أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في الوقت الذي يتصاعد فيه نشاط تنظيم داعش الإرهابي وخلاياه النائمة في سوريا والعراق، أعلن مسؤولون عراقيون أن المهام القتالية لقوات التحالف الدولي انتهت رسمياً في البلاد، وذلك ضمن الاتفاق الاستراتيجي بين واشنطن وبغداد والذي أفضى مؤخراً عن انسحاب قوات التحالف التي تقاتل التنظيم إلى جانب القوات العراقية المشتركة والإبقاء على مستشارين ومدربين فقط.
بايدن يكرر خطأ أوباما.. انسحاب التحالف يقلق الحلفاء في العراق وسوريا
يأتي ذلك في وقت تعاني جارة العراق، سوريا أيضاً، من تصاعد وتعاظم في نشاط داعش وتزايد هجماته على مناطق عدة في البلاد، وسط مخاوف جدية من قبل حلفاء التحالف في سوريا، أن يؤثر انسحابه من العراق على الحرب ضد التنظيم في سوريا، وبالتالي امكانية زيادة هجمات داعش في كلا البلدين.
وبالرغم من أن كثيراً من المسؤولين الأمريكيين و آخرين ضمن التحالف الدولي، أكدوا أن مهامهم مستمرة في سوريا حتى القضاء على التنظيم، إلا أن سياسيون ومحللون وخبراء في مجال التنظيمات المتطرفة شددوا على أن انسحاب القوات القتالية من التحالف من العراق سيكون له تأثير على سوريا أيضاً.
وسط التأكيد بأن “إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن يقوم بالخطأ نفسه الذي قامت به إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما”، عندما قرر الانسحاب من العراق، وكانت النتيجة ظهور تنظيم داعش والذي سمى نفسه حينها “بالدولة الإسلامية في العراق والشام”.
الأعرجي يعلن رسمياً انتهاء المهام القتالية للتحالف
وبعد حديث مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي عن انتهاء المهام القتالية للتحالف الدولي رسمياً في العراق، وصفت أوساط سياسية من البلاد قرار التحالف الدولي بأنه “انسحاب ثان لا يقل سوءاً عن الانسحاب الأول”. وذلك في إشارة منهم إلى الانسحاب الذي قرره الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما في 2011، والذي أفضى فيما بعد لظهور تنظيم داعش الإرهابي، وسيطرته على مساحات واسعة من البلاد وامتداده نحو سوريا أيضاً.
وقالت وسائل إعلامية عراقية رافضة لهذا القرار، أن المشاركة العسكرية لقوات التحالف بالحوامات والطائرات الحربية والعناصر على الأرض، كان لها دور كبير في مساندة القوات العراقية المشتركة في محاربة داعش، مشيرين إلى أن هجمات التنظيم ازدادت منذ الحديث عن انسحاب التحالف من البلاد.
داعش يكثف هجماته بالعراق .. وقرار بايدن “مُتسرع”
وخلال الأسبوع الماضي، تعرضت نقاط عسكرية للجيش العراقي و قوات البيشمركة العراقية لهجمات عدة نفذها التنظيم، أسفرت عن مقتل العديد من العناصر العسكرية والمدنيين، إضافة إلى سيطرة داعش على قرية في محافظة كركوك لأول مرة منذ إعلان الانتصار عليه في 2017، واستعادة القوات العراقية المشتركة السيطرة على القرية بعدها بساعات.
واعتبر سياسيون و محللون عراقيون أن قرار الرئيس الأمريكي “متسرع” ويفتح الباب لتهديد العراق مرة أخرى، وعودة الأمور في البلاد لنقطة الصفر، مشددين على أن الاستشارة والتدريب فقط لا يكفي للقوات العراقية بحفظ الأمن والاستقرار في كامل البلاد، مرجحين أن تمتد عمليات التنظيم لخارج الحدود، بما أن هناك مناطق في سوريا قريبة من الحدود فيها خلايا للتنظيم وتنشط هناك بشكل كبير.
ماكغورك: سنبقى في شمال سوريا حتى القضاء على داعش
وبعد إعلان العراق نهاية المهام القتالية لداعش بساعات، تحدث منسق الأمن القومي الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، إن القوات الأمريكية باقية في شمال شرق سوريا، كون تنظيم داعش لايزال قادراً على إعادة تجميع قواع والانطلاق بهجمات جديدة، وأشار خلال مؤتمر صحفي استضافه معهد “دول الخليج العربي” في واشنطن، أن بلاده ملتزمة بالوقوف لجانب الحلفاء للدفاع عن أرضهم.
وعن العراق قال أن الولايات المتحدة تعتزم الاستمرار في مهمة تدريب وتقديم المشورة للقوات العراقية وذلك بناءً على طلب الحكومة العراقية، مشدداً على التزام بلاده بأمن واستقرار العراق، وشدد أن بلاده لا تعتزم مغادرة الشرق الأوسط، بل تهدف إلى إعادة ترتيب أوراقها وأهدافها بالتعاون مع الحلفاء في المنطقة.
“القوات العراقية لا تستطيع قتال داعش دون غطاء جوي”
حديث المسؤول الأمريكي لم يكن مطمئناً للأوساط السياسية والشعبية العراقية، حيث يرون بأن التنظيم لايزال قوياً في بلادهم، وأن هناك مواقع جغرافية واسعة متصلة بمواقع أخرى تنشط فيها خلايا التنظيم في سوريا لا يمكنهم الوصول إليها و محاربة داعش فيها، لولا الغطاء الجوي للتحالف، وهذا بدوره سيؤدي لأخذ التنظيم نفساً عميقاً في إعادة ترتيب أوراقه وتعظيم قوته والهجوم على المواقع العسكرية وربما السيطرة على الأراضي مجدداً.
وسبق أن أكدت الولايات المتحدة الأمريكية أن داعش بات أقوى من أي وقت مضى، وأنه قادر على السيطرة على أراضٍ في سوريا والعراق وتكرار سيناريو عام 2014، عندما سيطر على مساحات واسعة تبلغ مساحة المملكة المتحدة في كلا البلدين.
إعداد: علي إبراهيم