد جديد

من جانبه، قال الناطق باسم الحكومة الفرنسية غابريال أتال، إن باريس ما زالت “متمسكة بحسن سير العملية الانتخابية حتى نهايتها” فيما أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بربوك أن بلادها “تعمل بتعاون وثيق مع الأمم المتحدة (…) حتى تتم هذه الانتخابات لأنها ذات أهمية كبرى”.

كما عبرت إيطاليا عن قلقها واستنكارها لإعلان المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا بتأجيل الانتخابات الرئاسية، وحذرت من أن هذه الخطوة قد تتبعها خطوات تصعيدية في البلاد. وطالب بتحديد موعد جديد للانتخابات الرئاسية في ليبيا واستئناف العملية السياسية.

الانتخابات الرئاسية من المستحيل أن تجري في موعدها

وشهدت العاصمة الليبية ومدن أخرى توترات أمنية في الأيام الماضية، تمثلت بسيطرة بعض الجماعات المسلحة الرافضة للانتخابات على مؤسسات الدولة في طرابلس و مصراته، فيما انسحبت تلك الجماعات المسلحة بعد 24 ساعة منها وسط أجواء متوترة تسود البلاد.

وأكدت السلطات الليبية، الأربعاء، أن الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها الجمعة لن تجرى بعدما تقدمت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا الأربعاء باقتراح إلى مجلس النواب لتأجيلها إلى 24 كانون الثاني/يناير بدلا من موعدها الأساسي.

وتزامن اقتراح المفوضية مع إعلان لجنة نيابية استحالة إجراء الانتخابات الرئاسية في الوقت الحالي، بسبب ظروف مرتبطة بتقارير فنية وقضائية وأخرى أمنية.

اتهامات لأطراف إقليمية ودولية بإفشال المسار السياسي في ليبيا

واعتبرت أوساط سياسية ليبية، عدم إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها “بالانتكاسة”، محذرين من أن هذه الخطوة قد تعيد ليبيا إلى دائرة الصراعات المسلحة والحرب القائمة منذ 2011، ويضع مستقبل البلاد في المجهول، وشددوا أن “فشل المسار السياسي سيؤدي لعودة الصراعات المسلحة إلى البلاد”، معتبرين أن بعض الأطراف الإقليمية والدولية المتدخلة في الأزمة الليبية تسعى وراء فشل المسار السياسي، كونه لا يخدم أجندات وأطماع تلك الأطراف.

وحتى ساعة إعداد هذا التقرير، لم تنشر المفوضية “القوائم النهائية” للمرشحين الذين بلغ عددهم 98 مرشحاً، وتقلص العدد بعد الاستبعادات إلى 73 مرشحًا، كما لم يُسمح بمباشرة الحملة الانتخابية، إلى جانب ارتفاع عدد الشكاوى أمام القضاء والطعون في حق بعض المرشحين.

وتخشى أوساط سياسية وشعبية ليبية من أن عودة العنف إلى البلاد واستحالة استكمال المسار السياسي في ليبيا، محملين المسؤولية لبعض الجماعات المسلحة التي سيطرة على مقرات حكومية قبل أيام، مطالبين الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بممارسة المزيد من الضغوطات على الأطراف المتدخلة في ليبيا للسماح بنجاح الحلول السياسية وبالتالي إنهاء الأزمة.

ولطالما حذرت الأمم المتحدة و المجتمع الدولي من تأجيل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ليبيا، خاصة مع استمرار تواجد الجماعات المسلحة الأجنبية والمرتزقة السوريين التابعين لروسيا وتركيا، بعد عدم تنفيذ الطرفان المذكوران لتعهداتهما بسحب الجماعات المسلحة والمرتزقة من ليبيا من أجل إنجاح العملية السياسية.

إعداد: رشا إسماعيل