أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – لم تكن الرواية الروسية عن حصيلة القصف الإسرائيلي الأخير كما أعلنت عنه دمشق، حيث قللت الأخيرة من شأن الضربات ولم تذكر أنها طالت نقاط عسكرية وقواعد حساسة للقوات الإيرانية، في وقت تزاد التساؤلات حول الجهة التي تمد تل أبيب بهذه الإحداثيات الدقيقة للمواقع الإيرانية في سوريا.
موسكو “تكذب” دمشق
الرواية الروسية الجديدة التي وصفت “بالمحرجة لدمشق” جاءت من قبل طرف لا يمكن للحكومة تكذيبه أو نفي ما يقوله، وهو نائب المركز الروسي للمصالحة في سوريا “حميميم” التابع لوزارة الدفاع الروسية، حيث قال المركز أن الطائرات الإسرائيلية استهدفت محيط مطار العاصمة دمشق، وأشارت إلى أن طائرات من نوع إف -16 شنت الهجوم بثمانية صواريخ مجنحة بمحيط المطار، وجاءت من أجواء الجولان السوري.
لكن المركز أضاف أيضاً أن الدفاعات الجوية السورية أسقطت 7 من أصل 8 صواريخ تم إطلاقها بواسطة أنظمة “بانتسير إس” روسية الصنع، وأكد المركز أن الضربات أسفرت عن أضرار مادية بأحد المستودعات العسكرية، إضافة لمقتل شخص واحد.
ماذا قالت دمشق ؟
وكانت وكالة الأنباء الحكومية السورية “سانا”، قالت أن الاستهداف تم برشقات من الصواريخ من اتجاه الجولان على بعض “المناطق الجنوبية” بالعاصمة دمشق، وأن الوسائط الدفاعية الجوية تصدت لها وأسقطت معظمها، وقالت أنها تسببت بوقوع خسائر مادية (دون الإفصاح عن ماهيتها) إضافة لمقتل جندي.
ولا يخفى على أحد أن النقاط العسكرية القريبة من مطار العاصمة السورية، هي نقاط للقوات الإيرانية وحزب الله اللبناني، وفيها مستودعات أسلحة وذخيرة وصواريخ.
رواية أخرى تفند روايتي موسكو ودمشق !
وحول ذلك أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، يوم السبت، أنه تمكن من الحصول على معلومات تكشف ماهية المناطق المستهدفة، وأشار إلى أن القصف طال نقاط تمركز ومستودعات تابعة لحزب الله اللبناني والمجموعات المسلحة الإيرانية في محيط منطقة دير علي بريف دمشق الجنوبي، عند مثلث درعا-ريف دمشق-السويداء، وتسبب بتدمير المواقع المستهدفة، دون أن ترد معلومات عن الخسائر البشرية حتى اللحظة.
وذكر المرصد أن القصف ذاته طال موقعاً للدفاع الجوي جنوب منطقة شهبا بريف السويداء، الأمر الذي أدى لمقتل أحد عناصر قوات الحكومة على الأقل، وإصابة آخرين، بالإضافة لأضرار مادية.
لكن المرصد نفى الرواية الروسية بدوره، وقال “لا صحة إطلاقاً لجميع المعلومات التي تتحدث عن استهداف محيط مطار دمشق الدولي في ذلك اليوم”.
من أين تأتي إسرائيل بهذه الإحداثيات الدقيقة ؟
الغارات الإسرائيلية الدقيقة التي تطال أهدافاً عسكرية إيرانية حساسة في سوريا، تثير التساؤلات حول الجهة التي تمد تل أبيب بالإحداثيات الدقيقة لها، وسط عدم استبعاد موسكو من ذلك، أو أن تل أبيب تمكنت من اختراق أطرافاً مقربة من إيران أو قوات الحكومة السورية على علم بهذه النقاط ومواقعها.
إضافة إلى ذلك لا يستبعد محللون سياسيون ومتابعون للشأن السوري، أن موسكو تقف وراء إمداد تل أبيب بالإحداثيات، وهو ما لمح له مسؤول إسرائيلي عسكري في وقت سابق، خاصة بعد الاستهداف الذي طال مرفأ اللاذقية قبل نحو 10 أيام.
وترجح تلك الأوساط أن موسكو تتعمد بداية عدم التصدي للهجمات الإسرائيلية حتى الوصول لأهدافها، وفيما بعد يتم إسقاط باقي الصواريخ التي ربما يكون هناك اتفاق مسبق بينها وبين تل أبيب على إسقاطها، وبالطبع بعد تحقيق الهدف المرجو من الهجوم.
لماذا دائماً الهجمات الإسرائيلية تكون دقيقة وفعالة ؟
وعلى الرغم من أنه يتم إسقاط أغلب الصواريخ التي تستهدف النقاط العسكرية الإيرانية في سوريا، إلا أن الخسائر تكون فادحة في كل مرة يتم فيه شن هجوم من قبل تل أبيب، في وقت يتساءل الكثيرون، عن الفائدة من إسقاط أغلب الصواريخ الإسرائيلية في وقت أن صاروخ واحد أو اثنان يحققان المراد من هذه الهجمات المتكررة. وهو سؤال يجب الوقوف عنده والتمعن في الإجابة عليه، لعل عندها سيُفهم من هي الأطراف التي تستفيد من هذه الهجمات بغض النظر عن إسرائيل.
وسبق أن شنت إسرائيل هجوماً غير مسبوق على مرفأ اللاذقية قبل نحو 10 أيام، في خطوة وصفها الكثيرون “بالتصعيد الخطير”، والتي طالت شحنات أسلحة متطورة إيرانية جاءت إلى المرفأ، دون علم أي طرف. فمن أين تأتي إسرائيل بهذه الإحداثيات الدقيقة للمواقع الإيرانية في سوريا ؟
إعداد: علي إبراهيم